|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حول تعدد الزوجات عصام بن محمد الشريف من مظاهر غربة الدين أن نجد بعض شرائع ديننا يقف منها بعض المسلمين موقفًا مُخالفًا للشرع ويحز في النفس أكثر أن يكون من هؤلاء المسلمين بعض الإخوة والأخوات الذين من المفروض أن يكونوا ملتزمين بالشرع - ومن بعض هذه الشرائع التي تعيش غربتها حتى بين أهلها: شريعة تعدد الزوجات! للأسف يعتقد الكثير - لجهلهم - أن قضية التعدد عورة مكشوفة يجب سترها وعدم نشرها أو الحديث عنها، أو تهمة يجب تكتمها وسترها، أو مسألة نتوارى منها خجلًا، وندخل معها قفص الاتهام، نلتمس البراءة لديننا أمام أعداء الإسلام، أو البراءة لأنفسنا أمام الرجال أو النساء ممن لا ناقة له ولا جمل في الدين!! إن قضية تعدد الزوجات من القضايا التي تثير حفيظة النساء -بصفة خاصة- وتثير أيضًا غضبهن؛ لأن المرأة بفطرتها لا تريد لنفسها ضرة أو شريكة أخرى لها في زوجها. وتتباين مواقف النساء تجاه قضية التعدد -إلى حد ما- ما بين غالية أو جافية أو متحفظة على استحياء كاذب، إلا أنه يبقي في النهاية موقف المرأة الصالحة، بما تعنية كل معاني الصلاح، شامخًا ثابتًا قويًا، تعلوه راية لا إله إلا الله. وإنني لا أعفي بعض أخواتنا الملتزمات – للأسف - للائي من المفروض أنهن ملتزمات - من مواقف مُخزية مخالفة للشرع تجاه هذه القضية، وذلك بسبب قلة العلم والتقوى، وبسبب خلطهن بين العاطفة والأنانية والشرع. لذا كان من الواجب تبصير نساء المسلمين - والأخوات المسلمات الملتزمات بصفةٍ خاصة - بحقيقة الموقف الشرعي الصحيح لهن تجاه هذه القضية. وأسأل الله أن يُبلغني ما أردت من إسداء النصيحة الخالصة لنساء المسلمين قبل الموت وقبل الندم والسؤال يوم الحساب.. الرضا التام بحكم الشريعة: ولا أعني بهما ذلك الموقف المُبدئ لكثير من النساء -لا سيما الملتزمات- من أنه لا مانع عندهن من التعدد لأنه شرع الله ولا نستطيع أن نعترض، وسنكون أخوات في الله، ولا بد أن نتكاتف ونتعاون من أجل حل مشاكل الأرامل والمُطلقات إلى غير ذلك، مما يُسمع منهن من الكلام المنمق والجميل، ثم إذا شرع الزوج في تنفيذ ذلك، وخطا خطوات إيجابية، تغيرت كل هذه اللافتات والدعاوى، وتبدلت بأخرى مُضادة، فضلًا عن سلوك العداء والمخاصمة الذي يحدث، وتقوم الدنيا عليه وكأنه ارتكب كبيرة من الكبائر، أو اقترف إثمًا عظيمًا. لذا فإني أعني بالرضا التام والتسليم لحكم الشريعة ذلك الموقف الإيماني الثابت الذي لا يتغير قبل التعدد أو بعده، بحيث لا يظهر من المسلمة ولا يسمع منها ما يُخالف الشرع، قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[1]. قال ابن كثير رحمه الله: وقوله: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ يُقسم تعالى بنفسه الكريمة المُقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول في جميع الأمور، فما حكم به هو الحق الذي يجب الانقياد له باطنًا وظاهرًا، ولهذا قال: ﴿ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ أي إذا حكموك يُطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجًا مما حكمت به وينقادون له في الظاهر والباطن، فيُسلمون لذلك تسليمًا كليًّا من غير ممانعة ولا مُدافعة ولا منازعة، كما ورد في الحديث: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواهُ تبعًا لما جئت به))[2]. لذا فإنه من الواجب على المرأة الصالحة أن تعي جيدًا أن تعدد الزوجات شعيرة ماضية إلى يوم الدين، ليس لها أن ترضى وتسلم بها عن قناعة ورضى بحكم من يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، وألا يكون في نفسها حرج مما قضى الله أو قضى رسوله صلى الله عليه وسلم من أحكام متعلقة بهذه الشعيرة، وأن يكون التسليم لذلك تسليمًا تامًا لا يخدشه سخط أو اعتراض أو ((لو أني فعلت كذا كان كذا)) ونحو ذلك. إن من أهم قضايا العقيدة الإسلامية الإيمان بأن لله وحده سبحانه وتعالى وليس لأحدٍ سواه حق التشريع للبشر في شئون دنياهم، والله عز وجل لا يُشرع تشريعًا من شأنه خراب البيوت أو قطع أواصر المحبة والأُخوة بين المسلمين والمسلمات، ولكن لعموم الجهل بالدين وقلة التقوى عند البعض، وضعفها عند الكثير من الناس - جعل في نفوسهم حرجًا، مما قضى الله عز وجل في حكم التعدد بدليل سلوكياتهم، وتصرفاتهم المخالفة للشريعة ضد التعدد وضد من يعدد وضد من يوافق على التعدد. فيا عباد الله! الدين دين الله، والخلق خلق الله، والكون ملك لله، والمال والمصير لله، فأنى لنا الاعتراض أو التعقيب على حكم الله وقد قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ﴾[3]، ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾[4]، وقال أيضًا: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[5] الآية. ولعل مما يُنافي الرضا والتسليم: (1) قول بعض النساء: ((نفسيتي ستظل مُتغيرة منك.. وسأظل حزينة بسبب هذا التعدد إلى أن أموت)). ولا يخفى على أحدٍ أن هذا رجمٌ بالغيب، فضلًا عن عدم تقديم إمكانية هداية الله تعالى لها، وتطييب نفسها، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء. ثم لماذا تظل نفسية الزوجة من زوجها مُتغيرة منه بسبب التعدد!! لو أنه لم يعدل أو لم يتق الله تعالى في المعاملة والسلوك، أو كان ظالمًا، لكان هناك وجه مقبول لهذا الكلام، أما إذا كان يعدل ويتقي الله تعالى ما وسعه ذلك في زوجتيه فما هو العيب إذن، وأين محل الإنكار؟ ثم لماذا تظل المرأة حزينة ونفسيتها مُتعبة بسبب التعدد؟!! هل ارتكب الزوج كبيرة من الكبائر؟!! هل ضيع حقوق زوجته الأولى؟! هل مال للزوجة الثانية على حساب الزوجة الأولى؟!! فإن قلت: لا، فاتق الله تعالى ولا تظلمي شرع الله تعال في شخص زوجك، إذن فالعيب فيك، والنقص عندك، فبادري بالتوبة، وإصلاح نفسك التي تُؤثر شريعة الله تعالى على حظ النفس والهوى. عن محمد بن كعب قال: قال موسى النبي - عليه السلام - ((أي خلقك أعظم ذنبًا؟ قال: الذي يتهمني، قال: أي رب، وهب يتهمك أحد؟ قال: نعم، الذي يستخيرني ولا يرضى بقضائي)). (2) وجود حرج في النفس من شرعية التعدد، وتمني لو أن الله تعالى لم يشرع التعدد. فلا شك أن أكثر النساء -اللائي قد تزوج عيهم أزواجهن بصفةٍ خاصة- كن يتمنين لو لم يكن. هناك تعدد في الإسلام، وفي ذلك أنانية وحب الذات فضلًا عن الجهل بأحكام الشريعة. لماذا لا تقبل المرأة زوجة أخرى لزوجها ما دام عادلًا غير ظالم؟!! ولماذا تجد في نفسها حرجًا من التعدد، والزوج يتقي الله فيهما؟! ثم ماذا تفعل وتقول المرأة المسلمة لو وقفت بين يدي الله تعالى يوم القيامة للحساب -يوم تُبلى السرائر- هل ستستطيع وقتها أن تعترض وتذكر كل الحجج الواهية التي تذكرها الآن، أم أنه الهوي والشيطان: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[6]. ثم لماذا لا تضع الزوجة الأولى نفسها مكان الزوجة الثانية -العانس أو الأرملة أو المُطلقة- بكل مشاكلها المُعقدة، ونظرة المجتمع لها؟! هل كانت سترفض أن تكون زوجة ثانية، وتحل مشاكلها تعيش حياتها كبقية مثيلاتها من النساء، أم كانت ستوافق فورًا، ولا تعتد بكل هذه الأقوال؟! [1] سورة النساء، الآية: 65. [2] تفسير القرآن العظيم (1/ 520). [3] سورة الرعد، الآية: 41. [4] سورة يوسف، الآية: 40. [5] سورة البقرة، الآيات: 63، 64. [6] سورة النور: الآية: 63.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |