|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتخطَّى خيانة زوجي؟ أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم. أنا متزوِّجة منذ سنة، كنا عاقدَين مِن ثلاث سنين، كنت أحس في هذه الفترة بإهمال خَطيبي في زِياراتي ومكالماتي؛ يعني: الزِّيارة مِن السنة للسنة، والمكالمة كلَّ أُسبوع أو أسبوعين، ولما تزوجنا حصلتْ بعض الأمور في عائلتِه أثَّرت على زواجِنا، أحسستُ بضغط نفْسي بسبب إهماله لي، وانشغاله بأهله، كانت حياتنا باردة جدًّا، أحس أنه لا يريد أن يجلس معي، ودائمًا خارج البيت أو على (التلفاز) أو (النت)، وإذا ناقشتُه، قال: أنا هكذا! فماذا تريدين؟! وبعدَ زواجي بثمانية شهور أحسستُ أنَّه بعيد عنِّي، وأحسستُ أنَّه مشغول بشيء ما، لكن ما توقعتُ الخيانة! اكتشفتُ خيانتَه بالتدريج، بداية بالجوَّال، وبعدها (الإيميل)، وبعدها مواقِع تعارُف، أنا جُنِنْتُ، وفاتحتُه في الموضوع. المهم اعترَف وقال لي: آسف، وسامحتُه، لكن هو ما تاب، ثلاث مرَّات يرجِع وأسامِحه! المشكلة أن آخر مرَّة ذهبت عندَ أهلي، لكن لا أحد يدري لماذا، واتفقنا على أن نبتعدَ عن بعض لكي نرتاح، وكل واحد يُفكِّر ويراجع حساباتِه، ولَمَّا رجعتُ وجدته لم يتُبْ، وكأنَّ شيئًا لم يكُن! المهم طلبتُ الطلاق لكنه رفَض، يقول: إنَّه يُحبني ويُريدني، سامحتُه وحلَّفْته بطلاقي لو رجَع أن يُطلِّقني، وافَق واتفقنا وتراضينا. المشكلة فيّ أنا الآن؛ فأنا غير قادرة أن أنسى، وكلَّما تذكرتُ رسائله وحبيبته التي كان معها أحسُّ بقهر وأندم أنِّي سامحتُه، كلَّما تذكرتُ إهماله لي أموت! مقهورة وأحسُّ أني غير قادرة أن أنسى، ولن أعبر هذه الدوَّامة أبدًا! أريد أن أنسَى وأعيش حياة حلوة، لكن الذي يُخوِّفني أنْ يرجِع يخونني مرَّة ثانية؛ لأنها ليست أوَّل مرَّة يرجِع فيها! أرجو الردَّ عليَّ وإفادتي. وجزاكم الله خيرًا. الجواب أُختي الفاضِلة، السَّلام عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته. نودُّ بدايةً أن نرحِّب بك في شبكة (الألوكة)، ونسأل الله تعالى أن يُسخِّرنا لتفريجِ كُربتِك وكُرَب جميعِ السائلين. كما أودُّ أن أُشيد بسماتِك الإيجابيَّة، والتي يُشير إليها مضمونُ رِسالتك، ومنها حِرْصك على استمرارِ حياتك الزوجيَّة بالنهج السليم، وتمسُّككِ بزَوْجك، والذي يُشير إليه تتبُّعك وتقييمك وملاحظتُك المستمرَّة لأسلوب تَعامُلِه معك، ولشكل العَلاقة التي تجمَعُك به. أختي الكريمة، يبدو أنَّ زواجك قدْ تَم بناءً على رغبةِ الأهل أكثرَ مِن كونه تحقيقًا لرغبتكما، وهذا الأمْر لا ضيرَ فيه أبدًا، إنْ تَم التعامل مع خُصوصياته بحِكمة وفن، لا سيَّما من قِبل الزَّوْجة، فمِثل هذا الزَّواج يتطلَّب مِن المرأة مجهودًا لشدِّ الزوج إليها وإلى مُميزاتها؛ ليصلَ هو شخصيًّا إلى قناعةٍ ذاتيَّة بأنَّ مَن ارتبط بها هي أفضلُ وأنسبُ امرأة إليه. وحتى يصلَ الزوج إلى مِثل هذه القَناعة، تَتعرَّض الحياةُ الزوجيَّة إلى مصاعبَ عديدةٍ، تمثل اختبارات حقيقيَّة لذكاءِ الزَّوجة وحِكمتها في مواجهتها وحلِّها، وإنَّ نجاحها بذلك يُحسَب لها ولشخصيتها، ولا يمسُّ بشأنها أو بكَرامتها، وأنت يا عزيزتي قدْ قدَّر الله تعالى أن تكوني في هذا الدَّور؛ لذا أرجو منك أن تتحمَّلي مسؤوليةَ كسْب زوجك إليك، ونيْل محبَّته حتى تكوني أحبَّ نِساءِ العالَم إليه. فبعدَ التوجُّه إلى الله تعالى بالدُّعاء للوصولِ إلى ذلك، فإنِّي أنصحُك بالسعيِ لتعويد زَوْجك شيئًا فشيئًا على قضاءِ جُلِّ أوقات فراغِه معك، مِن خلالِ مشاركتك إيَّاه في اهتماماتِه بشكل عام، وكذلك في بعض الهوايات أو الترفيهات التنافسيَّة المشروعة، فكثيرٌ مِن الزوجات يشاركنْ أزواجهنَّ تراجع؛ فتشجيع الفرق تؤدي إلى النظر للاعبين والإعجاب بهم ومعلوم ما فيه من المفاسد ، ليس حبًّا في تلك الرِّياضة، بل رغبة في أن تَحلَّ في نفس زَوجها محلَّ الصَّديق. ثم ابدئي بفَتْح قنواتِ الحوار معه في التعرُّف على ما يُحبُّه في الناس عمومًا وما يُبغِضه فيهم، فتكونَ تلك المعرِفة بمثابة المؤشِّر لك في طريقةِ تعاملك معه والابتعاد عمَّا يتسبَّب في بُغْضه، دون أن تُشعريه بأنَّك تقصدين ذلك، ثم استثمرِي تلك الحواراتِ في إيضاحِ ما تُحبِّينه أنتِ في الآخرين وما تُبغضين منهم. ولا بدَّ أن تتمَّ تلك الحواراتُ في أجواءٍ هادِئة ولطيفة تُثير اهتمامَ زوجك، فإنَّ ذلك يساعد في تَبنِّيه رغبةً، ويكون دافعًا نحوَ التحاور معكِ والفضفضة إليكِ؛ لأنه سيربط لا شعوريًّا بين الراحة التي استشعرها في المكان والزَّمان مع إقباله على الفضفضةِ والتحاور معكِ. واعْلمي يا عزيزتي، بأنَّ شروعَكِ في تنفيذ هذه الخُطوات بثِقة وإيمان، وسعْي جادٍّ دون ملَل أو يأس؛ نتيجة إخفاقٍ هنا أو هناك في تَطبيقها أو في تجاوب زوْجك معها - سيوصلك إلى مكانة مهمَّة جدًّا في نفسه؛ لأنَّه بتكرار ذلك سيتبنى اعتمادًا نفسيًّا تجاهك، وهو أمْر ذو تأثير مهم في استقرارِ الزواج؛ بل وفي إبعادِ شبَح الملَل والرَّتابة عنِ الحياة الزوجيَّة. أمَّا عن مشاعرِك السلبيَّة تجاه ما أسميتِه بالخيانة الزوجيَّة، فإنِّي أنصحك بإبعادها كليًّا عن فِكرك، واستبدال أفكار تتحرَّين فيها ابتكار أساليبَ جديدةٍ في تعاملك مع زوجك بها - كما أسلفت. بل إني أنصحُكِ بالحذر في هذه المرحلة مِن مفاتحةِ زوجك بأيٍّ مِن تلك التصرُّفات، كما أُحذِّرك من مراقبتِه، فإنْ شعرت بعودتِه إلى محادثةِ أُخريات، فتجاهلي الأمْر كليًّا بالتغاضي، وأشْعريه بثِقتك فيه وفي وفائِه بوعدِه لك؛ لأنَّ ذلك سيتسبَّب له في لومٍ نفْسي شديد كلَّما كرَّر ذلك، ثم يصِل بعدَ ذلك إلى كُره هذا الأمْر والنُّفور منه، خاصَّة مع محاولاتك في التقرُّب والتودُّد إليه، وإشعاره بالسَّعادةِ في قُربك. واعلمي يا عزيزتي أنَّ أغلب الزِّيجات تمرُّ بظروفٍ وتحديات صعْبة في بِداية مراحِلها، لكن التعامُل الحكيم معها يدفَع باتجاه استمرارِها والاستفادة مِن خِبراتها، كما أنَّ وجودَ الأطفال بعد ذلك يَزيد من قوَّة هذا الرباط، إنْ توفَّرتِ الرغبة الحقيقيَّة في ذلك. وأخيرًا: أختم بدُعاء الله تعالى أن يُصلِحَ شأنَك كله، ويمنَّ على زواجكِ بالمودَّة والسَّكينة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |