|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أيهما أختار وكلاهما مدخنان؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم، أنا فتاة في العشرينيات من عمري، ولديَّ رغبة في الزواج، تقدَّم لي شخصان؛ الأول: ضابط بالجيش، ويدخن النارجيلة (الشيشة)، والثاني: راتبه أقلُّ من السابق، ويدخِّن، وكلاهما على دين وخُلق وسُمْعتهما جيِّدة بين الناس، لا أعلم مَن أختار منهما، صلَّيت الاستخارة مرَّاتٍ كثيرة، ولم أشعر بشيء، أريد أن يساعدني أحد في اتِّخاذ قراري، جزاكم الله خيرًا. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكِ الله أختي الكريمة، ووفَّقكِ للخير، وهداكِ للحقِّ وطريق الرشاد. جاءت فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - إلى رسول الله تَذْكر له أنَّ معاوية بن أبي سفيان وأبا جَهْم خطَباها، فقال لها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أمَّا أبو جهم فلا يضَعُ عصاه عن عاتقِه، وأما معاوية فصُعلوك لا مال له؛ انكِحي أسامةَ بن زيد)). قالت: فكرهتُه، ثم قال: ((انكِحي أسامة))، فنكحَتْه، فجعل الله فيه خيرًا، واغتبطَتْ به؛ رواه مسلم. الشابُّ الأول يشرب الشيشة، والثاني يدخِّن، وكلاهما على دين وخُلق! لستُ أدري حقيقةً ما مفهوم الدِّين والخلق في هذه الحالة؟! وعلى كل حال فأنصحكِ بالتريُّث وأنتِ ما زلتِ صغيرة - بفضل الله - وعدم التعجُّل في أمر الزواج؛ فالزواج ليس مجرَّد صفقة أو تجربة نخوضها، ولسان حالنا: لا بأس بالتَّجرِبة! وإنما الزَّواج نعمةٌ من نِعم الله, وراحة واستقرارٌ نفسي واجتماعي, فكيف نجعله مصدرَ تعاستنا؟! وكيف نُفضِّل المرجوح على الراجح؟ أختي الفاضلة: هل تفكَّرتِ كيف سيكون حالُكِ وأنتِ جالسة في بيتكِ بين أبنائكِ، وأبخرةُ (الشيشة) تتصاعد من حولكِ، وتَغْشى أطفالكِ، وتتسرَّب إلى أجهزة التنفُّس عندهم؛ فتدمِّر الشُّعَب الهوائية، وتسدُّ قنوات التنفُّس؟! أم كيف ستشعرين في بيت يفوح منه دخان السَّجائر، ويلوث كلَّ ذراته النقيَّة؟ أقرَّتْ منظَّمة الصِّحة العالَميَّة أن التدخين بات أكبر خطر على صحَّة الإنسان اليوم؛ حيث يتسبَّب في قتل أربعة ملايين شخصٍ كلَّ عام. وتتوقَّع منظمة الصحة العالمية أن يصل العدد إلى 10 ملايين شخص يُتوَفَّون سنويًّا بحلول عام 2020 م. مع العلم أن القنبلتين الذرِّيتين اللتين أُلْقِيَتا على هيروشيما وناجازاكي تسبَّبتا في قتل ربع مليون شخص تقريبًا فقط! فيا لِمُصيبة التدخين التي باتت أعظم وأدهى من القنابل النوويَّة, ونحن عنها غافلون! وبكلِّ أسف، لا يشترط أن يدخِّن الإنسان بنفسه حتى يُصاب بأمراض الجهاز التنفُّسي أو دخول المواد المْسُرطَنة إلى رئتيه وشُعَبِه الهوائية؛ بل يكفي أن يُجاور أحدَ المدخِّنين؛ لِيُصبح بهذا مدخنًا سلبيًّا أو ثانويًّا، لا يقلُّ كثيرًا عن مصيبة المدخِّن الإيجابي أو الرئيس! إن كثرة المدخِّنين من حولنا غطَّت على تلك المصيبة وهوَّنت البليَّة في أعيننا, فمن يعتَدْ رؤية المنكر والبلايا، لا يَكَدْ يشعر لها بأثر. أنصحُكِ حقيقة أن تتريَّثي، وأن تبحثي عن صاحب الخلق والدِّين ومن يتَّقي الله؛ فالزواج رزقٌ، ولن تَنالي إلا ما كتبه الله لكِ. أخيرًا: ذهب رجلٌ إلى الحسن البصري يسأله في تزويج ابنته, فقال: زوِّجْها التقيَّ؛ فإنه إن أحبَّها أكرمَها، وإن كَرِهها لم يُهِنها. فأنعِم بالتَّقْوى من خلق رفيع لا تخشى المرأة على نفسها مع زوج تحلى بها! وفَّقكِ الله، ورزقكِ زوجًا صالحًا تقيًّا نقيًّا تسعدين به، ويسعد بك, ورزَقكِ سعادة الدارين, ونَسعد بالتواصل معكِ في أيِّ وقت، فلا تتردَّدي في مُراسلتنا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |