|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اختيار الزوجة أ. فيصل العشاري السؤال ♦ الملخص: شاب يريد الزواج، وأمُّه لا ترضى باختياره، وتريد أنْ تختار هي زوجة ابنها على مزاجها، وهو في حيرةٍ مِن أمره. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في العشرين مِن عمري، مشكلتي أنَّ أمي تريد أن تخطبَ لي بمواصفاتها التي تُحددها لي، وإذا اخترتُ أنا ترفض؛ مرةً لأنَّ الفتاةَ مِن بيئة مختلفة عنَّا، ومرة لأنَّ ثياب الفتاة لا تُعجبها! حتى مللتُ مِن رفض أمي المتكرِّر. فكَّرتُ أن أتقدَّم بدون أهلي، لكن المشكلة أنه لا توجد عائلة سترضى أن تُزوِّج الشاب بدون عائلته، ومِن ثم فلا يوجد إلا حلان: الأول: ألا أتزوجَ بسبب أمي. الثاني: أنْ أخبر أهل الفتاة أن عائلتي ميتة، وحينها سيقبلون الخطبة بدون أهلي. أما أبي فليس له رأيٌ، ومنقادٌ لأمي، ويوافق على رأيِ أمي بدون نقاشٍ. حاولتُ أن أكلمَ أمي بهدوءٍ لكن لا فائدة، وينتهي الحوار معها بقولها: سأغضب عليك لأني رافضة. أشيروا عليَّ بارك الله فيكم ماذا أفعل؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. أنتَ وضعتَ نفسك بين خيار قطع الأسرة وعدم الزواج، وهو خيارٌ قد يبدو ممكنًا في ظلِّ المعاناة المستمرة مع الوالدة، لكنه قد يكون خيارًا مكلفًا، ويتسبَّب في جروحٍ لن تندملَ بسرعة، ولعل الأنسب لك في هذا المقام هو مُحاولة إعادة الضغط على الوالدة، ولكن ليس بسلاح الوالد - الذي يضعف أمامها - وإنما بسلاح الدين والتخويف مِن الله تعالى؛ بحيث تقلب عليها الآية كما يقال، فبدلًا مِن أن تقوم هي بتخويفك بحق الوالدين، قُم أنت بتخويفها بحقِّ الأبناء! الشائع عند الناس هو (عقوق الوالدين)، ولكنهم يغفلون كذلك عن (عقوق الأبناء)؛ فقد جاء في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن والدًا جاءه يشكو إليه عقوقَ ولده؛ فقال: ائتني به، فجاء الشابُّ فوقف بين يدي عمر، فقال له: لمَ تعق والدك؟ فقال الشاب: ما حقي على أبي يا أمير المؤمنين؟! قال: حقك عليه أن يحسنَ اختيار أمك، وأن يحسن اختيار اسمك، وأن يُعلمك القرآن، فقال الشاب: والله ما فعل أبي شيئًا من ذلك يا أمير المؤمنين! فالتفتَ عمر للوالد وقال: لقد عققت ولدك قبل أن يعقك! فهذا الأب يشكو عقوق ولده له، لكن سيدنا عمر بن الخطاب بيَّن له أن هناك علاقةً تبادُلية بين الأبناء والآباء، فكما أنَّ على الأبناء واجبات يُؤدُّونها، كذلك لهم حقوقٌ يَأخذونها، ومَنْع هذه الحقوق مِن الطرفين يسمى (عقوقًا)؛ سواء كان مِن الوالد، أم من الولد. وعليه فلا يحقُّ لوالدتك أنْ تمنعك مِن اختيار مَن تريد من الفتيات للزواج، وليس لها أن تفرضَ رأيها عليك، فالزواجُ لك لا لها، نعم، في نهاية المطاف لا بد مِن التوافق ومراعاة الأعراف واسترضاء الوالدين، ولكن ليس على حساب اختيارك، وليس على حساب حياتك الزوجية. وبدلًا مِن اللجوء إلى الهرب مِن هذا الواقع بمقاطعة الأسرة، عليك أن تشرحَ لهم حقك القانوني والفقهي بالاستقلال التام في اختيار الزوجة، ويبقى رأيُ الوالدة رأيًا استرشاديًّا غير ملزم، فضلًا عن كونها تُجبرك أو تمنعك. إذًا فالخطوة الأولى هي بيان حقك عليهم، وبيان دورهم ومدى إلزامية رأيهم في هذا الموضوع، ويمكنك الاستعانة بأحد الدعاة أو الشيوخ الواعين في هذا الموضوع، أو أحد أفراد الأسرة؛ حيث يقوم بإقناع الوالدة بأهمية هذا الموضوع. مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الأمور قد لا تسير على ما يرام، وأنَّ الوالدة قد تتخذ منك موقفًا معاديًا، ويَنسحب هذا الموقف على زوجتك بالطبع؛ لذلك لا بد مِن الحرص على الاستقلال بالمسكن تبعًا للاستقلال بقرار الزواج. إذا بذلتَ الأسباب المشروعة في إقناع الوالدة ولم تستجبْ، فليس عليك حرجٌ في أن تمضي في مشروع الاستقلالية في اتخاذ قرار الزواج، ولا تكون بهذا الفعل آثمًا عند الله تعالى أو ظالمًا، بل الظالم هو مَن يقف في طريقك المشروع، طريق الإحصان بالزواج، ولو كان أحد الوالدين. مع الأخذ في الاعتبار محاولة استرضاء الوالدة قدْرَ المستطاع، وبهذا تجمع بين طاعتها والاستقلالية في قرار الزواج. نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أمرك، وأنْ يشرحَ صدرك، وأن يُزوِّدك التقوى والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |