|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أقبله مع فرق السن وهو مطلق؟ أ. شريفة السديري السؤالأنا في حيرة، أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، تقدَّم لي شخصٌ عمرُه 40 سنة، مطلق وليس لديه أبناء وطلبني للخُطوبة، وقد استخرتُ لله، واستشرت أهلي ولكن الكل ترك لي الخيار، وأنا في حيرةٍ؛ هل أنتظرُ شخصًا أصغر سِنًّا، أو أقبل ذلك الشخص؟ وهل فارق السن كبيرٌ بيني وبين ذلك الشخص؟ الجواب الأخت الكريمة، حيَّاكِ الله. لا يبدو لي فرْق السن كبيرًا أو داعيًا للقلق بقدْر ما يدعو زواجُه سابقًا مع عدم الإنجاب. فلم تُبيِّني مُدَّةَ زَواجِه السابق، ولا أسبابَ الطلاق، ولم تُبيِّني سببَ عدَم الإنجاب، أكان لعِلَّةٍ صحيَّة لدَيْه أم لعدم التوافُق مع الزوجة السابقة، أم هي أقْدار الله التي لا يُعلَم سببها؟ هذا ما أنصَحُكِ بالبحث عنه أولاً؛ فالرجل المطلق ليس كغيره من الرجال؛ إذ قد تعرَّض لضغوطٍ ومشكلاتٍ سبَقَتِ الطلاق، وحدثت خِلافاتٌ بينه وبين زوجه أو أهلها، وصار مُتحسِّسًا من بعض الصفات أو المواقف التي كانت من مُسبِّبات الطلاق، ولا بُدَّ من الاطِّلاع على تلك الظُّروف والإحاطة بالأسباب الحقيقيَّة التي أَدَّتْ إلى قَرارٍ مصيري كالطلاق. قد لا ينظُر المجتمع إلى الرجل المطلِّق كما ينظُر إلى المرأة المطلَّقة، لكنِّي أنصَحُ كلَّ مقبلةٍ على الزواج ألا تجعل للمُطلِّق الأولويَّة، وألاَّ تنظُر إليه كما تنظُر إلى غيره من الرجال. أنصَحُ أنْ يتَحرَّى الأهل ويبحَثُوا عن الأسباب الحقيقيَّة وراء الطلاق، خاصَّة إنْ لم يُرزَقِ الزوجُ بأبناء. بخصوص السنِّ فلا يبدو بالدرجة التي تتصوَّرينها؛ فالمرأة تشيبُ عادةً قبلَ الرجل بسنواتٍ؛ نَظَرًا لظروف الحمل والرضاع والقِيام بشُؤون الأبناء، والتغيُّرات الفسيولوجيَّة التي تعتَرِيها دُون الرجل، وفي الحقيقة قد نرى الكثير من الأزواج بينهما نفس الفارق العمري، ولا يبدو أنَّه يُسبِّب لهما مشكلةً. أنصحكِ أيضًا أنْ تولي البحث عن دِينه وخلقه الاهتمامَ الأكبر والعِناية الأولى؛ فمتى ما صلح دِينُ الرجل وحسُنت أخلاقه، ارتَقَى بكلِّ أفعاله وأقواله، وبَعُدَ عن الظُّلم والقَسوة على زوجِه. فما فائدة زوجٍ في نفس عُمركِ ولا يعرف كيف يُحسِن إليكِ وكيف يتَّقِي الله في معاملتكِ؟ وما قيمة زوج شاب حسن المظهر، ولا تعرف قَدماه للمسجد طريقًا؟ والرجل في بداية الأربعين لا يُعَدُّ كبيرًا كما تظنُّ الفتيات، بل هو سنُّ العقل والقوَّة والرشد، مع توفُّر الصحَّة؛ ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾ [الأحقاف: 15]، قال بعضُ أهل العلم: بلَغ أشدَّه؛ أي: كمال عقله. فلا تنزَعِجي ولا تقلقي بشأن العُمر، وانشَغِلي بالبحث عن دِينه، واسألوا عن حاله وقُدرته الماديَّة وقُدرته على الإنفاق وأنْ يَعُول بيتًا، ولا تنسي – أختنا - دُعاءَ الاستخارة، وأنْ تتوكَّلي على الله، وتُفوِّضي أمركِ إليه؛ فهو علاَّم الغيوب، ورد عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أنَّه قال: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعلِّمُنا الاستخارةَ في الأمور كما يُعلِّمنا السورةَ من القُرآن يقول: ((إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر فليركَعْ ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقُلْ: اللهمَّ إنِّي أستخيرُك بعِلمك، وأستَقدِرُك بقُدرتك، وأسألُك من فضلك العظيمِ؛ فإنَّك تقدرُ ولا أقدرُ، وتعلَمُ ولا أعلمُ، وأنت علاَّم الغُيوب، اللهمَّ إنْ كنت تعلم أنَّ هذا الأمر خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجِله - فاقدره لي ويسِّره لي ثم بارِك لي فيه، وإنْ كنت تعلم أنَّ هذا الأمر شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجِله - فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه، واقدر لي الخيرَ حيث كان، ثم أرضني به، قال: ويُسمِّي حاجته)). وفَّقكِ الله، وقدَّر لكِ الخيرَ حيث كان، وهنَّأكِ بحياةٍ زوجيَّة سعيدة في طاعة الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |