ضغوط الأهل والتنازلات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حلية المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الشك في الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حكم التشاؤم بشهر صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 60095 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 57498 )           »          وأنا أبكي من الفرح ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 262 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2021, 12:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي ضغوط الأهل والتنازلات

ضغوط الأهل والتنازلات
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
أشكر هذا الموقعَ والقائمين عليه، وأدعو الله أن يُثيبَهم الأجْرَ والمثوبة.

أريد مساعدةَ المستشارين في هذا الموقع في مشكلتي، وهي تتلخَّص في:
أنا فتاة عمري الآن 26 عامًا، لي 5 من الإخوة والأخوات، عائلتي ميسورة الحال من الناحية الماديَّة، متدينة (بشكل معتدل)، المهم هو أني عندما كنتُ في الجامعة كان يتقدَّم لي خُطَّاب لم أكن أرفضُهم، ولكن هم الذين كان لهم شروط، وهي أنهم يريدون فتاةً طويلةَ القامة، شقراء، عيناها ملوَّنتان....إلخ، ولم يسألوا أبدًا عن الدِّين!

أنا بشكل عام طويلة القامة، وللأسف لم أكن شقراء، وليس لي عيون مُلوَّنة، ولكني - ولله الحمد - أحفظُ كتاب الله منذ كنت في الجامعة، شخصيتي لطيفة، ثِقتي بنفسي قوية، ولكن الضغوط الآن ازدادتْ عليَّ من قِبل الأهل، بسبب أنَّه فاتني قِطار الزواج، ويجب عليَّ القَبول بأيِّ شخص، بشرْط أن يكون محترمًا، حتى ولو كان فقيرًا.

الأمر الآخر هو: إذا تقدَّم لي رجل في الأربعينيات من عُمرِه، فهل أقبل به أم لا؟

وشكرًا لكم.

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الكريمة، حيَّاكِ الله وبيَّاكِ.

أحسنَ الله إليك، وشَكَر لك هذا الثناءَ العطر، وتقبَّل تلك الدعوات الطيِّبات.

جميلٌ أن يستشعرَ الإنسان هذه الثِّقة، ويحمد الله على ما رَزَقه، ولا تهزُّه العواصف، حتى وإن أتتْ من الأقربين.

وكما قيل: لا يهمُّ كيف ومتى تهبُّ الريح، المهم أن نتعلَّم كيف ننشر شِراعنا.

حقيقة تعجبتُ ممن يتقدَّم للخطبة دون أن يعلمَ في الفتاة مثل هذه الشروط، التي وضعها كأساس له!

ألاَ يرى عينيها، أو لون بشرتها؟

كيف يتقدَّم، ثم يقول: أريدها خضراء أو زرقاء، أو صفراء العينين؟!

حتى المنتقبة يسأل الشابُّ عن تلك المواصفات الأساسية قبل أن يتقدَّم.

لا تنزعجي - عزيزتي - ولا تهتز ثقتُك بنفسك، ولا تلقي لأولئك بالاً.

أنت - بفضل الله - على قدْر طيِّب من الجمال، ويكفيك حفظُك للقرآن، أسأل الله أن يجعلك من العاملين به، المتخلِّقين بأخلاقه.

وإن كان بعضُ الشباب يركِّز على الشكل فقط، فالكثيرُ منهم يرغبون في الفتاة المرِحة، وهذا باعتراف أغلب الشباب؛ كما جاء في بعض الدراسات الحديثة حول رغبات الشباب، ومواصفات شريكة الحياة، فقال أغلبهم: الدِّين والْمَرَح، ثم ذَكُروا الصفاتِ الخِلْقية بعدَ ذلك.

دَعِيني أبدأْ معك من آخر ما جاء في رسالتك.

الآن زادتِ الضغوط عليك من الأهل؛ لأنَّك أكملتِ مرحلة التعليم، ويظنُّون أنه قد فاتَك قطار الزواج، لستُ أدري حقيقةً كيف لا يلاحظ الأهل أنَّ عمر الزواج قد ارتفع الآن كثيرًا عمَّا كان عليه قبل عشرين سَنَة، أو حتى عشر سنوات، ولعلَّهم ينظرون إلى الوضع في الماضي.

الفتاة في الخامسة أو السادسة والعشرين لا تُعدُّ كبيرةً على الزواج أبدًا، فحتَّى إن بلغت الثلاثين تتزوَّج كما تتزوَّج مَن هي دون العشرين، هذا الواقع الآن، ولست أُحلِّق بك في عالَم الخيال، أو أعيش في سماء الأوهام.

إن كان أغلبُ الشباب لا يطلبون إلاَّ المواصفات الجسدية فقط، فكما ذكرتُ لك: هناك مَن لا يزال يطلب الصِّفات الخُلُقية، ويحرص على ذات الدِّين، ولا يرضى بغيرها شريكةً لحياته، وأُمًّا لأبنائه، وإن قلَّ هؤلاء، لكن وجودهم لم ولن ينعدمَ - بإذن الله - ولكن لنكُنْ أكثرَ توافقًا مع الواقع، فالكمال ليس من طبائع النفس البشرية التي جَبَلها فاطرُها على النقص، ولهذا فانتظارُ الشاب الدَّيِّن، ذي المستوى المادي والاجتماعي الممتاز، ومَن له صِفات خِلْقية وخُلُقية حسنة، ومن تجتمع فيه صفاتُ الخير - يُعدُّ ضربًا من الأحلام.

فعليك بتقديم بعضِ التنازلات في سبيل الحصول على صاحب الخُلق والدِّين، كأن يكون متوسطَ الحال، ولستُ أعني: شديدَ الفقر، وإلا كيف سيقدِرُ على أعباء ونفقات الزواج؟!

فلستُ أرى مانعًا أن تتزوَّجي بمن هو أقلُّ منك في المستوى المادي، أو يكبرك بعشر سنوات، أو غيرها من التنازلات اليسيرة، التي قد تكون سببًا في الظَّفَر بزوج صالح تقيّ، طاهر القلب - بإذن الله.

وليس في هذا تحقيرٌ لشأنك، ولا انتقاص لقَدْرك، بل هو مِن باب المصداقية، والواقعية والتعقُّل.

كما عليك بالتواصُل مع بعض الفتيات الملتزِمات، وإحاطة نفسك ببيئة طيِّبة، وإن لم تَجدِي ذلك حولك أو بين أقربائك، فالصديقات أو الجارات أو الزميلات؛ أعني: أن تُوسِّعي نطاق معارفك.

أما عن الأهل والضغط عليكِ، فلا أظنُّ إلا أنَّ هذا من باب الخوف عليك، والرغبة في أن تقرَّ عيونهم بابنتهم، وجوهرتهم النفيسة في بيْت الزوجيَّة السعيد، وليس من باب التبرُّم والضِّيق؛ لأنهم - كما تفضلتِ بالذِّكْر - ميسورو الحال.

واعلمي يا غالية، أنَّ هذا حالُ أكثر الناس.

أكملت الفتاة تعليمها، وجلست في البيت، أو حتى توظَّفت، فماذا بَقِي؟!

أغلب الناس ينظر إليها تلك النظرة، وأنَّها قد آنَ لها أن تتزوَّج، ولو وضعت الفتاة هذه الأمور في ذِهنها، لَكَلَّ عقلُها، وتَعِب جسدها، وتفطَّر قلبُها.

من الناس من يتحدَّث لمجرَّد الرغبة في الحديث، ومنهم من يتحدَّث لملء وقت فراغه، ومنهم مَن يتحدَّث لمصلحتنا، وهُمَا الوالدان.

قد تكون بعضُ عبارات الأهل قاسية أحيانًا، لكن ثِقي أنهم لا يريدون لك إلا الخير، ويخشَوْن أن تكوني قد وضعتِ لفارس أحلامك صورةً خيالية، وشروطًا تعجيزية، كما تفعل بعضُ الفتيات، فلا يحزن قلبُك، ولا تقنط نفسك، وقدِّري موقفهم.

أما عن الرجل في الأربعين:
فإنَّ بعض الدراسات جاءتْ بنتائج غير متوقَّعة للأزواج في هذا العمر، وأكَّدت أنَّ الخِلافات الزوجية تقلُّ كثيرًا؛ حيث الاتِّزان النفسي والعاطفي، والتعقُّل في شؤون الحياة كافَّةً، والقدرة على العطاء أيضًا، فالرَّفْض لأجْل خمسة عشر سَنَة من الفارق العمري لا أُحبِّذه، والتاريخ مليءٌ بمثل هذه الزِّيجات الناجحة، ومِن أشهرها زواج أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - بأُمِّ كلثوم ابنة عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - وكان الفارِقُ العمري بينهما أكثرَ من ذلك بكثير، وغيرها من القصص المعاصرة، والتي كان فيها الزواجُ أكثرَ نجاحًا.

عزيزتي, صراحة قد صعُب تحديد صلاحية الرجل في هذا العمر، وترجيح القَبول أو الرفض، ولكن يُنظر إلى بقية الجوانب.

هل الرجل في بداية الأربعين، أم أنَّه قد اقترب من الخمسين؟

هل تَشْفع له بقيةُ الصِّفات من خُلق ودِين، وحسب وكفاءة؟

هل عدَد الخُطَّاب الآن قليلٌ، بحيث يجعلنا نتنازل، أم أنه ما زال مُطَمْئِنًا؟

علينا التفكير بواقعية وصراحة.

قد نَعجِز عن النطق بالصراحة أمامَ الناس في أحيان كثيرة، لكن مع أنفسنا لا بدَّ أن نكون أكثرَ صراحة؛ لنحقِّقَ أعلى استفادة، والحياة يا عزيزتي لم تكملْ لأحد، فقد تَجدِين مع صاحب الأربعين من الراحة والسعادة ما لا تجدين مع الشاب في العشرين، وقد لا تَجدين معه إلاَّ فجوةً عميقة، يصعُب رَتْقُها، والتعايش معها، لهذا؛ انظري إلى صفاته كلِّها، وَضَعِي الإيجابيَّ في كِفَّة، والسلبيَّ في أخرى، ثم ضَعي أمام هذا الميزان الحسَّاس احتياجَك النفسي والعاطفي، ووضعَك الحالي وعمرَك، وانظري إلى كلِّ هذا نظرةً شمولية موسَّعة، وبعد ذلك توكَّلي على الله، وصلِّي صلاةَ الاستخارة، وأهمُّ ما في الأمر أن تستغلِّي هذه الفرصة للاستزادة من المعلومات حولَ الزواج، وحقوق الزَّوْج، وسُبل تحقيق السعادة الزوجية، والتوافق مع الزَّوْج، فلقلوبِ الرجل مفاتيحُ، على الزوجة الحكيمة أن تعثرَ عليها قُبَيل ولوج عالَم الحياة الزوجية، فإن أحسنَتْ ذلك، هان بعدَه الكثير من المشكلات، ونَعِمَتْ مع زوجها بحياة طيِّبة سعيدة، لا يُكدِّر صفوَها إلا القليل مما جَبَل الله عليه هذه الدنيا من تَعب؛ ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4].


فالكَدَرُ موجود مع صاحب الأربعين، وصاحب العشرين، داخلَ الحياة الزوجية وخارجَها، في بلدي وبلدك، هكذا الدنيا، وهكذا حالها.

وصدق من قال:

وَكُلُّ عَيْبٍ فَإِنَّ الدِّينَ يَجْبُرُهُ
وَمَا لِكَسْرِ قَنَاةِ الدِّينِ جُبْرَانُ


فسَلِي اللهَ أن يرزقك بمَن يُعينك على أمْر دِينك، وأن يصطفيَ لك من عباده الخيِّرين الأطهار مَن يكون لك زَوجًا في الجنة، وفَّقك الله، وأقرَّ عينك بما تُحبِّين، ويسَّر لك كلَّ عسير.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.11 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]