|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتزوج والصغيرات كثيرات؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. تزوَّجتُ السنة الماضية برجلٍ يَعمَل بكندا بعد خطوبةٍ دامَتْ عامين، كنَّا نَتحاوَر خلالَها عبر الهاتف والإنترنت، المهمُّ: مكثَ معي بعد زواجنا أسبوعين ثم رجَع إلى كندا، على أساس أنِّي سألتَحِق به بعد أنْ أستَكمِل ملف الالتِحاق به، والذي يستَغرِق على الأكثر ٩ أشهر، وبدأتُ أشتَرِي المُسَتلزمات الضروريَّة، وكنتُ على اتِّصالٍ دائمٍ به، وبَدَأ بتَأجِير بيتٍ لشخصَيْن وتجهيز المطبخ، ولكنْ بعد مرور ٥ أشهُر أخبرني أنَّ هناك فتاةً حاملاً منه، فنَزَل عليَّ هذا الخبرُ كالصاعقة، وبعدَها أخبرَنِي أنَّه يجبُ أنْ نتَفارَق كي يتزوَّج بالأخرى ليتربَّى ابنُه بقُربِه، فقلت له: وما ذنبي أنا؟ كيف تتخلَّى عن زوجةٍ عفيفة لتستُر فاجرةً؟! وبعد مرور شهرٍ أخبرني بأنَّها ليست حاملاً، وأنَّه لا يُرِيدني؛ لأنِّي لم أُعجِبه في الفِراش، وأنَّه لم يشعر بعذريَّتي ليلة الدُّخلة، فتخيَّلوا حالتي آنَذاك، لم أكنْ أنام، وأبكي طوال الوقت، وشهيَّتي مسدودة، ولكنْ بفضل الله ونعمة الصلاة والدُّعاء والصبر، كذلك أبواي وإخوتي كانوا بجانبي - استَطعتُ أنْ أتخطَّى هذا الابتِلاءَ وأَرضَى بقَضاء الله وقدره وأصبر. الآن أنا مُطلَّقة بعد أسبوعين من زَواجِي بدون أيِّ ذنبٍ يُذكَر ظلمًا وعدوانًا، أنا الآن - والحمد لله - أقومُ ساعةً قبلَ الفجر أُصلِّي وأدعو الله أنْ يُعوِّضني بزوجٍ صالحٍ يحبُّه الله ويَرضاه، أصومُ بعضَ الأيَّام ولكن في بعض الأحيان ينتابُنِي الهمُّ والحزن، وأُفَكِّر في الذي مضَى، وأبكي وأدعو على زوجي السابق الظالم أنْ يُعجِّل له الله مصيبةً ما، وفي بعض الأحيان أتساءَل: كيف سأَحظَى بزوجٍ وأنا مُطلَّقة وعمري ٣٣ سنة، والفتيات الأبكار كُثُر وصغيرات في السنِّ؟ مَن هذا الرجل الذي سيَختارني ويدَع فتاةً بكرًا لم يمسَّها أحدٌ؟ فماذا أفعل? انصَحُوني جزاكم الله خيرًا. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لا أدري متى كان العمر، أو الحالة الاجتماعية، أو الماديَّة، أو غيرها - مانعةً لرزقٍ كتَبَه الله لعبدٍ من عباده؟! يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، هذه الآية تستحقُّ التأمُّل والتفكُّر. "مفاتيح الخير ومَغالِقه كلُّها بيده؛ فما يَفتَح الله للناس من خيرٍ فلا مُغلِق له ولا مُمسِك عنهم؛ لأنَّ ذلك أمره، لا يستطيع رد أمرِه أحدٌ، وكذلك ما يُغلِق من خيرٍ عنهم فلا يبسطه عليهم ولا يفتَحه لهم، فلا فاتِح له سواه؛ لأنَّ الأمور كلَّها إليه وله. وعن قتادة: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ ﴾؛ أي: من خير، ﴿ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ﴾ : فلا يستَطِيع أحدٌ حبسها"؛ الطبري. وقد كان صاحبُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - (جُلَيبِيب) يردُّه الناس ولا يُزوِّجونه، ثم أكرَمَه الله ورزَقَه زوجةً صالحة تتَّقِي الله؛ لأنَّ الله أرادَ ذلك فكان. تقولين: "الفتيات الأبكار كُثُر وصغيرات في السنِّ، مَن هذا الرجل الذي سيَختارني ويدَع فتاةً بكرًا لم يمسَّها أحدٌ؟". الذي سيَختارُك ويدَع فتاة بكرًا لم يمسَّها أحدٌ هو مَن قدَّرَه الله لكِ وكتَبَه لك زوجًا، فإنْ تبادر إلى ذِهنِك هذا التساؤل فأَجِيبي بنفسٍ مطمئنَّة. هناك - يا عزيزتي - المطلَّقة مثلك، والأرملة، ومَن تأخَّرت في الزواج إلى الأربعين، وكلُّهن قد يكن أفضل من شابات صغيرات، أو يُماثِلنكِ في العمر، لكنَّ الظروف حالَتْ دون قَبُول الصَّغيرات بمثلهم؛ فيُفَضِّلون المُطلَّقة أو الأرملة، ونحن نرى ذلك كثيرًا في الواقع من حولنا؛ فلا تجعَلِي للشيطان على نَفسِك سبيلاً، يَغزُو قلبَكِ وعقلَكِ ويُهدِّد إيمانَكِ بالله. قد ابتَلاكِ الله بزوجٍ لا يتَّقِي الله، ويُجاهِر بالفاحشة، سواء كان كاذبًا أم صادقًا، فكلاهما مصيبة، ومَن يَعِشْ في هذه البلاد لا يأمن على دينه ونفسه، فكيف بِمَن يستَبِيح لنفسه من المحرَّمات والفَواحِش ما تأنَفُه الفِطَر السليمة، وتَعافُه النُّفوس الطاهرة؟! لكنَّ الله - سبحانه - قد أنعَمَ عليكِ بأهلٍ يُواسُونَكِ، ويُصَبِّرونكِ على هذا البَلاء، ويَقِفون بجانبك، حتى تَخطَّيتِ تِلكَ المِحنَةَ، وتَغلَّبتِ على آلامِها. أنصَحُكِ الآن بتَناسِي هذا الرَّجل تَمامًا، ولا تُفكِّري فيه ولا في العودة إليه، مهما حدَث؛ ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾[النور: 26]. فاحمَدِي اللهَ الذي خلَّصَك منه، وقولي كما قالت أمُّ سلمة - رضِي الله عنها -: "اللهمَّ أْجُرني في مُصِيبتي واخلُف لي خيرًا منها". وأَقبِلي على الله بقلبٍ راضٍ بقَضائِه مطمئنٍّ لقدَرِه، واعلَمِي أنَّ فيه الخيرَ لكِ لا مَحالةَ؛ ورد في "صحيح البخاري" أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما يُصِيب المسلمَ من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا همٍّ ولا حزنٍ، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يُشاكُها - إلاَّ كفَّر الله بها من خَطاياه)). وتوجَّهِي إلى الله وألِحِّي عليه بالدُّعاء أنْ يُخلِف عليكِ خيرًا، ويرزُقَكِ الرِّضا بقَضائه والصبر على بلائه. أُفضِّل لكِ ألاَّ تتقَوْقَعِي على نفسك وتُغلِقي عليكِ بابَكِ، بل واجِهِي المجتمعَ بروح مَرِحة ونفسٍ سعيدة، وتحدَّثي عن بلائكِ برضا وتوضيحٍ للأمر؛ حتى لا يظن الناس أنَّكِ السبب فيما حدَث. ولا تظنِّي أنَّ الله يترُك الظالم، ولكنَّه يُؤخِّره لأجلٍ مسمى، ولا يضيع عند الله - تعالى - مثقال ذرَّة؛ ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]. ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾[الزلزلة: 6 - 8]. وفَّقَكِ الله وأقرَّ عينَك بزوجٍ صالح طيِّب القلب، يَخشَى الله ويتَّقِيه، وربَط على قلبك، ويسَّر لكِ كلَّ عسير، ونَسعَدُ بالتواصُل معكِ في كلِّ وقت.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |