تصحيح مسار التنشئة الأسرية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          معركة ملاذ كرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الشوق للجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          المُتشابه اللَّفظي فـي القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جعفر شيخ إدريس: فيلسوف العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تحريم إبرام اليمين وتوكيدها ممن يَعلم عجزَه أو كذبه فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تخريج حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أبعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 479 - عددالزوار : 164091 )           »          من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1121 )           »          وقفات إيمانية وتربوية حول اسم الله العفو جل جلاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2021, 02:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,635
الدولة : Egypt
افتراضي تصحيح مسار التنشئة الأسرية

تصحيح مسار التنشئة الأسرية
فريال بنت أحمد الفنتوخ




من سبل علاج ظاهرة الفتيات المسترجلات من الناحية النظرية



يبرز كمال الإسلام وشموليته من عدة جوانب، منها: أنه يضع للإنسان منهجًا متكاملًا لحياته، بحيث يسن له حدودًا يسير وَفْقها ويحذره من تعديها، ويراعي في ذات الوقت تقلبات أحواله تجاهها، فيبين له سبيل العودة إلى طريق الصلاح والاستقامة من بعد ضلاله، فيعالج خطأه من جانبين: جانب يتعلق بذاته المذنبة، والآخر بالخلل الواقع من حوله المسهم في انحرافه؛ ليتعدى الإصلاح لمجتمعه ولا يقتصر على أفراده فتتكرر المشكلة من جديد.


فالإسلام ينتهج الشمول والتكامل والنظرة المستقبلية في معالجة الأمور، وسيتضح هذا المنهج بشكل أوسع من خلال عرض أساليب علاج ظاهرة الاسترجال، ومنها:
تصحيح مسار التنشئة الأسرية:
إذا كان تايلور قد أوضح في تعريفه للثقافة أن الفرد يكتسب عناصر ثقافة ما إذا كان عضوًا في مجتمعها[1]؛ فإنه بذلك يلمح إلى أهمية أول مجتمع يخالطه الفرد، إذ عن طريقه تغرس فيه بذور ثقافته. ومن ثَم فإن أي خلل يظهر في الفرد تجاه ثقافته مستقبلًا سيجعل الأنظار تتجه نحو الأيادي الغارسة ونوع ما غرسته وطريقة غرسها له وكيفية تعاهدها له. لذا فإن استرجال الفتاة سيعود بالمعالج لها ابتداء إلى أسرتها باعتبارها أول مجتمع خالطته تلك الفتاة ونوع ما غرسته تلك الأسرة من مفاهيم وسلوكيات تجاه أنوثتها، وطريقة ترجمة هذا الغرس من خلال تعاملاتها معها ومع من هم في جنسها، وكيفية تعاهد تلك الأسرة لسلوكيات ابنتها طوال مراحل عمرها، إذ بحسب مكمن الخلل في المواضع الأربعة يكون العلاج.


فتقويم مسار عملية التنشئة للفتاة تنطلق من عودة الوالدين لمسؤوليتهما في التربية ونظرتهما للأنثى مرورًا بتصحيح المفاهيم التي تربت عليها الفتاة تجاه أنوثتها والأسلوب الذي تم بواسطته إيصال تلك المفاهيم، بمعنى أسلوب تعامل الوالدين مع بعضهما ووضوح دور ووظيفة كل منهما وطريقة تعاملهما مع أبنائهما من كلا الجنسين، فلا يتصور أن يتم تعزيز مفهوم الأنوثة ومكانتها عند الفتاة في ظل إهانة الزوج لزوجته أو قيام الزوجة بدور الأب في البيت واسترجالها فيه أو تقديم الأبناء الذكور على الإناث وغض الطرف عن هيمنتهم عليهن. فكل تلك الصور تقدح في عملية التعزيز وتجعل منها عملية عكسية تؤصل في الفتاة جذور الاسترجال. وقد نقلت السنة النبوية للبشرية أمثلة عديدة في تصحيح النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أساليب التنشئة الأسرية، ومن ذلك قول أنس بن مالك رضي الله عنه: ((كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه ثم جاءت بنت له فأجلسها إلى جنبه قال: فهلا عدلت بينهما))[2]. فمفهوم العدل بين الأولاد من أكثر المفاهيم التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية إذ به يتزن فكر الفتاة وسلوكها، فلا تلجأ للاسترجال بحثًا عن تحقيق ذاتها أو تخلصًا من جنف الذكور عليها، بل تبقى متزنة بعيدة عن ذلك كله نظرًا لما قام به العدل من حفظ لمكانتها وتحقيق لحاجاتها. ومن ثَم فلو ظهر عليها سلوك الاسترجال لسبب آخر خارج محيط أسرتها فإن تعاهد أسرتها لها ومتابعتهم لسلوكها سيعيدها إلى طبيعتها، وهو ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))[3]. فمتى استشعرت الأسرة عظم مسؤوليتها تجاه أبنائها وقامت بوظيفتها على الصورة التي أرادها الإسلام كانت مخرجاتها للمجتمع بعيدة عن الانحرافات.



[1] ينظر:Primitive Culture. 1:1. Previous reference.

[2] أخرجه الطحاوي في شرح المعاني، (4/ 89)؛ والبيهقي في الشعب (بمعناه)، (7/ 468)؛ والرازي في الفوائد (بمعناه)، (2/ 237)، وقال الألباني في سلسلته الصحيحة: إسناده حسن، (7/ 263).

[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: العتق، باب: كراهية التطاول على الرقيق وقوله عبدي أو أمتي، رقمه:2416، (2/ 901).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]