فسخ الخطبة بسبب الخوف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 168 - عددالزوار : 16296 )           »          طريقة تحميل نسخة من سجل محادثاتك مع ChatGPT (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          4 طرق لحظر المكالمات المزعجة على أندرويد وآيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيفية استخدام أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة ليوتيوب فى مقاطع shorts (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما وجه المقارنة بين 4 iPhone SE وهاتف iPhone 15؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حذف حسابك على فيسبوك نهائيًا؟.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هل الذكاء الاصطناعي يزيد من غباء الإنسان؟.. دراسة تجيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كيفية منع الآخرين من تنزيل إنستجرام ريلز الخاص بك.. اعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          جوجل تضيف علامات مائية لـ الصور المعدلة بالذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية حماية نفسك من تهديدات هجمات الذكاء الاصطناعى الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-06-2021, 10:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,675
الدولة : Egypt
افتراضي فسخ الخطبة بسبب الخوف

فسخ الخطبة بسبب الخوف
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي



السؤال

الملخص:
شابٌّ خطَب فتاةً من بلد غير بلده، والآن تريد الفتاةُ فسخَ الخطبة؛ لأنها تخاف أن تموتَ بعيدًا عن أهلها.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطبتُ فتاةً مِن بلد غير بلدي، وكل منَّا يحب الآخر، ولا توجد أي مشاكل بيننا.
ولكن قبل أيام أرسلتْ لي رسالة تخبرني أنها لا تستطيع العيش بعيدًا عن أهلها، وتريد فسخ الخطبة، أو أن أنتقل أنا للعيش في بلدها، وأنا لا أستطيع ذلك بسبب التزامات عملي في بلدي.


عرَفتُ مِن أهلها أنَّ لها خالة كانتْ متزوجة في بلدي، وقد تُوفيتْ قبل فترة بدون أنْ ترى أهلها، وهذا سبب طلبها فسخ الخطبة، فبماذا تنصحونني أنْ أفعلَ؛ لأني أحبها جدًّا، وقد تعبت مِن التفكير؟

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلا شك أيها الابن الكريم أن الزواج ممَّن أخذتْ بمجامع قلبك هو السبيل الصحيح، والعلاج الذي لا يعدل عنه لغيره؛ حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يُر للمتحابَّينِ مثل النكاح))؛ رواه ابن ماجه عن ابن عباس.


ومن ثَم كانت شدة وقع فسخ الخطبة عليك، فالصراخ دائمًا يكون على قدر الألم، ولكن لا يخفى عليك أنه لا حرج في فسخ الخطبة لأيٍّ من الخاطبين متى شاء، وهو ما نص عليه أهل العلم، وعللوا ذلك بأن الخطبةَ ليست بعقد شرعي يلزم الوفاء به، وإنما هي وعد ينبغي الوفاء به من الطرفين، وقد نص الفقهاء على كراهة فسخ الخطبة عند عدم وجود مصلحة تستدعي ذلك؛ لما فيه من إخلاف الوعد.


وأما إن وُجِدَتْ مصلحةٌ فلا يُكره؛ كما قال ابن قدامة في المغني (7/ 146): "ولا يكره للولي الرجوع عن الإجابة إذا رأى المصلحة لها في ذلك؛ لأن الحق لها، وهو نائبٌ عنها في النظر لها، فلم يُكره له الرجوع الذي رأى المصلحة فيه، كما لو ساوم في بيع دارها، ثم تبين له المصلحة في تركها، ولا يكره لها أيضًا الرجوع إذا كرِهت الخاطب؛ لأنه عقد عمر يدوم الضرر فيه، فكان لها الاحتياطُ لنفسها، والنظر في حظها، وإن رجعا عن ذلك لغير غرضٍ كُرِهَ لما فيه من إخلاف الوعد والرجوع عن القول، ولم يحرم؛ لأنَّ الحق بعدُ لم يلزمهما، كمن ساوم بسلعته، ثم بدا له أن لا يبيعها".


والذي يظهر من رسالتك أن مخطوبتك تريد فسخ الخطبة لمصلحةٍ توهَّمَتْها، فلعلَّها خافتْ أن يتكرر معها ما حدث لخالتها، من الموت بعيدًا عن أهلها، إذًا فهي بحاجة لمن يذكرها أنَّ كل شيء مقدَّرٌ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكنْ، ويمكنك أن توسط بعض أهل العلم ليتكلَّم معها في تلك الأمور إن كانتْ ما تزال راغبة في الزواج بك.


كما أدعوك أيها الابن الكريم إلى لزوم الصبر، والنظر إلى ما قدَّره الله لك، فحن مأمورون أن ننظر إلى القدر فيما يجري علينا من المصائب التي لا حيلةَ لنا في دفعها، وعلينا أن نصبر ونرضى بحكم الله ونسلم الأمر له، كما قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]، وقال سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22].


ومما يعينك على الصبر اليقين بأن كلَّ ما سبق في علم الله تبارك وتعالى، لا يتبدل ولا يتأخر، قال الله تعالى: ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ﴾ [ق: 29] ولما سمِع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمَّ حبيبةَ تقولُ: "اللهم أمتعْنِي بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية"، قال لها: ((لقد سألتِ الله لآجالٍ مضروبةٍ، وأيامٍ معدودةٍ، وأرزاقٍ مقسومة، لن يعجل الله شيئًا قبل حلِّه، أو يؤخِّر شيئًا عن حلِّه))؛ رواه مسلم.


وأيضًا فإن كل ما قدره الله للعبد الخيرُ فيه أكثر مِن الشر، وقد يكون الله تعالى أراد صرف شر عنك، ونحن البشر علمنا ناقص؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فـ"إنَّ مِن الفرائض ما هو شاق مَرِير كَرِيه المذاق، ولكن وراءه حكمة تهوِّن مَشقته، وتسيغ مرارته، وتُحقق به خيرًا مخبوءًا، قد لا يراه النظرُ الإنساني القصير، عندئذٍ يفتح للنفس البشرية نافذة جديدة تطلُّ منها على الأمر، ويكشف لها عن زاوية أخرى غير التي تراه منها، نافذة تهبُّ منها ريح رخيَّة عندما تحيط الكروب بالنفس وتشق عليها الأمور، إنه مَن يدري، فلعل وراء المكروه خيرًا، ووراء المحبوب شرًّا، إن العليم بالغايات البعيدة، المطلع على العواقب المستورة، هو الذي يعلم وحده حيث لا يعلم الناس شيئًا من الحقيقة، وعندما تنسم تلك النسمة الرخية على النفس البشرية تهون المشقة، وتتفتح منافذ الرجاء، ويستروح القلب في الهاجرة، ويجنح إلى الطاعة والأداء في يقين وفي رضاء"؛ قاله أديب الإسلام في ظِلالِه (1/ 223).

هذا؛ وأسأل اللهَ أن يُقَدِّرَ لك الخير حيث كان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.83 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]