كيف أوفق بين أبنائي وزوجي ودراستي؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4977 - عددالزوار : 2096501 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4556 - عددالزوار : 1371961 )           »          حكم كتابة القرآن بالرسم الإملائي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مصير صحف إبراهيم، وزبور داود عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الإجهاض للحمل الناتج عن اغتصاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          استحباب الدعاء في كل الصلوات بـ: اللهم اغفر لي ذنبي كله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حكم قول الشخص لمتابعيه في الفيس بوك: من له حاجة لأدعو له في الحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما حكم التدخين لمن يعلم أنه حرام ولا يقلع عنه؟. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          معلومات هامة عن أفكاروأماكن يضيع فيها شبابنا، الروتراكت.. شباب الروتاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          حكم خروج المرأة من بيتها للعمل ,فتوى خروج المرأة من بيتها للعمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2021, 02:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,175
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أوفق بين أبنائي وزوجي ودراستي؟

كيف أوفق بين أبنائي وزوجي ودراستي؟


أ. شروق الجبوري




السؤال
السلام عليكم، أنا فتاة متزوِّجة، وعندي طفلة صغيرة، وأدرس بالجامعة، وبقي لي سنتان ونصف بإذن الله في تخصُّص لا أرغب فيه، وأدرس في منطقة، وزوجي يعمل في منطقة أخرى، ولا أراه إلاَّ أسبوعًا في الشهر، والمشكلة أنِّي سَئِمت الحياة بعيدة عنه؛ بسبب البعد النفسي والاجتماعي والاقتصادي بيني وبينه، وقد تَحْدث أحيانًا مشاكل لا تُحلُّ إلاَّ بعد أسبوع، وأنا في واقع الأمر حامل، وأريد أن أترك دراستي؛ حتَّى أتفرغ لزوجي، وأربِّي ابنتي التربية الإسلامية الصحيحة، وعندي مهارات الخطِّ والرَّسم، وأريد الاستفادة منها، وتطويرَها، لكن لَم أجد الطريق إلى ذلك، فماذا أفعل؟ فأنا أشعر بأنِّي أعيش دون أمل أو طموح، فما العمل؟

الجواب
أختي الكريمة، السَّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
في البداية أودُّ أن أُحيِّي فيك ما بذَلْتِه من جهود وتضحيات لتحقيق التوازن في التزاماتك المتعدِّدة؛ مِمَّا يعكس نفسًا طموحًا، وتوقًا للنجاح والعطاء لدَيْك، أتَمنَّى أنْ تُحافظي عليه، وتستثمريه في كلِّ مَجالات حياتك... كما أحيِّي فيك الرُّوح الإسلامية السامية الَّتي تعكسها رغبَتُك في تربية أبنائك على النَّهج الإسلاميِّ القويم، وكذلك يَعْكِسها أسلوب لوم نفسك على التقصير الذي يَصْدر منك تُجاه زوجك وابنتك، وإن هذه العوامل كلَّها تترجم سمات نفسيَّةً إيجابيَّة تتحلَّين بِها؛ لذا عليك الإبقاء عليها وتنميتها؛ لأنَّها ستكون ركائِزَ مهمَّة في التصحيح الذي تنشدينه.

أختي الكريمة، إنَّ ما أسلَفْت من سمات إيجابيَّة في اندفاعك نحو تحقيق الذَّات، ورغبتك في بناء حياة زوجية مستقرَّة، وأمَلِك في تربية ابنتك التربيةَ الإسلامية الصحيحة - جعلك في مواجَهة ما يُسمَّى بـ "صراع الأدوار"، بمعنى أنَّ عليك الإيفاء بأكثر من التزام في وقتٍ واحد، وكل التزام له متطلَّباته التي عليك تقديمها، لكنَّ إيفاءك بالتزامٍ معيَّن أصبح على حساب الآخر، وهكذا...

أختي الفاضلة، ما يمكن فَهْمه من رسالتك أنَّك في حالة من الحَيْرة، تضغط باتِّجاه ضرورة الاختيار من بين التزاماتك المتعدِّدة، وهذا ما تترجمه طريقة صياغة عنوان رسالتك "أبنائي وزوجي ودراستي"، ووضع علامتَيِ استفهام (؟؟) في نِهايته، وفي نفس الوقت فقد أفصَحْتِ بشكل واضح في رسالتك عن رغبتك في اختيار حياتك العائليَّة، المتمثِّلة في رعاية زوجك وأولادك، دون مواصلة دراستك التي تَعُوق ذلك، خاصَّة مع تخصُّص لا ترغبين فيه،كما يعكس ذلك تقديمك أبناءك ثم زوجك على دراستك في صياغتك لعنوان الرسالة، لكنَّ رغبتك هذه لم تصل إلى درجة القرار؛ لأنَّك تشعرين بأن اتِّخاذك مِثلَ هذا القرار سيجعل منك إنسانة بلا طُموح، ولا أمل؛ لعدم مواصلتِك التعليم، وما يزيد في ذلك شعورك بعدم استثمار مواهبك في الخطِّ والرسم.

أختي الكريمة، في وضعٍ كهذا لا بُدَّ من اللُّجوء إلى الْمُفاضلة بين المهمِّ والأهم، وإرجاء ما هو أقلُّ أهَمِّية وحتميَّة إلى وقت آخَر يُمْكِنك تَحْقيقه حين يتوفَّر الظَّرف المناسب، وهذا الظرف لا بدَّ آتٍ إذا ما بَقِيَت مصطحبة ذلك الدَّافع، وقد وجدت في رسالتك اتِّجاهًا جيِّدًا للمُفاضلة، لكنِّي لَمَست تردُّدَك فيه.

وبالفعل فإنَّ الأهم في أدوارك الآن هو دور الأُمِّ والزوجة؛ لذا أنصحُك بأن تركِّزي اهتمامَك فيهما؛ لأنَّ أيَّ تقصير في هذه الأدوار - خاصَّة في أمور تربية أولادك - قد يعرِّضك إلى أمور لا يُمكن تعويضها أو تَصْحيحها، أو على الأقل يُصْبِح من الصُّعوبة تصحيحها، خاصَّة أن السَّنوات الأولى في تربية الطِّفل تعدُّ من أهمِّ وأخطر السنوات التي يتحتَّم على الوالدَيْن - والأمّ على وجه الخصوص - مراعاتُها والتفرُّغ لَها، كذلك فإن حقَّ الزوج عليك حقٌّ لا يُمكن إرجاؤه أو التفريط به بتاتًا من الناحية الشَّرعية، كما أنَّ لذلك آثارًا اجتماعيَّة ونفسية وصحية، لا يُمكن تلافيها مهما كان مُبَرِّرها.

لكن هذا طبعًا لا يَمْنعك من مواصلة تعليمك - إن رغبت - لاحقًا؛ إذْ يمكنك تأجيلُها حتَّى تفي بما هو أهمُّ من الالتزامات، فحَمْلك لِهَدف كهذا يدفع عنك مشاعر الإحباط التي تُراودك، كما يمكن لك الالتفات - بعد أن تسير حياتُك الزَّوجية باستقرار – واللُّجوء إلى إكمال تعليمك عَبْر الجامعات المفتوحة التي توفِّر لك هذه الفرصة عن بُعْد، فهذا الأمر متاح إذا ما تَمكَّنت من إدارة وقتك، والتخطيط لحياتِك وأهدافك المشروعة، بتنظيم قائمٍ على تقديم الأهم، وهذا طبعًا إن كانت رغبتك في ترك الدراسة الآن بسبب تعارُض أدوارك فقط.

كذلك يُمكنك الاستفادة من موهبة الخطِّ التي تَمْتلكينها من خلال تطويرها عبْر القراءة في هذا المَجال ثم المشاركة في الْمَعارض الخاصَّة بِها، كما يُمكنك إقامة مَعارض خاصَّة بك بعد أن تُنْجِزي عددًا كافيًا من النِّتاجات التي يُمكنك ملء أوقات فراغك بإنْجازها، وهو أمر يُشْبع حاجاتك، النفسيَّة في تحقيق الذَّات، كما يمكن أن يكون مصدرًا اقتصاديًّا لك ولعائلتك.

وأودُّ الإشارة أخيرًا إلى أمر مهم، يغيب – للأسف - عن كثيرٍ من نسائنا المسلمات، وهو التقليل من أهمية دورهنَّ في تربية أبنائهنَّ، واعتباره من الأدوار الرَّتيبة التي لا تتعدَّى الالتزام المُجتمعي، الأمر الذي يتسبَّب لهن بالملَل ومشاعر الإحباط وعدم تَحْقيق الذات، رغم خطورة هذا الدَّور الذي يعكس بشكل واضح فكرَ وشخصيَّةَ الأُمِّ في أسلوب تربيتها لأبنائها وبناء شخصيَّة سوية، ونفْسٍ مدعَّمة بالإيمان، يُتَرجِمها سلوكُ ومعتقدات الأبناء.


وأخيرًا: أختي الفاضلة، أدعو الله تعالى أن يُنْعم عليك وعلى أسرتك بالسَّكينة والرَّحمة، وأن يصلح حالك إلى خير حال، إنَّه تعالى سميع مجيب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.24 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]