من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يقظة الضمير المؤمن وموت قلب الفاجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 10535 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 9732 )           »          استقلال مالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أخلاق عالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الانتقام للنفس منقصة، ولله كمال وإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          البشريات العشر الثالثة للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          العالم المؤرخ المحقق جوزف فون هَمَر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 315 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 612 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-06-2021, 11:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,853
الدولة : Egypt
افتراضي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام(1)
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر



الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

فإنَّ الله سبحانه وتعالى، خص النبي صلى الله عليه وسلم بفواتح الكلم وجوامعه، وآتاه بدائع الحكم ومحاسن الألفاظ، ويسر له البلاغة والفصاحة، وكمال العقل وحسن الأدب، حيث لم ير من الفصحاء مثله، فأثر طيب قوله صلى الله عليه وسلم في قلوب ونفوس سامعيه.




وفي هذا المقال نقف مع هديه - صلى الله عليه وسلم - في الكلام:



أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ»[1].



قوله صلى الله عليه وسلم: (بعثت بجوامع الكلم)، معناه: إيجاز الكلام في إشباع للمعاني، يقول الكلمة القليلة الحروف، فتنتظم الكثير من المعنى، وتتضمن أنواعا من الأحكام، وفيه: الحض على حسن التفهم، والحث على الاستنباط لاستخراج تلك المعاني، ونبش تلك الدفائن المودعة فيها[2].



وجوامع الكلم، قيل هي: القرآن جمع الله سبحانه وتعالى بلطفه معاني كثيرة في ألفاظ يسيرة، وقيل: إيجاز الكلام في إشباع من المعنى، فالكلمة القليلة الحروف منها تتضمن كثيراً من المعاني وأنواعاً من الكلام[3].



بلغ صلّى الله عليه وسلّم الغاية في الفصاحة والنهاية البلاغة:

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الْفَمِ ... »[4].



فقوله: (كان ضليع الفم) عظيمه، وقيل واسعه وهو بفتح الضاد المعجمة والعرب تمدح عظمه وتذم بصغره وقيل عظيمه مهزوله وذابله والمراد ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما، وقيل: هذا كناية عن قوة فصاحته وكونه يفتتح الكلام[5].



كان صلى الله عليه وسلم يبدأ كلامه ويختمه بالثناء على الله تعالى:

عن الحسن بن علي، قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان وصافا، فقلت: صف لي منطق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ دَائِمَ الْفِكْرَةِ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ، طَوِيلُ السَّكْتِ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتِمُهُ بِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، كَلَامُهُ فَصْلٌ، لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ) [6].



وعن فصاحة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، قال الجاحظ: كلامه صلّى الله عليه وسلّم، وهو الكلام الذي قلّ عدد حروفه وكثر عدد معانيه، وجلّ عن الصنعة، ونزّه عن التكلف... فلم ينطق إلا عن ميراث حكمة، ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة، وشيد بالتأييد، ويسر بالتوفيق. وهو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة، وغشاه بالقبول وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حسن الأفهام، وقلة عدد الكل[7].



فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة طبع، ونصاعة لفظ، وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب[8].



وعن فضل الصمت وآداب اللسان، قال أحمد بن إبراهيم بن بشار، قال: سألت إبراهيم بن أدهم عن العبادة، فقال: " رأس العبادة التفكر والصمت إلا من ذكر الله ولقد بلغني حرف يعني عن لقمان قال: قيل له: يا لقمان ما بلغ من حكمتك، قال: لا أسأل عما قد كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني، ثم قال: يا ابن بشار إنما ينبغي للعبد أن يصمت أو يتكلم بما ينتفع به أو ينفع به من موعظة أو تنبيه أو تخويف أو تحذير[9].



وجملة القول عن كلامه صلى الله عليه وسلم:

قال ابن القيم- رحمه الله-: فكلامه صلى الله عليه وسلم كله حكمة ورحمة، وعلم وهدى[10].



وختاماً:

نسأل الله تعالى أن يسلمنا وأن يسلم المؤمنين مِنَّا، وأن يحفظ ألسنتنا وأسماعنا عما لا يرضيه سبحانه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






[1] صحيح البخاري (4/ 54)، صحيح مسلم (1/ 371).




[2] أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (2/ 1422).




[3] شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (11/ 3636).




[4] صحيح مسلم (4/ 1820).




[5] التنوير شرح الجامع الصغير (8/ 284).




[6] الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث (ص: 135).





[7] البيان والتبيين (2/ 13).




[8] الرحيق المختوم (ص: 444).




[9] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/ 17).




[10] زاد المعاد في هدي خير العباد (2/ 403).









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 109.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 108.06 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.56%)]