|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قيم المعلم (1) د. علي بن عبده بن شاكر أبو حميدي إسهام المعلم في القيم العقدية المؤدية لعدم ظهور أو تنامي ظاهرة التطرف لدى النشء يقوم المعلِّم بغَرْس القيم العقدية في الطلاب - وهو القدوة في ذلك - ليتحقق عدم ظهور أو تنامي ظاهرة التطرُّف لديهم من خلال هذه القيم، وهي تبدأ بالتمسُّك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فينشأ الطلاب محقِّقين عدمَ ظهور أو تنامي ظاهرة التطرف في حياتهم. قيمة التمسك بالكتاب والسنة النبوية المطهرة: يحتل عدم ظهور أو تنامي ظاهرة التطرُّف عند الإنسان أهميةً بالِغة، فيتخذ سبيلاً، ألا وهو التمسك بكتاب الله وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - قال الله - تعالى -: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، وقال - تعالى -: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]. التمسك بكتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه هداية للنفس؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [يونس: 108، 109]؛ فالتمسك بكتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - حصن حصين، وحِرْز متين لمن وفَّقه الله - تعالى - قال - تعالى-: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103]؛ فقد أمر الله - تعالى - بالاعتصام بحبل الله، وحبلُ الله هو عهد الله، أو هو القرآن كما قال المفسرون؛ إذ العهد الذي أخذه الله على المسلمين هو الاعتصام بالقرآن والسنة؛ فقد أمر الله - تعالى - بالجماعة، ونهى عن التفرق والاختلاف، وهذا شامل لأصول الدين وفروعه الظاهرة والباطنة. فالمعلم يكون القدوة في غرس قيمة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الطلاب؛ ليكون سبيل النجاة لهم من الوقوع في التطرف والغلو؛ لذا قال الله - تعالى - : ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]. وقال - تعالى -: ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف: 43، 44]؛ أي: خُذْ بالقرآن المنزَّل على قلبك، فإنه هو الحق، وما يهدي إليه هو الحق المفضي إلى صراط الله المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، والخير الدائم المقيم، ثم قال: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾؛ قيل: معناه لشرف لك ولقومك، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وابن زيد"؛ (ابن كثير، 2000: ج4، ص 115). وتأتي السنة النبوية مصدرًا هامًّا من مصادر التشريع، ولا يمكن على الإطلاق الاستغناء عنها أو تركها أو فصلها، ولقد أبان الرسول الكريم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أهميتها كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ![]() ويصبح الإنسان في منزلة الاعتصام ما دام متمسكًا بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وذلك "يوجب له الهدايةَ، واتباع الدليل والاعتصامُ بالله يُوجِب له القوة والعُدَّة والسلاح والمادة التي يستلئم بها في طريقه"؛ (ابن القيم،2001: مدارج السالكين 1/458). وبقيام المعلِّم بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يتربى الطلابُ على عدم ظهور أو تنامي ظاهرة التطرف، وتصبح الهداية لأنفسهم، والبُعد عن أهل الضلال والزيغ؛ فيتحقَّق لهم عدم التطرف وعدم الغلو؛ لأن القرآن هو حبل الله المتين، والصراط العظيم. قال الله - تعالى -: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]. والسنة هي المَعِين الذي لا يَنضُب، والبحر الذي لا تكدِّره الدِّلاءُ، ودراستها من أعظم العلوم، وأنفعها وأكثر فائدة في الدين والدنيا. ويتحقَّق عدم التطرف من خلال التمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - إذ هما أساس الدين الذي له أثرُه الواضح على النمو النفسي والصحة النفسية، والعقيدةُ حين تتغلغل في النفس تدفعها إلى سلوك إيجابي، والدين يساعد الفردَ على الاستقرار، والإيمان يؤدِّي إلى الأمان، وينير الطريق أمام الفرد في طفولته، عبر مراهقته إلى رشده، ثم شيخوخته. لذا فقد بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - في تربية أصحابه - رضوان الله عليهم - قبل كل شيء بالجانب الإيماني، فبدأ أولاً بغرس العقيدة الصحيحة الصالحة في نفوسهم؛ ذلك أنه لا يمكن أن يتحقَّق للإنسان سعادة بلا سكينة؛ لأنه لا توجد في الحياة نعمة أغلى ولا أفضل من سكينة النفس وطمأنينة القلب؛ قال - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4]. إن المعلم الذي يقوم بغرس العقيدة في نفوس الطلاب، لا شك أنها تملأ أوقات الفراغ لديهم بكل نافع ومفيد، وبالتالي تجنِّبهم الوقوع في الانحراف، وتُبعِدهم عن كل مظاهر العنف، وتبني شخصياتهم على الخير والعمل الدؤوب، وبالتالي تحقِّق لهم عدم التطرف في أنفسهم بتحقيق حاجاتهم الدينية والنفسية، وهذا يدفعهم للشعور بحاجات المجتمع وقيمه؛ بما يحقق له الأمن والاستقرار.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |