القربان (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 139961 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2021, 03:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,143
الدولة : Egypt
افتراضي القربان (قصة قصيرة)

القربان (قصة قصيرة)


محمد صادق عبدالعال


أدركتُ أنه ينتوي أن يقصَّ عليَّ قصةً جديدةً حينما خرَج من فوهة البيت العريق، الزاخر بالحكايا والقصص، وكانت الشمس حينها في حالةٍ وهن، فأصبح بالإنجاز مرتهنًا.. أسند ظهره إلى جدار الدار، وألقى برأسه إليها يستلهم ما أراد سرده.

فبادرتُه: ألدَيك قصة جديدة؟
بل قديمة جدًّا، غير أنك لم تسمعها من قبل؛ فإنها...
قاطعتُه: أعيرك سمعي.
غضب من مقاطعتي إياه وقال:
بل السمع والبصر والفؤاد.
كل أولئك؟!
قال: غدًا ستصبح مسؤولًا، وعندها...
قاطعتُه ثانية: عن ماذا؟
غضب وقال: تعلَّم أدب الحوار.

اعتذرتُ خجلًا؛ فقال:
قديمًا كان القطار يمر بقريتنا صباحَ مساء، فاعتاد الناس على هزات عرَباته التي يجرها، وتعودَت البيوت على خضخضته إياها، حتى صار معيارًا من معايير قياس الزمن.
قلت: وما الجديد في ذلك؟!
رمَقني بعين؛ أحسستُ أني تجاوزتُ حدِّي فأشرتُ إليه، فلم يُعقِّب، واستطرد:
ولأن أكثر ركابه كانوا من الشباب، وممن يذهبون فيَطول علينا أمدُ انتظارهم، وقد ترَكوا خلفهم الديار والعيال والزروع؛ نصحَهم ناصحٌ غيرُ أمين أن يُقدِّموا قربانًا تحت عجَل القطار حين يمر؛ فمِنهم مَن يقرب إبهامًا أو سبابة، ومنهم من يجود بالاثنتين، وكان يقول لهم يصبرهم:
ألَمُ ساعة خيرٌ من اغتراب لا حد له!

ضحكتُ بصوت عالٍ وقاطعته مجددًا:
أعرفها، وسمعتُها من قبل!
لم يستطع معي صبرًا، فغضب وانتفض، ودلف مسرعًا إلى الدار التي منها خرج، وما زال بالشمس بعضٌ من عافية النهار.

انطلقتُ خلفه أستجديه وأسترضيه، لكن بلا جدوى؛ حيث أعطاني ظهره واختفى بين طيَّات الحجرات!

حدا بي اليأس من عودته إلى الخروج، فولَّيتُ وجهي شطر المخرج، أبصرت رسومًا جِدارية، أمعنتُ فيها؛ إنها لِراعي أغنام وشِياه، يُمسك بسلاحه غيرَ متأهِّب لقتال، برغم الذئب الشارعِ في افتراسهن!

تعجَّبتُ.. لكني لما دقَّقت النظر علمتُ أن الراعي كان واحدًا ممن قدَّموا قربانًا للقطار من قبل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.60 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]