توازن المشاعر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118532 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40134 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366794 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-06-2021, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي توازن المشاعر

توازن المشاعر
أ. لولوة السجا





السؤال



ملخص السؤال:

سيدة متزوجة عندما تحدث بينها وبين زوجها مشكلة تصاب بالاكتئاب وتظل تبكي، وهو لا يشعر بها، تريد أن تُغَيِّرَ نفسها، وتسأل: كيف أكون مُتوازنة؟



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخبركم بأني أفكِّر في الانتحار!.. ويزْداد هذا الشعورُ عندما تحدُث بيني وبين زوجي مشكلةٌ، فأختَنِق وأتعب، ويُصيبني شيءٌ مِن الألَم والقَهْر.

أنا في منتصف العشرين مِن عُمري، وزوجي أكبر مني بعامٍ واحدٍ، وزواجنا منذ ثلاث سنوات، كلٌّ منا يُحب الآخر، وأعلم أنه يحبني أكثر مني، وهذه هي مشكلتي؛ فإذا حصلتْ بيننا مشكلة فأنا مَن يخسر، إذ أظَلُّ أبكي وأبكي، ولا أستطيع النوم، ولا أريد شيئًا إلا أن أرضيه.




لكنه عكسي، إذا حصلتْ بيننا مشكلة لا يَشْعُر بي، وينام ويخرج، ويفعل ما يريد، أشْعُر مِن داخلي بالقهر، فهو ينام وأنا أبكي، ولا أستطيع النوم!

هو يخرج ويضحك ويعيش حياته، وأنا أظل وحيدةً، أريد أن أكونَ أكثر منه قوة، وفي كل مرة تحدُث مشكلة أقول: لن أعودَ لحبِّه، سأكون جافَّة، لكن حينما نتراضى ونتصالح أرجع كما كنتُ.

حياتُنا جميلة، كلها رضًا وتفاهُمٌ، ولا نفكِّر في الطلاق إطلاقًا.




أريد أن أغيرَ نفسي، فكيف أكون مُتوازِنة؟ أعرف أنَّ العيب فيَّ، فأخبروني ماذا أفعل؟


الجواب



الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، وبعدُ:

فإنَّ الله عز وجل حين خَلَقَنا لعبادته سخَّر لنا ما في السموات وما في الأرض، وأباح لنا الطيبات، وذلك ليتروح بها المؤمنُ، ويستعين بها على طاعة ربه سبحانه، ومِن ذلك أن شرَع لنا الزواج؛ فقال عز من قائل: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، ولكن حين تغيَّرت المفاهيم، وغفل الناس عن الهدف الحقيقي مِن الخلْق، ورَكَنُوا للدنيا؛ تبدلَتْ أمورُهم، فما خُلِق للراحة صار مَصْدرًا للعذاب!




بنيتي، حياتُك الزوجية جميلةٌ، بل رائعة، فلماذا تنظرين بهذا المنظار القاتم؟! أتفكِّرين في الانتحار مِنْ أجْلِ سفاسفَ لا قيمة لها؟!




هذا على فرض أنك تعانين مِن أزمةٍ حقيقيَّة، فكيف وأنت تتنعَّمين بنعمةٍ غيرُك قد حُرِمَها، فأنت ذات زوج، وهناك نساء لم يُقَدَّرْ لَهُنَّ الزواج، وزوجُك يحبك، وهناك نساء تشتكي نفور زوجها منها!




لك أن تُعَدِّدي ما تشائين من النَّعَم، واعذريني إنْ ذكَّرْتُك بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات: 6]؛ أي: يُعد المعايب، وينسى النِّعَم.




في الحقيقة أنت تعانين مِن خُلُقٍ يكاد يُفقدك المتعة بما عندك، ألا وهو: شدة التحسُّس، وفقدان العقلانية في التعامُل مع المواقف.




غاليتي، يجب أن تُدركي أمرًا مهمًّا في تعامُلك مع زوجك، وحين تُواجهين بعض الموقف المزعجة كالتي ذكرت، وهو: أن الرجل خَلَقَهُ الله بطبيعةٍ يختلف فيها عن المرأة، ولذلك تجدينه يتصرَّف بردود فِعلٍ يظهر لك منها أنها غير مناسبة، وأنها دليل قسوة وانعدام في الإحساس و... و... و... إلخ، بينما الرجلُ أحيانًا يكون أشدَّ تأثُّرًا من المرأة، ولكنه يُعبِّر عن تأثره ذلك بطريقةٍ مثيرةٍ للتعجُّب كما ذكرت لك؛ فتجدينه مثلاً: يضحك، ويأكل، ويخرج مع أصحابه، رغم وجود مشكلة بينه وبين زوجته، في وقت تنْغَلِق فيه المرأة، وتقلُّ شَهيتها للأكل، وترفض التواصُل مع المحيط الخارجي، كلُّ ذلك ليس إلا تنْفيسًا وتعبيرًا عما بداخلِها!




والأعجب أنه في بعض الأحيان يكون الزوجُ أشد حبًّا لزوجته منها له!

إذًا فالمسألةُ تحتاج منك إلى شيءٍ مِن التعقُّل، ومُعالَجة الأمور بهدوء وحكمةٍ، كما يَحْسُن أن تتغاضَي عن بعض ما يَصْدُر من زوجك، حتى وإن كان مزعجًا، مِن أجل الحفاظ على صفاء العلاقة وهدوء النفس، بدلاً مِن عيش الشتات والفُرقة العاطفية التي تسْرِق منك راحتك وصحتك.




هل تظنين أن البُيوت خالية مِن المشاكل الزوجية، وأن الناس مِن حولك لا يُعانون؟

لا، ولكن هناك مَن يرزقهم الله حُسن التصرُّف، والذي مِن أسبابه أولاً الاستعانة بالله، ثم الصبر، مع شيءٍ مِن حُسْن الظنِّ، وعدم استسلام للأوهام والأفكار المزعِجة والتي لا حقيقةَ لها!




احرصي على زيادة ثقافتك فيما يتعلَّق بإدارة الخِلافات الزوجية، ولا تعطي الأمور أكبر مِن حجْمِها، كما لا تجعلي سفاسف الأمور أكبر همِّك.




تغاضي وتغافلي مِن أجْل أن تَسيرَ دفَّةُ الحياة، وحفاظًا على الودِّ، وبُعدًا عن تعقيد الأمور، وكما ذكرتِ عن نفسك أنك أنت مَن يخسر المعركة دائمًا، فلماذا لا نأخذ مِن اليوم عِبْرةً للغد؟!




كما أن ذلك مِن شأنه أن يُضعفَ علاقتك بزوجك، فالرجلُ تهمُّه راحته أولاً وآخرًا؛ لذلك لا نتعجَّب حين نرى مَن يُطَلِّق الجميلة، وإن كان يحبها، ويبقى مع المرأة الدميمة برغم ضعف المحبة!

لعلك فهمتِ مَقصدي.

أكْثِري من الدعاء بأن يُلْهِمَك ربي رشدك، ويَقيك شر نفسك، وألا يكلك إلى نفسك طرفة عين، وألا يجعل الدنيا أكبر همك.

وتذكَّري أن القناعة كنز لا يفنى، وقد قيل:





خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاكَ وَارْضَ بِهَا

وَاجْعَلْ نَصِيبَكَ مِنْهَا رَاحَةَ البَدَنِ





وَانْظُرْ لِمَنْ مَلَكَ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا

هَلْ رَاحَ مِنْهَا بِغَيْرِ القُطْنِ وَالكَفَنِ؟






ومما قيل في ذلك أيضًا:






وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا

وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ






وفَّقك الله لأحسن الأعمال والأخلاق، وأصلح حالك وبالك



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.98 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]