|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الزوج المكبّل د. ياسر بكار السؤال الأخ الدكتور الفاضل/ ياسر بكار أشكر لك - أولاً - تجاوبك وكريم ردودك، وأرجو أن توجِّهني في مشكلتي! أنا متزوج ولي - ولله الحمد - ثلاثة من الأبناء والبنات؛ وقد تزوَّجت عن حب، وسبحان الله؛ خضتُ معارك كثيرة لأتزوج مَنْ أريد، وفعلتُ ما في رأسي، ولكن واجهتني مشاكل كثيرة في زواجي، وقد كنت أتحمَّل هذه المشاكل، كي لا أُفضح بين الخلائق، ولكي لا يقول الناس: إن اختيارك كان خاطئاً، وأنت تتحمَّل نتيجة أفعالك. مرت الأيام - والحمد لله - وأنا سعيد بزوجتي جداً، وأحبها كثيراً، وأقدِّرها وأحترمها، ولا أحمِّلها ما لا تُطيق؛ حتى إني لا أحمِّلها ما تطيق أيضاً!! وذلك لإيماني بأن المرأة ليست خادمة؛ بل لها شخصيتها، وهي إنسانٌ مثلي أولاً وأخيراً، ولا فرق بيننا في الإسلام، ولأنها ـ في نظري ـ أصبحت أحسن مني ديناً، مع أني مَنْ جذبتها إلى هذا الطريق، ألبِّي جميع طلباتها وطلبات أولادي، لم أذكر أنها طلبت مني شيئاً ولم أنفِّذه. ولكنها - يا سيدي - تشك في تصرفاتي دائماً، وقد بلغت الوساوس منها مبلغاً عجيباً؛ صارت تفسر به تصرفاتي على مزاجها!! ذهبتُ إلى أحد أصدقائي في عزاء عائلي، وعندما رأت أخواته في قسم النساء لابسات ما لا يليق؛ قالت لي: إنك متزوج منهن أكيد، بدليل أن البنات لم يأتين إلا بعد أن دخلتُ الغرفة بزمن طويل! يعني كلام تافه واختلاقات منها. إذا خرجت تقول لي: أين كنتَ؟ وإذا عدت تقول: من أين عدتَ؟ تقول لي: إنك تكذب وتورِّي؛ لأنكم - أنتم الملتزمون - تحلفون ولكن تورُّون!! سيدي: أصبح الشك في بيتنا هو الأصل، والغريب ألا يكون هناك شك ومشاكل بسبب الشك! لقد تبلّد إحساسي، وأصبحت أضحك وهي تصرخ وتبكي، فقد قضيت عمري معها في هذا الشك، ولكني أرحمها وأحبها وأقدِّرها، إن هذا يضرُّ بأولادنا، وهي دائماً ما تحاسبني أمامهم، وألاحظ تأثير ذلك سلباً على الأولاد، أنا رجل؛ ولكن لا أشدُّ عليها، لقد بلغت إهاناتها لي المبلغ الكبير، مثلاً: - طلبت مني أن أضع يدي على كتاب الله وأن أحلف على ما تريد هي؛ لأثبت لها أنني غير متزوِّج بغيرها، ولكنني طلبت منها أن تتصل بوالدها وأن تستشيره في ذلك؛ فإذا وافق والدها أن أحلف فأنا موافق، وكان غرضي من ذلك أن يعرف والداها بعقليتها، وألا يتهماني بأني من يصنع المشاكل إذا طلَّقتها - لا سمح الله - وفعلاً غضب والدها ولم يرض لي ذلك؛ فغضبتْ، وطلبتْ ذلك مرة أخرى أمام أخيها، الذي ساعدته في دخول الامارات والإقامة بها إكراماً وتقديراً مني لها. ولكي ترتاح، ولتقديري أن الغربة قد تكون أثرت فيها، ولأنني فعلاً بريء لا علاقة لي بأحد، إضافة إلى رجاء أخيها – وهو ملتزم وطالب علم شرعي - أن أحلف لها على ما تقول نفذت ما أرادت، وقلت لنفسي: "ليكن القَسَم هذه المرة فقط؛ لنرى هل هذا علاج لها؟" لقد فعلت هذا – على الرغم من أنها أهانتني - في سبيل حبي لها، وفي سبيل الرحمة والمعرفة والعشرة، وفي سبيل الوصول إلى الحياة الزوجية السعيدة، وفي سبيل الأولاد، وفي سبيل الله أولاً وأخيراً. فعلتُ ما أرادَت، وحمدت الله أننا قد انتهينا من هذا الموضوع، ولكن ويا للمصيبة؛ لم يسرِ مفعول الحلف على المصحف المعظّم الكريم الجليل أكثر من ثلاثة أيام، ثم عاد كل شيء كما كان!! - الأمر الآخر: أنها تدعو عليَّ كثيراً في النقاشات، وتقول: "الله لا يوفقك إذا كنت تفعل شيئاً من ورائي، وأنت سبب تعاستي"! وأنا أعتبر هذه إهانةً لا أقبلها، وإذا قالها لي أقرب الناس لي فقد أحمل في نفسي، وإذا قالها لي أخي - وهو من لحمي ودمي - فقد نتشابك أو تتفاقم الأمور بيننا، ولكنني أعرف أنها مسكينة؛ لذلك أتمالك نفسي، وأقول لها: كيف يقدر لسانك على ذكر مثل هذا الكلام لزوجك، وأنا لا أجرؤ أن أقول ذلك لكِ، فأنا أحترمكِ وأقدرك، وأعرف ما ستؤولين إليه لو جرى شيء. - أهلي من أطيب الناس، وهم قوم مسالمون، وأبرياء، ومن بيئة علم، ومع ذلك فهي ترفع صوتها كثيراً عليَّ أمامهم، إذا ما تطرقت أنا وأحد منهم إلى موضوع يمس أي بنت أو أي موضوع مشابه - مثل الزواج بثانية، أو زواج المسيار، أو صديق تزوَّج ثانية - وتقول لي: "قلت لك ألف مرة: لا تتكلم في هذه المواضيع، ومن أين تأتي بهذه المعلومات؟ وكيف تجلس مع أناس يحدثونك في هذه الأشياء عياناً جهاراً؟"، وتقول: "إنك تخفي عني أنت وأهلك أشياء كثيرة، وهم - بالتأكيد - يعرفون أنك متزوج غيري، ولكن يخفون هذا الأمر عنِّي"!! - تفتش في جوالي، وتحذف الاسم الذي لا ترغب به بدون استئذان، فقط أجده محذوفاً دون علمي؛ وأعرف طبعاً لماذا فعلت ذلك؟!!. - أتنازل عن حقوق لي - لا تعدُّ ولا تحصى - تقديراً لها واحتراماً، وعلى الرغم من أننا قد عشنا معاً 6 سنوات، فإنها لا تفهم حياتي، ولا تقف على راحتي، ولا تسعى لتلبية طلباتي، وتحتقر كل معتقداتي، وكل ما أحبه وأقدِّره، من أتفه الأشياء إلى أعظمها؛ من كأس شرب الماء إلى الحياة الزوجية كاملةً، ألا يحق لي أن أستمتع بهذه الحياة ؟ إن تنازلي عن حقوقي العرفيّة أثَّر كثيراً على راحتي النفسية؛ فأصبحت كأني أنا الزوجة الكادحة في سبيل إرضاء زوجها!! فهل من علاج لهذه المأساة؟ هل سأقضي بقية حياتي هكذا؟ هل أنا مخطئٌ؟ هل أنا متزوج من أخرى وأنا لا أعرف؟!! هل ارتكبتُ جريمة بزواجي ممَّن أحبُّ؟ هل هي عقوبة من الله لي؟؟ هربت من البيت كثيراً، سافرتُ، ابتعدتُ، اقتربتُ، قرأتُ عن الحب وسلبياته وإيجابياته، قرأتُ الكثير من الكتب عن فنون التعامل، تعبتُ كثيراً حتى وصلتُ إلى جمود الأعصاب بعد أن التحقت بالكثير من الدورات في البرمجة العصبية وفن التعامل وغيرها، ألَّفتُ مسوّداتٍ في مهارات التعامل مع الزوجة، استشرتُ، عرفتُ الدَّاء، وعرفت الدَّواء؟! ولكن يبدو أن الأطباء قد أخطؤوا الوصفة، ويبدو أنني وقعت ضحية الأدوية الفاسدة، أم أنّ الذيلَ أعوج والبذرة فاسدة؟!! الجواب أخي الكريم: مرحباً بك، وأهلاً وسهلاً، وشكراً على ثقتك الغالية. لا أدري من أين أبدأ؛ فهناك العديد من الأخطاء التي ترتكبها كل يوم، أدَّت إلى هذا الوضع المؤلم؛ فتابع معي النقاط التالية: أولاً: تذكر أننا نحن من نعلِّم الناس كيف يتعاملون معنا - ركِّز معي جيداً - فلن يؤذيك أحدٌ دون رضاك!! صحيح أن شخصية زوجتك تحمل بعض الصفات غير السويَّة، ولكننا لا يمكن أن نضع اللوم كاملاً عليها؛ فبيدك – أنت - مفتاح التغيير، وعلى الرغم من أنك حاولت التغيير بأساليب كثيرة، لكنك لم تقم بهذا بكيفية ثابت ومستمر وحازم؛ لذا لم تحقق النتائج المرجوَّة. ثانياً: احترام المرأة لا يقوم على إعفائها من مسؤولياتها، أو عدم تحميلها ما (تطيق) ..!! لا يقوم على التغاضي عن أفعالها غير السليمة .. التساهل في الحقوق مفسدةٌ كبيرةٌ؛ إذ نعتقد - نحن الرجال - أننا نكرمها، ولكنها - للأسف - لا تنظر إلى ذلك بنفس الأسلوب؛ بل قد تعتقد أنه إهانة أو استغناء عنها! ولذا تفتعل المشكلة تلو الأخرى؛ لتثبت أنها موجودة، بعد أن ألغيت - أنت - وجودها بإعفائها من واجباتها!! يجب أن تبدأ التغيير من اليوم، وبأسلوب بطيئ هادئ متدرِّج ... أخبرها ما تريده وما تحبه بوضوح، فإن لبَّته فأكرِمْها – على الفور - ً بأجمل كلمات الثناء والتقدير، وإن أغفلته فاصمت، وأظهر كل علامات عدم الرضا على وجهك، وابتعد عنها دون صراخ أو تأنيب. أخي، الحب لدى النساء لا يعني التساهل أو التحمل المبالغ من شريك حياتهن، فالحزم - أحياناً - هو أجمل صور الحب في أعينهن!! ثالثاً: من الواضح انشغال زوجتك بصورة مزعجة بالقلق من فكرة الزواج من امرأة ثانية، أو علاقات نسائية أخرى، والخطأ بدأ منذ اليوم الأول، حينما طرحتْ - هي - هذا الموضوع؛ إذ كان الرد الأنسب - في ذاك الوقت - هو الرد الحاسم القاطع، الذي لا يقبل النقاش أو المساءلة، ولكنك عندما تسمح لها بمناقشة الموضوع، والأخذ والرد فيه، فهذا يعزِّز شكوكها ولا ينفيها! فابدأ الآن .. ابدأ منذ اليوم، وأخبرها أن هذا الموضوع لا يقبل أيَّ نقاش أو حوار، ولا يقبل الحلف ولا غيره، وأنها لو طرحته أو أشارت إليه من قريب أو من بعيد؛ فسيكون له عاقبة غير مرضية لها، قل – مثلاً -: لن أسمح لك بالحديث أو الإشارة إلى الخيانة الزوجية، أو العلاقات مع النساء، بأي صورة من الصور، ولو قمت بذلك فسوف أفعل ... وسواء حدَّدت هذه العاقبة أو لم تحدِّدها فكن واضحاً وحازماً، ونفِّذ ما وعدت به بدقة .. الأمر لا يحتاج إلى الصراخ أو الغضب؛ بل إلى الحزم والتصميم، والفرق بينهما واضح. رابعاً: عدم إظهارك للحب قد يكون جزءًا من المشكلة، نحن نفترض أن شريك حياتنا يفهم ما يدور في قلوبنا، وما تتحدث به عيوننا من حب ومودَّة .. هذا غير صحيح .. أظهر حبك في كل مناسبة، عبر الكلمات الرقيقة واللمسات الحانية.. قد تجد في ذلك صعوبة؛ فلا تخشَ شيئاً، فلستَ الرجل الوحيد الذي يشعر بذلك، لكن تعلُّم واكتساب ذلك ليس بالأمر المستحيل.. هل تذكر عندما كنت عاجزاً عن قيادة السيارة .. كنت تعتقد أن هذا مستحيل!! ومع بعض التمرين والتوجيه أصبحت الآن تقوم بذلك دون أدنى تفكير! نحن كائنات قابلة للتعلُّم إذا امتلكنا الرغبة والطاقة الكافية لذلك، وإذا ما حصلنا على المعلم المناسب، وهناك على (الإنترنت) العشرات من المواقع التي تدل المتزوجين على طرق عديدة لتحسين علاقاتهم الزوجية في كل الجوانب. فقط اصرف وقتاً قليلاً في البحث عن ذلك ضمن محركات البحث على (الإنترنت). خامساً: أنت بحاجة كبيرة - مثل الكثير من الناس- إلى جرعة من تنمية الثقة بالنفس، وإكرامها، وإعزازها، وهناك أيضاً على (الإنترنت) العشرات من المقالات التي تتحدث عن هذا الموضوع المهم، أرجو أن تطلع عليها، وتطبِّق ما فيها من أفكار. وأذكر هنا إحدى المقولات التي تناسبك؛ يقول أحد الحكماء: "اصطنع الشيء حتى تكتسبه"؛ اصطنع الثقة بالنفس، وقم بكل ما يشير إليها من أفعال وطريقة تعامل حتى تصل إليها. ختاماً: إياك من العدوَّين اللدودين للتغيير؛ الأول: هو اليأس، والثاني: هو الاستعجال. فالتغيير يجب أن يكون بطيئاً، مع كثير من الصبر، وأنا على ثقة كبيرة من أنك ستحقق نتائج باهرة عبر بعض التغييرات الصغيرة في شخصيتك وأسلوب تعاملك مع الآخرين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |