
01-06-2021, 03:53 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة :
|
|
أفكار سلبية بسبب تأخر الزواج
أفكار سلبية بسبب تأخر الزواج
أ. لولوة السجا
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة تريد نصحاً وتوجيهًا حول أفكارها السلبية التي لا تنتهي، وذلك بسبب تأخُّر الزواج، وضغط أمها عليها.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة تخرَّجتُ منذ شهرين فقط، وأعيش تحت ضغط أفكار سلبية مُدمِّرة! جمالي متوسِّط، والحمدُ لله أخلاقي وطيبتي يُشار إليها بالذِّكر الحسَن، كنتُ أتوقَّع أنني بمجرد انتهائي مِن الكلية سأكون مخطوبةً أو عُقِدَ عليَّ! لكن وجدتُ نفسي عاطلةً بلا هدفٍ، ولَم أَعُدْ أرغَب في الاختلاط بالناس.
زاد وزني لأن الأكل هو مُتنفسي الوحيد، وزادتْ وطأة المشاعر السلبية، مما أدى إلى البكاء الحاد.
بدأتُ أحس بضغطِ أمي عليَّ، ورغبتها الشديدة في أن أتزوَّج عاجلًا، حتى أثَّر عليَّ هذا الضغط فلا أَخرُج مِن البيت، وأرفُض الذهاب للمناسَبات حِفاظًا على كرامتي؛ إذ أرفُض أن أعرضَ نفسي كسلعةٍ على الأمهات ليخترنَني لأبنائهنَّ.
قدمتُ على بعثة للدراسة خارج البلاد مع أخي وزوجته، وفوجئتُ برفضٍ حازم مِن أمي؛ بحجة أنني لست متزوجة، فقُتِل الأمل داخلي أن أعيشَ حياتي كما أريد.
تعبتُ مِن حياتي ونفسي وأفكاري، وأصبحت الغيرةُ جزءًا لا يتجزأ مِن حياتي، وفُتِح عليَّ باب المُقارنة بيني وبين زوجات إخوتي وصديقاتي، ودخلتُ في دوامة لا تنتهي.
أريد دَعمكم وتوجيهكم، وجزاكم الله خيرًا
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:
فأنتِ مؤمنةٌ، وتعلمين أن المؤمنَ مُبتلى، ومع ذلك فإني لا أرى أنَّ ما تعانين منه يُعدُّ شيئًا كبيرًا، إنما هي النظرة السلبية للأمور والتشاؤم مِن مُجريات الأحداث، وتعليق السعادة وحصرها بأسبابٍ محددةٍ، هذه هي المشكلةُ الحقيقية التي تحتاج منك إلى البحث عن حلولٍ.
بُنيتي، الأماني والأحلامُ لا تأتي على طبقٍ مِن ذهبٍ، بل لا بد مِن الكفاح وتجاوُز الصعاب، وبذل الأسباب، ووضع البدائل حين تغلقَ الأبواب.
كذلك حُسن الظن والتفاؤل والبُعد عن المُقارَنات في أي شيءٍ مَطلوبٌ منا جميعًا؛ لنحيَا حياةً سعيدةً، أو مستقرةً على أقل حال.
كل ما ذكرتِه أمورٌ سَطحية في الحقيقة، وحتى أمر الزواج فهو ليس بالأمر الصعب، أو أنه يستحيل حدوثه؛ لأنك تشعرين بنقصٍ في نفسك، فمنذ متى كان الزواجُ مِن حظِّ الجميلات فقط، أو الرشيقات مثلًا؟! وإنما هو توفيقٌ مِن الله، والإنسانُ يجني على نفسه بسوء ظنه بربه أو تشاؤمه مِن كل شيءٍ، في وقتٍ يَحثنا فيه دينُنا على التفاؤل بالخير وإحسان الظن بالله خالقنا، ويتطلب ذلك الدعاء والتضرُّع إلى الله في نيل المطلوب ودفع المكروه، ومِن ثَم الصبر وعدم الاستعجال، مع التسليم والرضا حين تأتي الأمور على غير ما نُريد مما تَشمله حكمة الله ورحمته!
فكم مِن الأمور التي رغبناها فمنعنا الله إياها؛ لأنَّ الخير كان في المنع، ومِن ثَم فإن اللهَ جل جلاله يُخلف، ويختار للعبد ما يَتناسب مع حاله مما هو خيرٌ له في عاجل أمره وآجله، فأحْسِني الظنَّ، وفوِّضي أمرَك إلى الله.
جدِّدي النيات، وغيِّري النظرة، وتعايَشي مع المواقف بأبسط ما يكون، فسعادَتُك ليستْ مَرهونةً بزواج أو بعثة، إنما يكون ذلك بقُربك من خالقك وإحسان عبادتك، وبذلك في سبيل رضاه والجنة، فالأمرُ أسهل مما تَتصوَّرين.
كرّسِي همَّك فيما خُلِقْتِ مِن أجله، ثم أبْشِري بعده بالتوفيق والتيسير وحصول السعادة والراحة.
ضَعي لك بَرنامجًا تنجزين مِن خلاله أعمالًا تُرضي الله عنك، والْتَحقي ببعض المؤسسات التي مِن خلالها تستطيعين تحقيق أكثر مِن هدفٍ إيجابيٍّ، وحينها ستشعرين بأنَّ شيئًا ما يَتَجَدَّد في حياتك، وستكون البداية لكل شيءٍ جميلٍ.
ابدئي ولا تَنْتَظري من الظروف أن تتغيَّر هكذا بدون بذل أسباب، والتي يُعد مِن أبسطها الدعاء.
استعيني بربك واطلبيه، فهو الرزاقُ، وهو الرحيمُ بعباده سبحانه.
شرَح الله صدرَك، وأنار بصيرَتك، ونفَعك ونفَع بك، وهداك سبيلَ الرشاد، ويَسَّر أمرَك كله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|