|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اكتئاب بسبب الغربة وصعوبة الدراسة أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: شاب كان يتمنى دخول كلية الهندسة ولم يُوفَّقْ، ودخل كلية الحاسبات في محافظة أخرى، ويريد التحويل منها بسبب الغربة والمتاعب. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ لم أبلغ العشرين مِن عمري، كنتُ أتمنى دخول كلية الهندسة، لكن للأسف مجموعي لم يُلحقني بها، وكان أمامي أن أدخلَ كلية التجارة أو الحسابات، ولم أكن أُحِبُّ أيًّا منهما! دخلتُ كلية الحاسبات؛ حتى أبعدَ عن بيتي؛ لأنها الكلية الوحيدة التي ليس لها فروعٌ في محافظتي، ولأن بيتنا مليءٌ بالمشكلات، ففضَّلْتُ الهروب بعيدًا، والعيش في المدينة الجامعية. دخلتُ الكلية، ولم أتحمَّل الغُربة، وأردتُ التحويلَ منها، لكن التحويل استلزم دفْعَ مبلغٍ كبيرٍ مِن المال، وللأسف لم أستطع دفْعَ المبلغ، وبقيتُ في الكلية. مرَّ أول عام ولم أكنْ سعيدًا بها أو بالدراسة، فلا أُحِبُّ البرمجةَ، ولا مواد الدِّراسة، زيادة على ذلك الغربة التي أصابتْني بالاكتئاب، والتي بسببها لا أريد الإكمال، والمواد صعبة جدًّا، فضلًا عن الظلم الذي نراه مِن الدكاترة. الآن - بعد مرور عامين - أُفَكِّر جديًّا في التحويل، لأرتاح مِن الغربة، لكن المشكلة أني سأبدأ مِن العام الأول، وأكون بذلك ضيَّعْتُ عامين مِن عمري. أرجو إرشادي ومساعدتي، جزاكم الله خيرًا. الجواب ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا انضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. بُني الكريم، أستَشِفُّ من سياق رسالتك أنك تعاني ضغوطًا نفسيةً متراكمة، جعلتْك تشعر بضيقٍ وعدم استقرار نفسيٍّ واضحين، وأسباب تراكُم هذه الضغوط تعود إلى استسلامك سلبًا لمشاعر الحزن التي أوجدتْها ظروفُك العائلية التي أشرتَ إليها، مرورًا بعدم حصولك على مُعَدَّلٍ يُتيح لك القبول في كلية الهندسة، ثم مشاعر الاغتراب وما رافَقَها مِن قلَقٍ بسبب صعوبة الدراسة وغيرها. وما أعنيه باستسلامك لتلك المشاعر بشكل سلبيٍّ، هو: عدم مُواجهتك لها برُوحٍ وتحدٍّ وإصرار على اجتياز المصاعب والمشكلات على اختلافها، ومِن ثَمَّ عدم قدرتك على التعامل مع تلك المشكلات مِن وِجْهةِ نَظَرٍ واقعيةٍ وإيجابية. فعلى سبيل المثال: أرى أنَّ شُعور الإحباط بسبب عدم الْتِحاقك بكلية الهندسة لا يزال يُسيطر على فِكْرِك، في حين أنَّ الصواب هو أن تنظُرَ إلى هذا الأمر بثقةٍ وفخرٍ كبيرين، لأنك قد حققتَ مُعَدَّلًا أتاح لك القبول في كلية العلوم، وكذلك في كلية الحاسبات، رغم المشكلات العائلية التي كانتْ تُحيط بك، والتي تُعَدُّ سببًا في فَشَلٍ كثيرٍ مِن الطلبة باجتياز امتحانات الثانوية العامة، وغيرها. كما أجد أنَّ شعورك بالحزن بسبب (الغربة) - كما وصفتها - يُشير إلى افتقادك للدِّفْءِ العائلي الذي تُقَدِّمُه لك الأسرة، وهو ما يشير أيضًا إلى أن أسرتك كانتْ تُقَدِّم لك أمورًا إيجابية أخرى جعلتْك تُفَكِّر في (العودة إليها)، وما يمنعك الآن هو العامل المالي فقط، وهذا أمرٌ أتمنى منك التأمل فيه مليًّا، لا سيما وأنك اليوم بعيدٌ عن أسرتك، مما يُتيح لك إعادة التفكير في هذا الموضوع - كما في غيره - بشكلٍ منطقيٍّ ومتَّزنٍ وبعيدٍ عن السوداويَّة والتشاؤُم. أما من ناحية تخوُّفك من صعوبة المواد الدراسية في المرحلة الثانية وما يليها، فأقول لك: يا بُني إن جميع الكليات على اختلاف تخصصاتها يزداد تعقيد المواد فيها كلما تقدمتَ في المراحل؛ لأن المرحلة الأولى هي مرحلة التأسيس الأكاديمي للطالب فقط، وتهيئته لدراسة المواد المتخصصة لاحقًا؛ ولذلك فإنه بالفعل يوجد طلبة لا يكون بإمكانهم تحقيق النجاح، كما يوجد آخرون يواجهون مشاكلَ مُعينةً مع أساتذتهم تنعكس على نجاحهم، وغير ذلك من مشكلات المرحلة الجامعية، لكن يوجد في مقابل ذلك أيضًا طلبة يجتازون تلك العقبات، ويُحققون النجاح المطلوب، بإصرارهم، وثقتهم بقدراتهم، وإنَّ عدَد هؤلاءِ أكبر بكثيرٍ مِن الحالات الأخرى التي ذكرتَها. وإنك يا بُني تمتلك قدراتٍ وإمكاناتٍ ليستْ بالقليلة، بدليل تحقيقك نجاحًا يتمَنَّاه كثيرون في امتحانات الثانوية العامة، رغم ما أشرت إليه مِن ظروفٍ وتحدياتٍ صعبةٍ بالنسبة إليك، فنصيحتي لك أن تستثمرَ تلك القدرات، وتكتشف الكثير مما لاشك أنك تمتلكه، وتذكَّر أنك لو اتخذتَ قرارًا بالتحدي والإصرار على مُواصَلَة الدراسة، ومُواجَهة أي عقبة لمدة ثلاث سنوات فقط، وقمتَ بذلك فعلًا، فإنك لن تفوزَ بالتخرج في هذه الكلية وحسب، بل إنك ستُمَرِّن نفسك على إطلاق طاقاتك وقُدراتك في مُواجَهة أي نوعٍ مِن التحديات التي لا شك أنك ستُواجهها في مراحل الحياة الأخرى. وأخيرًا، أدعو الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كله، وينزلَ عليك السكينة والرحمة، وينفع بك، وسنكون سعداء بسماع أخبارك الطيبة لاحقًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |