|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() وتطالبون بمسابقات لملكات الجمال! أ. عاهد الخطيب في عصر الانفتاح الإعلامي الذي نعيشه الآن، ونرى الكثير من إيجابياتِه؛ علينا في المقابل تحمُّل بعضِ سلبياته؛ كتلك التي يُتحِفُنا بها بعض نجوم الإعلام العربي الجدد، أو القُدامى المتجدِّدين، من أصحاب المواهب المتعددة، الذين أصبحوا يُعطُون المشاهِدين محاضراتٍ في مواضيعَ شتَّى، ضمن هذا النظام الإعلامي الجديد، الذي صار فيه مُقدِّم البرنامج المحاوِرَ الأبرز والأهم في كل المجالات السياسية، والاجتماعية، والدينية، والعسكرية، ويتفوَّق على ضيوفه أحيانًا، فهناك مِن هؤلاء وضيوفهم مَن يُطالبون العربَ بالمشاركة في مسابقاتِ ملكات الجمال العالمية، التي تجري كلَّ عام، واستضافتها وتنظيمها في بلدانهم، ويَرَوْن فيها مظهرًا من مظاهر تقدُّم الشعوب ورُقيِّها، ومقياسًا حضاريًّا للأمم. على هؤلاء قبل المُضِي قدمًا في الدعوة لإقامة مسابقة كهذه، أن يستَمِعوا جيدًا لوجهة النظر المعارِضة بشدةٍ، والتي هي - في تصوري - تُمثِّل أغلبية الشعوب، بل أكاد أجزم بأنها أغلبيةٌ ساحقة، تلك التي لا ترغَبُ في أن تُنظم هذه المسابقات في بلدانهم ولفتياتهم، وإن لم يقتَنِعوا فلْيَسْتفتوا الناس قبل أن يأتي الوقت الذي قد يُفرَض عليهم فيه مثل هذا الأمر. مجتمعاتُنا الإسلامية والعربية المحافظة تَرفُض هذه الأفكار جملةً وتفصيلًا؛ لثلاثةِ أسباب أساسية: أولها: أننا شعوب غالبيتُها مسلمة، وشريعتنا تحرِّمها، بل إنها تفرِض على فتياتنا الحجاب، فكيف تستقيم مسابقةٌ كهذه مع ذلك؟ وثانيها: أننا شعوب شرقية محافِظة، بأقلياتنا الدينية الأخرى غير المسلمة، في عاداتها وتقاليدها؛ وعليه فإنه لا مكان في قاموسِ ثقافتِنا لمثل هذه المسابقاتِ المُنافية لقِيَمنا وأخلاقنا. وأما السبب الثالث: فهو الحالة الراهنة للأمَّة العربية، فما تشهَدُه الساحة العربية من نزاعاتٍ وحروب، وتشريد وويلات، يكفيها وزيادةً عن الالتفات لقضايا هامشية كهذه، وآخر ما تحتاجه الشعوب مثلُ هذه المسابقات، التي ستَظهر من خلالها فتياتُنا على شاشات التلفاز ليَعْرِضن وجوهَهن الجميلة، ويستَعرِضْن أجسادَهن الرشيقة، ليُشاهِدها القاصي والداني، ليرسمن صورة ظاهرُها جميلٌ، ولكنها في جوهرِها قبيحةٌ ومسيئة، عدا ما يجري خلف الكواليس في هذه المسابقات من أمور أخرى عظيمة، لا يمكن لفتاة عربية أن ترتضيَه لنفسها، بصرف النظر عن دينها وحجابها، وأقول لمن لا يُصدِّق هذا، أو يرى فيه مبالغة، بأن كل ما عليك عمله هو أن تُجرِيَ بحثًا في الإنترنت عن فضائح المرشَّح الجمهوري للرئاسة الأمريكية؛ ليجدَ أن أبسط ما كان يقوم به السيد "ترامب" من خلال رعايته لمسابقات ملكات الجمال - باعترافه - الاستمتاع بمشاهدة أجساد المتسابقات أثناء تغيير ملابسهن بين العروض، ويتشدق في لقاءات سابقة بأن المتسابقات كنَّ يَعرضن عليه أنفسَهن، فلا يمكنه رفضُ طلبات صاحبات مثل هذا الجمال، وغير ذلك الكثير. ليست أي فتاة بحاجةٍ أن تُرِي الآخرين تفاصيل الجمال في وجهها وجسدها ومفاتنها؛ ليُمتِّعوا أبصارَهم به بالحرام تحت أي عنوان؛ فهي لم تُخلَق من أجل ذلك، يكفيها ويسعدها أن تدَّخِر جمالها هذا لشريكِ عُمرها بالحلال، وكل فتاة ملكةٌ في بيتها - دون منازع - برقَّتها وأنوثتها، وبخُلُقها مع زوجها قبل جمال شكلها، وملكةٌ بما تمتلكه وتُقدِّمه بسخاءٍ من عطف وحنان لأولادها ومَن تحت رعايتها، بيتُها هو مملكتُها الحقيقية لتبدعَ فيها كما تشاء، وحَسْبُها رضا الله عنها ورضا قاطنيه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |