أصبحت مسؤولة عن أسرتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 179 - عددالزوار : 16344 )           »          طريقة تحميل نسخة من سجل محادثاتك مع ChatGPT (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          4 طرق لحظر المكالمات المزعجة على أندرويد وآيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيفية استخدام أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة ليوتيوب فى مقاطع shorts (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ما وجه المقارنة بين 4 iPhone SE وهاتف iPhone 15؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حذف حسابك على فيسبوك نهائيًا؟.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          هل الذكاء الاصطناعي يزيد من غباء الإنسان؟.. دراسة تجيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيفية منع الآخرين من تنزيل إنستجرام ريلز الخاص بك.. اعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          جوجل تضيف علامات مائية لـ الصور المعدلة بالذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كيفية حماية نفسك من تهديدات هجمات الذكاء الاصطناعى الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-05-2021, 05:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,686
الدولة : Egypt
افتراضي أصبحت مسؤولة عن أسرتي

أصبحت مسؤولة عن أسرتي


أ. شروق الجبوري





السؤال



ملخص السؤال:

فتاة تشكو مِن كِبَر المسؤولية الحياتيَّة عليها، وعدم اهتمام أمها بمشاعرها واحتياجاتها، مما جعَل تفكيرها كله سلبيًّا.



تفاصيل السؤال:

أنا فتاة في الثلاثين مِن عمري، نشأتُ في أسرةٍ متحابة، وأنا الكُبْرى، تعلَّمتُ المسؤولية، وتعلَّمتُ كيف أكونُ أمًّا، والحمدُ لله نجحتُ في ذلك.




توفِّي والدي، وانقلبتْ حياتي رأسًا على عقِب، وتعثرتْ حياتنا المادية، وتخلتْ عنا عائلتُنا، وأصبحنا فريسةً لعالَم لا يرحَم.




أصبحت المسؤولية مضاعفةً عليَّ، وصرتُ بين يومٍ وليلةٍ أختًا وأمًّا وأبًا، بل المشكلة الكبرى أني أقوم بدور أبي المتناقض مع شخصيتي الوديعة الهادئة، أصبحتُ أخرُج لحماية إخوتي وقضاء مصالحهم، وأواجه مجتمعًا لا يَرْحَمُ، إلا أنني اكتسبتُ شخصيةً قويةً لا تخاف مِن شيءٍ سِوى خالقِها.




تغيَّرتْ والدتي بعد وفاة أبي، وأصبح همُّها جمع المال، فإذا وجد المال أصبحتْ سعيدة، وإذا قلَّ أو انعدم وجودُه ثارتْ في وجهي واكتأبتْ، ومن ثَم زاد دوري ومسؤوليتي، وأصبح واجبًا عليَّ التخفيف عنها، بل أصبحتْ قيمتي عندها عبارة عن أداة لتوفير المال، فلا تسأل عن حاجتي العاطفية، ولا عن رغباتي، حتى إن كنتُ مريضة لا تحنُّ ولا تشفق عليَّ مثل بقية إخوتي، بل تُؤثِر إخوتي عليَّ وتُدَلِّلهم.




كنتُ وما زلتُ أبرر تصرفاتها بأنها تراني الكبرى، ولا أحتاج لأي اهتمام أو سؤال بحكم أنني متحمِّلة المسؤولية، لكن الحقيقة أني أصبحتُ شجرةً جفَّتْ عروقُها، ومِن داخلي أتمنى الارتواء، أتمنى أن يَرعاني أحدٌ، أتمنى مَن يَسمعني، وحاولتُ الانشغال بالعمل والدراسة والحمدُ لله نجحتُ!




أصبحتُ أداةً للمال، وهذه قيمتي عند أمي، فإن وفَّرتُه رَضِيَتْ عني وإلا سخطتْ عليَّ، أصبحتُ لا أثق في أحدٍ، وفقدتُ معنى الحب بصدقٍ مِن غير أي مصلحة مادية.




وصلتُ إلى مرحلة النِّفاق مع الناس؛ أبتَسِم وأضْحَك مع الجميع، لكن في داخلي حزنٌ شديد، حتى أصبحتُ لا أثق فيمن يتقدَّم للزواج لأنه سيكون طامعًا في راتبي، يأخذ راتبي ويقضي حاجته مني ثم يَتْرُكني!




أعرف أن تفكيري سلبي، لكن لا أعرِف ماذا أفعل؟!


الجواب



ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يَسُرُّنا أن نُرَحِّبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.




رغم تفهُّمي الكبير لحُزنك على فراق والدك - رحمه الله تعالى - وما تَرَتَّب على رحيله مِن صعابٍ أثْقَلَتْ كاهلك، وأحدثتْ تغيُّرات في سياقاتِ حياتك من الناحيتين الأسرية والاقتصادية، لكني سأبدأ وأنتهي بالتغيُّرات الإيجابية العديدة التي ترتبتْ أيضًا على هذا الأمر، فالتسليمُ بقضاء الله تعالى هو مِن سمات المؤمنين، وأحسب أنك منهم، بل أستشفُّ مِن سياق رسالتك أنك تعاملتِ مع التغيُّرات والصعاب التي ترَتَّبَتْ على هذا القضاء بحكمةٍ وشجاعةٍ وحُسنِ تدبيرٍ، ولم تستسلمي أو تنكَسِري بسبب تلك الظروف، كما فعَل ويَفْعَل كثيرون مِن الذين يُبَرِّرون سلوكيات الإنحراف أو الإدمان أو انتكاساتهم النفسية.




فرغم أنَّ للصعاب طعمًا مرًّا قد يطول أمَدُه، إلا أن جانبَها المُشرق يَكْمُن في كونها تُصبح سببًا يَكشِفُ للإنسان قدراته الكامنة، ويُريه أوجُه القوة في شخصيته التي لم يكنْ ليستدلَّ عليها أو يتوقعها دون تلك الظروف.




فلولا تلك الظروفُ لما شعرتِ بالرضا الذاتي والثقة بالنفس التي يَعْكِسُها وصفك للتغيُّر الذي أصاب شخصيتك بقولك: (إلا أنني اكتسبتُ شخصيةً قويةً لا تخاف مِن شيء سِوى خالقِها).




بل إنَّ هذه الظروف كشفتْ أن لديك مهارات فكريةً إيجابية تُساعدك على مواجَهة المشكلات التي تُصادِفك بأسلوبٍ سليمٍ يَجعل من المصاعب الحياتية والآلام النفسية دوافعَ للإنجاز والنجاح، وهو ما أجد أنك قمتِ به مِن خلال إشغال نفسك بالعمل والدراسة، بل وانشراح نفسك لذلك، وهو ما تُشير إليه عبارتك: (حاولتُ الانشغال بالعمل والدراسة والحمدُ لله نجحتُ).




كما أجد أنك يا عزيزتي تُجيدين الاستئناس بِنِعَم الله تعالى عليك في وجود الرفقة الصالحة المُحبة التي تُكِنُّ لك المودَّة، والتي هي مِن النِّعَم التي يتمنَّاها كثيرون، لا سيما في العالم الذي وصفتِه بأنه: (لا يرحم).




ولذلك، فإني أنصحك يا عزيزتي بأن تلتمسي العُذر لوالدتك؛ لأنَّ مُصابها ليس بالأمر اليسير، واعلمي أن شعورها بالقلَق والخوف مِن المستقبل على إخوتك أكبر بكثير مما قد تُبديه لك، فربما يُشعرها نجاحك بشيء من الطمأنينة تجاهك، لكن خوفها مِن قدرة باقي إخوتك في الاعتماد على أنفسهم كبيرٌ حتى يتأهلوا لذلك، كما أن الظروف القاسية التي تمرُّ بالإنسان تزيد مِن حساسيته وشدّة عصبيته، ولا سيما مع تقدُّم عُمره.





وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كله، وما بينك وبين أمكِ وإخوتك



ويُنعم عليكم بالسعادة والرزق الوفير



وسنكون سُعداء بسَماع أخبارك الطيبة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]