الرد المبين على من يطعن في عائشة أم المؤمنين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 1107 )           »          خمس عشرة فائدة في الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وقفات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 10977 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 11866 )           »          حفر قناة السويس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          وِرْدُ الخَيْر أدعيةٌ وأذكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مع نبيين : هارون وموسى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ضوابط العمل .. الاخلاص ، والموافقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فلسفة حجاب المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-04-2021, 02:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,223
الدولة : Egypt
افتراضي الرد المبين على من يطعن في عائشة أم المؤمنين

الرد المبين على مَن يطعن في عائشة أمِّ المؤمنين

الشيخ صلاح نجيب الدق

الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة، وهو الحكيم الخبير، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله ربُّه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ أما بعد:

فإن الرد بطريقة علمية قوية على الحاقدين على الإسلام، الذين يطعنون في ريحانة بيت النبوة، أم المؤمنين؛ الصديقة عائشة رضي الله عنها - إنما هو في الحقيقة دفاعٌ عن شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفاع عن الإسلام جملة وتفصيلًا، وسوف نذكر بعض الشُّبُهات والطعون التي أثارها الحاقدون على الإسلام ضد الطاهرة العفيفة أمِّ المؤمنين عائشةَ زوجةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونذكر الرد على هذه الشبهات والطعون، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

الشبهة الأولى:
قال الطاعنون: "أذاعت عائشةُ سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم".

الرد على هذه الشبهة:
الرد من وجهين:
ثبت في الصحيح عن عمر أنهما عائشة وحفصة.

روى الشيخان عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: ((لم أزَلْ حريصًا على أن أسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]، فحججتُ معه، فعدل وعدلت معه بالإداوة (إناء)، فتبرز حتى جاء، فسكبتُ على يديه من الإداوة فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، مَنِ المرأتان مِن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]؟ فقال: وا عَجَبِي لك يا ابن عباس، عائشةُ وحفصة))؛ [البخاري حديث: 2468، مسلم حديث: 1479].

أولًا: هؤلاء الطاعنون يعمدون إلى نصوص القرآن التي فيها ذكرُ ذنوبٍ ومعاصٍ بيِّنة لمن نصت عنه من المتقدمين، يتأولون النصوص بأنواع التأويلات، وأهل السنة يقولون: بل أصحاب الذنوب تابوا منها، ورفع الله درجاتهم بالتوبة، وهذه الآية ليست بأَوْلَى في دلالتها على الذنوب من تلك الآيات، فإن كان تأويل تلك سائغًا، كان تأويل هذه كذلك، وإن كان تأويل هذه باطلًا، فتأويل تلك أبطل.

ثانيًا: بتقدير أن يكون هناك ذنبٌ لعائشةَ وحفصة، فإنهما قد تابتا منه، وهذا ظاهر؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]؛ فدعاهما الله تعالى إلى التوبة، فلا يُظَنُّ بهما أنهما لم يتوبا، مع ما ثبت من علوِّ درجتهما، وأنهما زوجتا نبينا في الجنة، وأن الله خيَّرهن بين الحياة الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترْنَ الله ورسوله والدار الآخرة؛ [منهاج السنة لابن تيمية، ج: 4، ص: 313، 314].

الشبهة الثانية:
قال الطاعنون: "قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: ((إنكِ تقاتلين عليًّا، وأنتِ ظالمة له))".

الرد على هذه الشبهة:
هذا الحديث وهو قوله لها: ((تقاتلين عليًّا وأنتِ ظالمة له))، فهذا لا يُعرَف في شيء من كتب العلم المعتمدة، ولا إسنادَ معروف له، وهو كذِبٌ قطعًا؛ فإن عائشة لم تقاتل ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنَّت أن في خروجها مصلحةً للمسلمين، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أَوْلَى، فكانت إذا ذكرت خروجها، تبكي حتى تبلَّ خمارها.

وهكذا عامة السابقين ندِموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندِمَ طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعين، ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في الاقتتال، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم؛ فإنه لما تراسل عليٌّ وطلحة والزبير، وقصدوا الاتفاق على المصلحة، وأنهم إذا تمكنوا، طلبوا قتلة عثمان أهلَ الفتنة، وكان عليٌّ غيرَ راضٍ بقتل عثمان ولا معينًا عليه، كما كان يحلف فيقول: "والله ما قتلت عثمان، ولا مالأتُ على قتله"، وهو الصادق البارُّ في يمينه، فخشيَ القتلة أن يتفق عليٌّ معهم على إمساك القتلة، فحملوا على عسكر طلحة والزبير، فظن طلحة والزبير أن عليًّا حمل عليهم، فحملوا دفعًا عن أنفسهم، فظن عليٌّ أنهم حملوا عليه، فحمل دفعًا عن نفسه، فوقعت الفتنة بغير اختيارهم، وعائشة رضي الله عنها راكبة، لا قاتلت، ولا أمرت بالقتال؛ [منهاج السنة لابن تيمية، ج: 4، ص: 316، 317].

الشبهة الثالثة:
قال الطاعنون: "خالفت عائشة أمر الله في قوله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]".

الرد على هذه الشبهة:
عائشة رضي الله عنها لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، والأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة، أو خرجت مع زوجها في سَفْرَةٍ، فإن هذه الآية قد نزلت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سافر بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، كما سافر في حجة الوداع بعائشة رضي الله عنها وغيرها، وأرسلها مع عبدالرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم، وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية؛ ولهذا كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحججن - كما كُنَّ يحججن معه - في خلافة عمر رضي الله عنه وغيره، وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان أو عبدالرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزًا، فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين، فتأولت في ذلك؛ [منهاج السنة لابن تيمية، ج: 4، ص: 317، 318].

الشبهة الرابعة:
قال الطاعنون: "إن عائشة خرجت في ملأ من الناس تقاتل عليًّا على غير ذنب".

الرد على هذه الشبهة:
هذا كذب على عائشة رضي الله عنها؛ فإنها لم تخرج لقصد القتال، ولا كان أيضًا طلحة والزبير قصدهما قتال عليٍّ، ولو قُدِّرَ أنهم قصدوا القتال، فهذا هو القتال المذكور في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: 9، 10]، فجَعَلَهُم مؤمنين إخوةً مع الاقتتال، وإذا كان هذا ثابتًا لمن هو دون أولئك المؤمنين، فهم به أَوْلَى؛ [منهاج السنة لابن تيمية، ج: 4، ص: 321، 322].

الشبهة الخامسة:
قال الطاعنون: "إن عائشة كانت في كل وقت تأمر بقتل عثمان، وتقول في كل وقت: اقتلوا نعثلًا، قتل الله نعثلًا، ولما بلغها قتله فرحت بذلك".

فائدة:
نعثل: اسم يهودي عظيم اللحية في المدينة، فشُبِّهَ عثمان به، وسُمِّيَ به.

الرد على هذه الشبهة:
الرد من عدة وجوه:
أولًا: أين النقل الثابت عن عائشة بذلك؟.

ثانيًا: المنقول الثابت عن عائشة يكذِّب ذلك، ويبين أنها أنكرت قتل عثمان، وذمَّت مَن قتله، ودعت على كل مَن شارك في قتل عثمان رضي الله عنه؛ [منهاج السنة لابن تيمية، ج: 4، ص: 329].

(1) روى ابن سعد عن الأعمش عن خيثمة عن مسروق عن عائشة، قالت حين قُتل عثمان: ((تركتموه كالثوب النقيِّ من الدَّنَسِ، ثم قربتموه تذبحونه كما يُذبح الكبش، هلا كان هذا قبل هذا؟ فقال لها مسروق: هذا عملكِ، أنتِ كتبتِ إلى الناس تأمرينهم بالخروج إليه، قال: فقالت عائشة: لا والذي آمن به المؤمنون، وكفر به الكافرون، ما كتبتُ إليهم بسوداءَ في بيضاءَ، حتى جلست مجلسي هذا، قال الأعمش: فكانوا يَرَون أنه كُتب على لسانها))؛ [إسناده صحيح، الطبقات الكبرى لابن سعد، ج: 3، ص: 60].

(2) روى البخاري في التاريخ الكبير عن طلق بن خشاف، قال: ((قُتل عثمان، فتفرقنا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نسألهم عن قتله، فسمعت عائشة قالت: قُتل مظلومًا، لعن الله قَتَلَتَهُ))؛ [إسناده حسن، التاريخ الكبير للبخاري، ج: 4، ص: 358، حديث: 3137].

(3) روى أحمد عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تقول (في فتنة مقتل عثمان): ((يا ليتني كنت نسيًا منسيًّا، فأما الذي كان من شأن عثمان، فوالله ما أحببتُ أن يُنتهَكَ من عثمان أمرٌ قط إلا انتُهك مني مثله، حتى لو أحببتُ قتله قُتلت، يا عبيدالله بن عدي، لا يغرنَّك أحد بعد الذي تعلم، فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم النفر الذين طعنوا في عثمان، فقالوا قولًا لا يُحسِن مثله، وقرؤوا قراءةً لا يُحِسن مثلها، وصلوا صلاةً لا يصلى مثلها، فلما تدبرت الصنيع، إذًا والله ما تقاربوا أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أعجبك حسنُ قولِ امرئ، فقل: ﴿ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105]، ولا يستخفنك أحد))؛ [حديث صحيح، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج: 1، ص: 462، حديث: 750].

ثالثًا: ثبت أن عائشة رضي الله عنها قد روت أحاديثَ في فضائل عثمان بن عفان.
(1) روى مسلم عن عائشة قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيتي كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذِنَ له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذِنَ له وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوَّى ثيابه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدث، فلما خرج، قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتشَّ له ولم تُبالِهِ، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسوَّيْتَ ثيابك، فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))؛ [مسلم حديث: 2401].

(2) روى الترمذي عن النعمان بن بشير عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا عثمان، إنه لعل الله يقمِّصُك قميصًا، فإن أرادوك على خلعه، فلا تخلعه لهم))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2923].

(3) روى ابن ماجه عن قيس بن أبي حازم عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ((وددت أن عندي بعض أصحابي، قلنا: يا رسول الله، ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت، قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت، قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: نعم، فجاء، فخلا به، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه، ووجهُ عثمانَ يتغير، قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهِدَ إليَّ عهدًا، فأنا صائرٌ إليه، وقال عليٌّ في حديثه: وأنا صابر عليه، قال قيس: فكانوا يَرَونه ذلك اليوم))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 91].

الشبهة السادسة:
قال الطاعنون: "سمُّوا عائشة بنت أبي بكر الصديق أمَّ المؤمنين، ولم يسمُّوا غيرها بذلك".

الرد على هذه الشبهة:
هذا من البهتان الواضح الظاهر لكل أحد، ومن المعلوم أن كل واحدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يُقال لها: "أم المؤمنين"، وزوجات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هم: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وعائشة بنت الصديق أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وزينب بنت خزيمة، وأم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وصفية بنت حيي بن أخطب، وميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنهن أجمعين؛ قال الله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، وهذا أمر معلوم للأمة علمًا عامًّا، وقد أجمع المسلمون على تحريم نكاح هؤلاء بعد موته على غيره، وعلى وجوب احترامهن؛ فهن أمهات المؤمنين؛ [منهاج السنة لابن تيمية، ج: 4، ص: 366 – 369].


الشبهة السابعة:
قال الطاعنون: "سجَّل المؤرخون على عائشة بنت أبي بكر أنها لا تريد ذكرَ اسمِ علي بن أبي طالب".

الرد على هذه الشبهة:
الرد على هذا الكذب من وجهين:
أولًا: نحن نسأل هؤلاء الطاعنون: من هؤلاء المؤرخون؛ حتى نعرف من الصادق ومن الكاذب؟ وما المراجع التي اعتمدتم عليها في نقل هذا الكلام؟

ثانيًا: الثابت المعلوم لجميع الناس أن عائشة كانت تذكر عليًّا بكل خير.

روى مسلم عن شريح بن هانئ قال: ((أتيتُ عائشةَ أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب، فَسَلْهُ؛ فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألناه فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويومًا وليلةً للمقيم))؛ [مسلم حديث: 276].

الشبهة الثامنة:
قال الطاعنون: "إن عسكر عائشة لما أتَوا مدينة البصرة نهبوا بيت المال، وأخرجوا عامل الأمير عثمان بن حنيف الأنصاري مهانًا، مع أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

الرد على هذه الشبهة:
الرد من وجهين:
أولًا: هذه الأمور لم تقع برضا عائشة، ولا علمت بذلك، حتى إنها لما علمت ما جرى في حق عثمان بن حنيف، اعتذرت له واسترضته.

ثانيًا: مثل هذا وقع لعسكر علي بن أبي طالب مع أبي موسى الأشعري، فقد أحرقوا بيته، ونهبوا متاعه لما دخلوا الكوفة؛ [مختصر التحفة الاثنى عشرية للدهلوي، ص: 269].

الشبهة التاسعة:
قال الطاعنون: "روى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: ((ما غِرتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها))؛ [البخاري حديث: 3818، مسلم حديث: 2435].

الرد على هذه الشبهة:
أولًا: الغَيرة أمر طبيعي في النساء، ولا مؤاخذة عليهن في مثل هذه الأمور.

ثانيًا: لو صدر قول أو فعل مخالف للشرع نتيجة الغيرة، فلا بد من توجيه اللوم إلى المرأة التي صدر منها ذلك.

ثالثًا: روى النسائي عن أبي المتوكل عن أم سلمة: ((أنها أتت بطعام في صَحفة (وعاء) لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة متزرةً بكساء ومعها فِهرٌ (حجر)، ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة، ويقول: كلوا، غارت أمُّكم، مرتين، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة، فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صحفة أم سلمة عائشة))؛ [حديث صحيح، صحيح سنن النسائي للألباني، ج: 2، ص: 62].

في هذا الحديث لم يعاتبِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها ولم يوبِّخها، فكيف نسمح لأفراد الأمة أن يجعلوا أمهات المؤمنين هدفًا لسهام مطاعنهم؟ [مختصر التحفة الاثنى عشرية للدهلوي، ص: 270].

الشبهة العاشرة:
قال الطاعنون: "كانت عائشة تقول في آخر حياتها: قاتلت عليًّا، ووددت أني كنت نسيًا منسيًّا".

الرد على هذه الشبهة:
الرد من عدة وجوه:
أولًا: هذه الرواية غير صحيحة بهذا اللفظ، والذي صحَّ أن عائشة كانت تذكر يوم الجمل وتبكي بكاء شديدًا، حتى يبتل خمارها بالدموع، ندمًا على ذهابها إلى العراق؛ [مختصر التحفة الاثنى عشرية للدهلوي، ص: 270].

ثانيًا: كانت عائشة تحدِّث نفسها أن تُدفَن في بيتها، فقالت: ((إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثًا، ادفنوني مع أزواجه))، فدُفنت بالبقيع رضي الله عنها.

قال الإمام الذهبي: "تعني بالحدث: مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامةً كليةً، وتابت من ذلك، على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة، قاصدة للخير، كما اجتهد طلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وجماعة من الكبار رضي الله عن الجميع"؛ [سير أعلام النبلاء للذهبي، ج: 2، ص: 193].

ثالثًا: قال ابن أبي عتيق: قالت عائشة: ((إذا مرَّ ابن عمر، فأرونيه، فلما مر بها، قيل لها: هذا ابن عمر، فقالت: يا أبا عبدالرحمن، ما منعك أن تنهاني عن مسيري (أي: إلى العراق)؟ قال: رأيت رجلًا قد غلب عليكِ؛ يعني: عبدالله بن الزبير))؛ [سير أعلام النبلاء للذهبي، ج: 2، ص: 193].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 112.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 110.89 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.52%)]