|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تغيرت وأصبحت أكره من حولي أ. شروق الجبوري السؤال أنا فتاة أشعر بتغيُّر في حياتي؛ حيث أصبحتُ منعزلةً عن الآخرين، أخاف من الناس ومن الحديث أمامهم، قلقة جدًّا، أعاني مِن ضَعْفٍ عامٍّ في الجسم، وضعف في النظر، ولا أستطيع لبس النظارة؛ لأني أخجل من الناس، أشعر بالإحباط الشديد؛ لفَشَلي المتكرِّر في عدم التخلُّص من خجلي، أبكي كثيرًا في الآونة الأخيرة، لا أشعر بالأمان، أكره الاستحمام، فمن (9) شهور لم أستحم إلا مرة في الأسبوع! لا أثق في نفسي مطلقًا. لديَّ رهاب وخوفٌ اجتماعيٌّ، فإذا تكلمتُ تلعثمتُ ونسيت الكلام، أصبح لونُ أظافري بنفسجيًّا. قرأتُ عن المسِّ والسحر، وظننتُ أنه ربما مسَّني شيءٌ مِن هذا، أبحث كثيرًا عن أسباب ما أنا فيه، ومما قرأتُ: "أن الشيطان يجعلني أبحث عن العلاج في الإنترنت؛ حتى أتأخرَ عن العلاج"، فازددتُ خوفًا! صوت الأذان يرعبني، ولكني أردِّد في نفسي وقت سماعه: "هذا وقت الصلاة، أنا سعيدة وأحبُّ الصلاة"، أشعر أن الصلاة ثقيلة عليَّ! لا أشعر بحبِّ الله، ولا بلذَّة الطاعات، أشعر أنه لا فائدة مني في هذه الحياة، تحطَّمَتْ كل طموحاتي، واختفتْ كل مواهبي. مُشكلتي مع أهلي: • الإحساس بالغربة معهم، فنحن لا نتكلَّم كثيرًا، فكلُّ واحدٍ منَّا مَشْغول بنفسه وحياته، أكره والدي كثيرًا وأخافه، وأخجل منه، وأشعر أنه شخص غريب، ولا أحب النظر في وجهه، وإذا تحدثتُ معه أشعر برغبةٍ في البكاء، أبغض عائلتي كثيرًا؛ جدي، وجدتي. مُشكلتي مع الدِّراسة: • إحساس بالغربة قليلًا مع الصديقات، عدم الإحساس بالراحة، في الحصة أشعر بالكتمة والاختناق، لا بد أن أهز قدمي كثيرًا، مشتتة لا أستطيع التركيز على شيءٍ واحدٍ، بل أطوف بنظري في أرجاء المكان، وأنظر إلى أسفل، فهذا يريحني، لكنه لا يعجب المعلمات، أشعر بالملل والضيق أثناء بعض الحصص. • أكره المدرسة، لا أرغب في المذاكرة، وإذا ذاكرتُ أبكي، مع أني كنتُ من المتفوقات، ومن عشاق الدراسة، وكنتُ أستمتع بالمذاكرة، لكن الآن إذا جلستُ على المذاكرة، يتعب جسدي، وتؤلمني عظامي، لا أشترك في الجواب في الحصص، وربما مرة في العام، هذا إن شاركتُ! • أكره صديقتي المُقرَّبة، وجميع المعلِّمات، إذا لم أفهمْ شيئًا لا يُمكن أن أقولَ للمعلِّمة: لم أفهمْ؛ لأني ضعيفة أمامها. أنتظر ردكم، جزاكم الله خيرًا الجواب بسم الله الرحمن الرحيم ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نودُّ بدايةً أن نرحبَ بانضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونشكركِ على ذلك، سائلين المولى القدير أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ، وينفع جميع المسترشدين. كما أودُّ أن أُحيي ما لمستُه فيكِ من رغبةٍ صادقة في تجاوُز ما تجدينه مِن سلبيَّات فكريَّة وسلوكية لديكِ، وبأسلوب صائبٍ؛ بدليل إفصاحكِ عن عدم الرضا عن ذلك، واتِّصالكِ بنا كمُختصين لاستشارتهم، وبدليل محاولاتكِ السابقة عبر الإنترنت للبحْث عن علاجٍ، كما أشرتِ أنتِ، بالإضافة إلى عباراتٍ أخرى تضمَّنتْها رسالتكِ تُشير إلى اتسامكِ بذلك. عزيزتي، بادئ ذي بدء، أنصحكِ بضرورة مُراجعة طبيبٍ مختص في الغُدد والهرمونات؛ للقيام ببعض التحليلات الطبية، ومتابعة مستوى إفراز بعض الهرمونات لديكِ، إذ تضمنتْ رسالتُكِ بعض المؤشرات (الجسمانية) لديكِ؛ كالوهن، وضعف الوزن، وتغيُّر لون الأظافر، وقد يكون الخللُ وعدم الانتظام في إفراز بعض الغدد سببًا في تلك الأعراض، بالإضافة إلى أنها تسبِّب بعض المشاعِر السلبيَّة لدى الإنسان، ومنها بعض ما ذكرتِ. ويُعَد هذا الأمر الخطوة الأولى في العلاج، فبعد تخلُّصكِ من تلك المسببات، سيكون الأمرُ متاحًا أمامكِ لتغيير بعض المفاهيم لديكِ، والتي تشكَّلَتْ بسبب تفسيرات غير صائبة لما يُواجهك من مواقفَ، فعلى سبيل المثال لا الحصر: كرهك (مؤخرًا) لبعض مُعلماتكِ، والذي يبدو أنه جاء نتيجة عتابهنَّ عليكِ - ربما بأسلوبٍ غير مرضيٍ - لتراجُع مُستواكِ الدراسيِّ، بينما سيكونُ الردُّ الأمثلُ لمشاعرك تجاه تلك المعاتبات - مهما اختلف أسلوبها - هو القَبول والترحيب النفسي؛ لأنه يعكس (اهتمامهنَّ بكِ)، فإنكِ لو لم تمثِّلي في أنفسهنَّ تلك الأهمية لما عاتبوكِ، خاصَّة وأنَّ تراجُعكِ الدِّراسي لن يُقَلِّل من مرتباتهن، أو ينقصهنَّ ماديًّا. وكذلك الحال بالنِّسبة لتفسير مواقف أسرتكِ، فإنَّه سيكون مختلفًا حين تنظرين إليه من وجهةٍ أخرى أصوب مِن الأسلوب الذي تعْتَمِدين تفسيره الآن. ومِن الأخطاء التفسيريَّة الأخرى: • الاقتناع بكلِّ ما نقرؤُه أو نسمعُه على شبكة الإنترنت، أو غيرها، رغم زيف الكثير منها؛ كالمعلومة التي أشرتِ إليها في رسالتكِ: أن الشيطان يجعلكِ تبحثين عن العلاج عبر الإنترنت؛ حتى تتأخري عن العلاج! كما أنَّ مشاعرَ الغربة لديكِ تُجاه أسرتكِ والناس، هي أيضًا نتيجة ما عرضت لك من مسببات، وليستْ بسببِ مرضٍ نفسيٍّ أو اجتماعي بحْتٍ، بدليل تفاوُت شعوركِ في الغربة تُجاه أهلك عنه في شعورك تجاه صديقاتكِ، كما تضمَّنَتْه رسالتكِ بعبارة: "قليلًا مع الصديقات"، أمَّا عن شعوركِ بالارتياح عندما تهزين قدميكِ، فهو يشير إلى شعورٍ بالقلق يتم تصريفه بهذه الحركة المنمطة، كما يُشير ارتياحكِ بالنظر إلى الأسفل إلى عدم رغبتكِ في التواصُل مع الناس والابتعاد عنهم، وهي مَشاعر أرى أنكِ قد تعرَّفتِ على وجودها لديكِ، وهو أمر آخر يُحسَب لكِ. اعلمي يا عزيزتي أنَّ لديكِ طاقاتٍ وإمكانياتٍ كبيرةً في داخلكِ، بدليل تفوُّقك الدِّراسي - وإن تراجع لأسباب ما - وبإصراركِ على اجتياز ما تُعانين، رغم عدم توفيقكِ في المحاولات السابقة، وغيرها من أدلة يُمكن أن نستشفها من مضمون وسياق رسالتك؛ ولذلك فإنِّي أتمنى منك الأَخْذ بما ذكرتُه من إرشاداتٍ بعزمٍ وإصرارٍ منكِ، كما أتمنى منك المواظَبة على دعاء الله تعالى أن يكشفَ عنكِ ما تجدين؛ فالدُّعاء سلاحُ المؤمن. وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى: أن يصلحَ شأنكِ كله، ويفتحَ لكِ أبوابَ فضلِه، وينفعَ بك وسنكون سُعداء بسماع أخباركِ الطيِّبة مجددًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |