|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أكره الناس جميعًا، فهل أنا مريضة نفسيًّا؟ أ. شروق الجبوري السؤال أشعر دومًا بالحزن والانزعاج بدون سببٍ، أشعر بكره للآخرين، ولا أثق في أيِّ أحد. لا أهتمُّ ولا أحزن لمشاكل غيري؛ لاعتقادي أنني لا يمكنني مُساعدتهم، فلا فائدة مِن الشعور بالحزن والشفقة عليهم. لديَّ رغبة دائِمَة في البقاء وحيدة، لكن تحقيق ذلك مُستحيل؛ إذ دومًا أجِد عائلتي معي. لا أتمنَّى الموت، بل أتمنى أني لم أكن حضرتُ إلى هذا العالم مِن الأساس، مررتُ بتجاربَ سيئةٍ كثيرةٍ، رغم سني الصغير! وما يؤثِّر فيَّ أكثر عدمُ اهتمام أحدٍ مِن أهلي - أبي أو أمي - بمَشاكلي، ومدى تأثيرها عليَّ. قد أكون سعيدةً بشوشةً أمام الناس، لكن الحقيقة أنني مِن داخلي أحترق وأعَذَّب، لا أحبُّ الاجتماعيَّات، ولا الخروج للزِّيارات، ولا التنزُّه! إذا ظلَمني أحدٌ أو أغضبني لا أغضب منه، بل أُهمله تمامًا. فهل أنا مريضة نفسيًّا؟ وما مدى سوء حالتي وتأثيرها عليَّ؟ وهل هذه حالة مؤقَّتة؟ أو ستدوم معي؟ ومع العلاج؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم ابنتي الكريمة، السلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نودُّ بدايةً أن نرحِّبَ بانضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ، وينفع جميع المستشيرين. كما أودُّ أن أُحَيي ما لمستُه فيكِ مِن قدرةٍ على تقْييم ومُراجعة أسلوب تفكيركِ، وتوجُّهات مَشاعركِ، وسُلوككِ، ونقْدكِ لكلِّ ذلك بحياديَّة واتِّزانٍ، وكذلك رغبتكِ في تصحيح ما تجدينَه لديكِ مِن أخطاء، يبدو جليًّا عدمُ رِضاكِ عنها، وهي جميعًا سِمَاتٌ إيجابيَّةٌ تُحسَبُ لكِ، أتمنى منكِ تعزيزها في نفسكِ، واستثمارها في إحداثِ التصحيح الذي تنشدين - بإذن الله تعالى. عزيزتي، أستشفُّ مِن سياق رسالتكِ، وما ذكرتِه عن مشاعركِ وردود أفعالكِ - أنكِ فتاة (حسَّاسة) إلى حدٍّ بعيدٍ، وذلك جَعَلَكِ تتَّخذين مِن إخْفاء مَشاعركِ عن الآخرين، واللجوء إلى تبنِّيكِ قناعة ذاتية بعدم جدوى حُزنكِ لحزن الغير - دفاعاتٍ نفسيَّةً؛ للتَّخفيف مِن (شدة) شُعوركِ بالأَلَم، وربما تأنيب الضمير، تدعمها عدمُ الرغبة لديكِ في إظهار ما تعتقدينه ضعفًا؛ بسبب شدة تلك المشاعِر. كما أنَّ الخبرات السيئة التي تعرَّضتِ لها، والتي يتَّضح أنَّ أثرَها النفسيَّ ما زال يُؤلمكِ، قد أسهمتْ في زيادة مُستوى مُعاناتكِ، يُضاف إلى ذلك تأثيرات المرحلة العمرية التي تمرِّين بها، وما يُصاحبها مِن تغيُّراتٍ نفسيَّةٍ ومزاجيَّةٍ. ولذلك، فإنِّي أؤكِّد لكِ يا عزيزتي أنَّ الحالةَ التي تمرِّين بها الآن ليس لها علاقةٌ بأيِّ مرضٍ نفسي، بل هي مرتبطة بما عرضتُه من أسباب. وعليه، فإنها ستكون حالةً مؤقتة - بإذن الله تعالى، خاصَّة إذا ما تعاملْتِ مع تلك الأسباب بوُضوحٍ فكريٍّ، وعدم تأويل النتائج بغير مُسبباتها؛ فتزيد من المشكلة تأزُّمًا، وإذا ما عزمتِ على تجاوُز تلك المسببات، وهو ما لمستُ أنكِ تسعين إلى تحقيقه - بمشيئة الله تعالى. كما أتمنى منكِ أيضًا أن تتفهَّمي الاختلاف في المراحل العمرية بينكِ وبين والديكِ، وأنَّ رؤيتهما للأمور التي وصلا إليها بعد خبراتٍ وتجاربَ حياتيَّةٍ طويلةٍ، هي التي تقف وراء أفكارهما، فما ترينه اليوم كبيرًا قد تكتشفين بعد سنوات أنه أصغر حجمًا مما اعتقدتِ؛ ولذلك فإنَّ تفهُّمكِ لأسباب الاختلاف في الرؤى، وتقبُّلكِ لها ذاتيًّا وسلوكًا، سيضيف إليكِ سمةً إيجابيةً أخرى، تضيف إلى شخصيتكِ وفكركِ نضجًا وارتقاءً. كذلك أنصحكِ بالتعرُّف على الهِواية التي تجدين في نفسكِ ميلًا إليها، واعمدي إلى ممارستها قدْر استِطاعتكِ؛ فهي إحدى السبُل التي تُساعدكِ كثيرًا في تصريف المشاعر السلبيَّة وتفريغها، سواء كان ذلك في الرسم أو الكتابة أو الرياضة، وما نحو ذلك. وأخيرًا أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى: أن يُصلحَ شأنكِ كله، ويفتحَ لكِ أبواب الخير، وينفعَ بكِ، وتواقون لسماع أخبارك الطيِّبة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |