المراهقة والحب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058405 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326895 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2021, 06:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي المراهقة والحب

المراهقة والحب


أ. أسماء حما


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين.
بُنَيَّتي في الرابعة عشرة من العُمر، واسطة عقد بين وَلَدين، ارْتَدَت الحجاب في سنِّ الثامنة؛ حبًّا منها، وتقليدًا لأُمِّها، وجاءَها الحَيْض في سنِّ التاسعة، جادَّة في دراستها، مُتفوِّقة في جُل المواد، العلمية منها والأدبيَّة، لها شخصية قوية (في ظاهرها)، تتَّسم بالعناد، وتُطالب دومًا بالحرية والاعتبار، وجَدتُها تحبُّ الرسم، فشَجَّعتُها على ذلك، لكني وجَدتُ كلَّ رسومها تدور حول موضوع واحد: "لباس البنات بطريقة غربية، تنورات قصيرة، وسراويل ضيِّقة"، فَفَهِمت من ذلك أنها في حرب نفسيَّة مع حجابها، رغم أنها تشتري جُلَّ لباسها من محلات الماركات المشهورة.
وتَبْدَأ المشكلة في الظهور، بدَأَت الطفلة المراهِقة تُكثِر من رسم القلب الذي يَخترقه سهمٌ، وما يَحمله هذا الرسم من معنًى، ويَظهر عليها شرودٌ وهَمٌّ ثقيل، تُحاول إخفاءَه بتصرُّفات غريبة، أصبَحتْ تهتمُّ كثيرًا بمظهرها الخارجي، وتُكثِر من الاتصال بزميلاتها، ولاحَظتُ بعض العبارات الغريبة في صفحة (facebook) الخاصة بها، عندها بدَأت أشكُّ، فسألتُها مُلَمِّحًا أني أنا أبوها، وأعرف الكثير عنها، لكنَّها أنكَرَت وجود أيِّ شيء، وتظاهَرت بالاهتمام بالكلام الذي قلتُه، وتتَّضح الصورة عندما تقرأ الأمُّ مذكرات ابنتها، فتَجدها تتحدَّث عن العِشق والهوى منذ أربع سنوات خَلَت؛ أي: في سن العاشرة، ولَم يكن حديثها مجرَّد أحلام وأوهام، بل حديث عن علاقات مع صبيان من فصلها، لَم تكن علاقات سريَّة، بل علاقات مُعلنة، يَعرفها الكثير من الصِّبيان والفتيات، حديث عن العشق والهوى، بكلمات لَم نَعتَد سماعها في بيتنا، وحديث عن التنافُس بين الفتيات الغارقات في أوهام العشق، والتنافس في اجتذاب الصِّبية (الفرسان).
هنا اخْتَلَطت عليّ الأوراق، ولَم أَعُد قادرًا على التفكير فيما يجب عليّ أن أفعلَه.

أرجو أن أكون قد عرَضتُ أهمَّ التفاصيل، وأطلب منكم المساعدة في حَلِّ هذه المُعضلة، وجزاكم الله أحسنَ الجزاء.


الجواب
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله.
نرحِّب بك في موقعنا الألوكة، ونسأل الله أن نكون عند حُسن ظنِّك وظنِّ الإخوة القُرَّاء.

الفتاة في مرحلة المراهقة تُصبح أكثر اهتمامًا بجمالها ومظهرها ومَلبسها، ويبدو هذا جَليًّا من خلال اختيارها لهندامها الذي ترغب أن يكون مميَّزًا، وأن تَجذب به الأنظار.
وحتى تكون راضية عن نفسها وواثقة، يجب أن تُتركَ لها حرية الاختيار مع المُراقبة والتوعية من قِبَل الأهل، وكيلا تُسيء الاختيار.
عالَم الفتيات المدرسي مَلِيء بأشياء كثيرة وعجيبة؛ فهناك التفاخر والتنافس والمظاهر، فكيف تجعل فتاتك تعيش وسط تلك الأجواء ولا تتأثَّر بالسيِّئ منها، هذا يتطلَّب أن تكون مُطَّلعًا على ما يحدث في الساحة من تلك المظاهر، فإذا لَم تكن مُطَّلعًا، يجب أن تسألَ المُدَرِّسات عن حال الطالبات، وما الذي يَجذب اهتمامَهُنَّ؟ وكيف تتأثَّر الأُخريات ببعضهنَّ؟ ومَن يُرَوِّج لتلك المظاهر؟ وما هي الحلول التي يُعْمَل بها في المدارس للخروج من تلك المآزِق؟
من الأشياء التي يجب أن يَنتبه لها الأهل، وأن تُزرع في نفوس الفتيات: أن العالَم من حولنا يَعِجُّ بالحَسن والسيِّئ، وأن الإنسان الموفَّق هو الذي يحافظ على دينه وعاداته وتقاليده، دون أن يكون عُرضة لكلِّ صيحة أو صرخة تؤثِّر عليه، وأنَّ أكثر الناس فَهمًا لتلك الأشياء السيئة والحسنة، هم الذين عرَكتهم الحياة، ولهم تجاربُ فيها، وأحرصُ الناس على مصالح أبنائهم هم آباؤهم؛ لذا عندما تُواجِهنا بعضُ الشكوك أو الخيارات التي يَصعب علينا أن نُميِّز الحق والباطل فيها، فيجب علينا أن نعودَ إلى مَن هم عونٌ لنا بعد الله، وهم الوالدان والمُقرَّبون من الأخوات والإخوان والصالحين.
تعريف الفتاة بالحلال والحرام، وأنَّ الله حلَّل للمرأة أن ترتدي ما تشاء من اللباس لزوجها، ولا تستطيع ارتداءَه للآخرين، ثم زَرْع الرقابة الذاتية في نفس الفتاة - يُحرِّك فيها الخوف من الله في كلِّ وقتٍ وفي كلِّ حين؛ فالأُمُّ قد تَغفُل، والأب قد يَنشغل، والأخ قد يَلهو، ولكن يبقى الله - سبحانه وتعالى - السميع العليم البصير، هو الرقيب على كلِّ شيءٍ.
فإذا كان حجابها قد جاء في عُمرٍ مُبكِّر، ولَم تَسبقه توعية وإيضاح لأهميَّة الحجاب ووجوبه على البالغة، فلرُبَّما ولَّدَ ذلك في نفسها نوعًا من الكَبْت، فعبَّرت عنه بالرسم.
المراهقون عمومًا يحبون التقليد والإطراء، وجَذْب الأنظار، فلا بد أنها تسمع مدحًا وإطراءً لمن يرتدي هذا اللباس من الزميلات.
وقد تكون رسوماتها تشخيصًا لرغبات، وقد تكون إسقاطًا للواقع الذي تُشاهده من حولها؛ لذا لا بد من جِلْسة مصارحة بين البنت ووالدها أو والدتها، والتحدُّث إليها عن حال الفتيات في المجتمع ولباسهنَّ، وتوضيح الفرق بين المرأة المسلمة المُعتزة بهُويَّتها وبين مَن سواها من النساء، مع ملاحظة تعبيرات البنت وإيحاءاتها التي ستَظهر إن كانت هناك رغبة مكبوتة، أو هو مجرَّد إسقاط للواقع المُشاهَد.
بعد ذلك، لا أجد ضررًا في أن ترسمَ، وأن تُعبِّر عن كلِّ ما يَختلج في أعماقها ورُوحها الشفَّافة بالرسم والكتابة، مع مداومة تذكيرها بأنَّ المرأة المسلمة مُحتشمة، ولا ترتدي هذا اللباس إلاَّ أمام الزوج.
أمَّا عن الحب في سنِّ المراهقة، فهو يختلف من شخصٍ لآخر، والفتاة في هذه السن تريد أن تُحِبَّ وأن تُحَبَّ، فتحب أيَّ شخصٍ أمامها، وغالبًا ما يكون غيرَ مناسبٍ لها! وهذا يكون حبًّا مؤقَّتًا ينتهي بعد مدَّة؛ سواء كانت طويلة أم قصيرة؛ لذلك على الوالدين ألاَّ يُعَنِّفا ابنتهما إذا شعَرا أنها تَنجذب لأحد الأشخاص، ولكن يتحدَّثان إليها كثيرًا، ويُحاولان نُصحَها بغَضِّ بصرها وغَرْس مُراقبة الله بداخلها، وأنَّ النظرة الحرام يُمكن أن تُلقي بنا في جهنَّم، وشَغْل أوقاتها بحِفْظ القرآن والرياضة، ودورات تعليم الكمبيوتر واللغات، والرسم الذي تحبُّه وتُتقنه في أوقات الفراغ، وأقترح أن تُشركها في مسابقات للرسم على مستوى المدرسة أو الدولة؛ بحيث تَملأ وقتها، وتُحقِّق المزيد من الثقة والتقدير.

فتاتُك في هذه المرحلة تحتاج إلى أن تتكلَّم، وتُحدِّثَك بما في نفسها، فهناك خُطوات مهمَّة لتقول كلَّ ما في صدرها:
كن مُستمعًا جيدًا، تفاعَل معها بنظراتك وبجميع حواسِّك، لا تُقاطعها حتى تُنهي حديثها، ووافِقْها على كلامها، ثم أبْدِ لها رأيك بأسلوب رقيقٍ لطيف.
وعَلِّمها أن تكون صريحة معك في كافة أمور حياتها، وأنَّك تحبُّ أن تستمعَ إليها، وأنَّك - بخِبرتك وعُمرك - قد تستطيع حلَّ مشاكلها التي قد تقعُ فيها مع مَن حولها.
وإيَّاك ونظراتِ الشكِّ، وأيضًا إيَّاك والثقةَ بالشيطان، والتوازُن مَطلب في كلِّ إنسان، عَلِّمها أن لا أسرارَ بين العائلة، دَعْها تَفتح مخزن الصور في جوَّالك واللقطات المُخزَّنة فيه، دَعْها تَعْلم أن الإنسان يجب أن يكون واضحًا كالشمس، راسِلها ببعض اللقطات، ودَعْها تُراسِلك بمثلها؛ لتَعلم أنَّ العائلة الواحدة هي بقلبٍ واحد.
هناك خصوصيَّات لا تحبُّ الفتيات أن يتدخَّل أحدٌ فيها، ولا أن تفرضَ عليها، لا مانع في ذلك، بل يجب احترامها إذا كانت متوافِقة مع الشرع، أما إذا كانت تُخالف، فتَبيينُ الحق بأسلوب جميل، وتنبيه الغافلة بطريقة ليِّنة - هو المطلب.

حلُّ مشكلة الحب والمشاعر الفياضة:
- هديَّة مُخبَّأة وسط ملابسها، أو ملابس جديدة موضوعة بداخل دولابها، تلك الهدية لن تَنساها.
طَبْع قُبلة على خدِّها أثناء نومها، يَنشر بجسمها إحساسًا بالسعادة، وأعلم أنها سوف تحسُّ بها يومًا من الأيام، حتى وإن كانتْ مُغمضة العينين.
لا تَحرمها أنت ووالدتها الكريمة من الاحتضان، فبين كلِّ وقتٍ وآخر احْتَضِنْها عند سَماع خبرٍ سعيدٍ، أو إنجاز مُعيَّن.
عالِج أخطاءَها بالبحث عن المُسَبِّبات، لا بنَقْد الأفعال، فعندما تَلحظ عليها أيَّ تصرُّفٍ لا يُعجبك، ابْحَث عن مصدر هذا الفعل، ومن أين تَلَقَّتْه؟ وما هي دوافعه؟ فقد يكون خلفه أمور أعظمُ، تحتاج إلى إعادة بناءٍ وتصحيح.
على والدتها أن تتقرَّب من صديقاتها، وتسأل عنهنَّ، وتَجلس معهنَّ، وأنْ يَأْتِينَ لبيتكم؛ فذلك يَبني بينكم جسورَ محبَّةٍ وثقةٍ وأُلفة.
اتَّفِق مع صغيرتك أن تقوم بدعوة صديقاتها المُفَضَّلات على وجبة غداءٍ، وأن تقوم هي باختيار الأطعمة والإشراف على تحضير المائدة؛ فهذا سيُشعرها بجمال الأُخوَّة والحبِّ في الله الذي سيَشْغَل مساحة الفراغ في قلبها الصغير، ويُكسبها فرحًا وسعادة ونَشوةً.
على والدتها زيارتها في مدرستها، ومقابلتها أمام مُدَرِّساتها ومديرتها، وإظهار مدى فَخرها بها أمامهن، ومدى مُساعدتها لها في البيت، وعليها أن تَنفرد بأعضاء التدريس، وأن تسألَهم عن كلِّ ما يخصُّها؛ من سلوك، وتجاوُبٍ، وتعاونٍ.
في هذه المدة قد تجد الفتاة نفسَها أقربَ إلى صديقاتها من أمِّها أو أبيها، وذلك بحُكم السنِّ المتقاربة، فهنا يَحسُن بالأمِّ أن تتقرَّب إليها، وأن تكون بمنزلة صديقتها.
ضَعْ بين كُتبها ورقةً مكتوبًا فيها بعضُ عبارات الحبِّ والأُمنيات بالتوفيق؛ وذلك من أجْل أن تجدَها عند فَتْح دفاترها في مدرستها، ولتَكتبها بشكلٍ واضحٍ، وبخطٍّ جميلٍ.
إن كانت فتاتك تَملِك جهاز جوَّالٍ، فرسالة حبٍّ - تُرسلها لها أنت أحيانًا، ووالدتها أحيانًا أخرى - تُنعش قلبها، وتُنير بصرها، وتُشعرها بقَدْر المحبَّة التي تَجمعكما بها، واجْعَلاها مفاجأة بين كلِّ حينٍ وآخرَ.

وأولاً وأخيرًا، عليكم بالتوكُّل على الله والدعاء؛ فهو سببُ كلِّ نجاة، وهو الطريق إلى الصلاح، وهو النجاة من كلِّ كُربة، وسبيل كلِّ خير، إلى أن تمرَّ مرحلة المراهقة بخير وسلامٍ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.01 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]