البنيان الآمن والباب المتين! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         العلامة حسن الجبرتي والنهضة الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 17 )           »          تعقبات حول القبور المنسوبة للصحابة رضي الله عنهم في (بهنسا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من شيوخ القراء بدمشق الشيخ أبو الحسن الكردي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          استعانة الملك الصالح بالفرنجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترويض القريحة (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فصل الخطاب... فهم ثاقب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          قصة أم سلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          قصة البراء بن مالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الترجمة الصحيحة للقاضي أبي شجاع أحمد بن الحسن الأصفهاني صاحب متن أبي شجاع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الأرض المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2021, 01:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,527
الدولة : Egypt
افتراضي البنيان الآمن والباب المتين!

البنيان الآمن والباب المتين!


خالد بريه






﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].

بعدَ أن ذَكَرَ الله كوكبةَ النبوة، ومن سارَ على طريقتهم وهدْيهم، ذَكرَ الله مَن أتى بعدهم، وبيَّنَ بعضَ صفاتهم، وخصَّ (إضاعةَ الصلاة) بوصفها صفةً أُولى، (واتِّباعِ الشهواتِ) بوصفها صفةً ثانية، وقد جاءتْ نتيجةً لإضاعةِ الصلاةِ والتفريطِ فيها.

وإنَّ المتأملَ في هذه الآية القرآنية يتضحُ له أنَّ الخَلْفَ الذي جاءَ بعد مسيرةِ النبوة أضاعَ الصلاة؛ أي: فرَّطَ فيها وأهمَلها، ولم يُقمها على وجهها، وهي البنيانُ الآمِنُ الذي يلوذُ به الإنسان من أعاصيرِ الفتنِ والشهواتِ والانحرافات، ولهذا جاءَ اتباعُ الشهواتِ مباشرة بعدَ إضاعةِ الصلاة؛ لأنَّ البابَ كُسِر، ووجدَ الإنسانُ نفسَه بلا موعدٍ معَ السماء، انقطعَ حبلُ الرشدِ والهداية، الحبلُ الناظمُ لحياةِ الإنسان، ميزانُ الاتزانِ بينَ رغائبِ الدنيا ومتطلباتِ الرُّوح، فإذا ما ضاعَ كلُّ ذلك، طاشَ وتاه وغَرِقَ، واتَّبعَ الشهوات، وكفى بهذا الاتباعِ انحدارًا وسُفولًا، أوداه إلى (الغي) يومَ القيامةِ والحساب!

ومما يؤكدُ أنَّ الصلاةَ (بابٌ متين)، يمنعُ دخولَ الظلامِ والتيه على قلبِ الإنسان، كما أنها الحامي لقلعةِ القيم، وهي علامةُ الاستقرارِ والثبات، فقد ذَكَرَ الله ذلكَ بوضوح في قوله جل في علاه: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، تَمنعُ صاحبها من الوقوعِ في الانحرافات، والانجرارِ وراءَ الشهواتِ والملذات؛ لِما تُحدثه من مناعةٍ في القلبِ والعقل، تدفعُ نحو العُلو، وتُنفِّرُ من الهبوطِ والانحداراتِ والتلبُّسِ بالذنوبِ والمعاصي!

وفي نفسِ سياقِ الآية: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45]، وذكرُ الله لفظٌ شامل، تدخلُ الصلاة فيه ضمْنًا، فهي أكبرُ من كلِّ شيء، ومن أيِّ شيء، وأعلى من كلِّ شيء، وهذا المفهومُ الذي يستقرُّ في نفسِ القائمِ بصلاته والمحافظِ عليها، يساعده على الترفعِ عن الشهواتِ والولوغِ فيها!

إذًا فمجيءُ اتباعِ الشهوات بعدَ إضاعةِ الصلاة، لَحكمةٌ ظاهرة، ونتيجةٌ مُشَاهَدَة، وواقعٌ لا مفرَّ للإنسان منه، وهو أشبه بمقدمةٍ ونتيجة، مَن أضاعَ الصلاة = اتَّبعَ الشهواتِ وغرِقَ فيها، وكفى بذلكَ ضياعًا وخِذلانًا.


ومن أجَلِّ الحواجز المنيعة التي تُحدثها الصلاة في نفسِ الإنسان، أنوار الأوقاتِ في اليومِ والليلة، كونها جاءت بأمرٍ إلهي، فهي ممتلئة بالحكمةِ المدهشة، إنها أنوارٌ تزيحُ الظلام الذي يتلبَّسُ به الإنسان في أوقاتِ الفراغ، إنها النهر الذي يمسحُ الأدرانَ والأوساخ، فإذا ما وقعَ الإنسانُ في شهوةٍ وضيعة، وانساقَ وراءَ زلةٍ مظلمة، جاءَ وقتُ الصلاةِ مُعلنًا أنوارَ الفلاحِ والصفاء، فاتحًا بابَ التوبةِ العظيم، مُذكِّرًا بحقيقةِ الحَبْلِ الموصول بينَ السماءِ والأرض، وقد عبَّرَ النص القرآني عن حقيقةِ هذا الأمر بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، تُذهبُ أنوارُ الصلاة ظلامَ الشهوةِ والمعصية، ذلكَ ذكرى لكلِّ إنسانٍ؛ كيلا يكونَ من الخَلْف الذينَ أضاعوا الصلاة؛ لأنهم سيقعونَ في هُوَّةِ الشهواتِ الموصلةِ إلى الغَي والجحيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.41 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]