أسحر هذا أم انحراف بإرادة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127194 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-01-2021, 11:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي أسحر هذا أم انحراف بإرادة!

أسحر هذا أم انحراف بإرادة!
عبد الخالق حسن الشريف


السؤال:

أنا تائهة مكلومة خائفة، وقد ضاقت بي الأرض بما رحبت .. فقد كنت فتاة ملتزمة، أتنفس بحب الله - تعالى - في علاه، وعند دخولي الجامعة تعرفت على فتاة، وأصبحت صديقتي المقربة، وأحببتها أكثر من نفسي، ومع الأيام بدأت أتمارض لكي أجد منها اهتماماً وحناناً، بمعنى أدق كنت أتمنى أن أبقى في أحضانها طيلة النهار، ومع الأيام يزيد تعلقي بها أكثر فأكثر إلى درجة أني أشعر بخوف شديد وحزن حينما لا أراها!! تدهورت دراستي، وصرت لا أحضر المحاضرات لدرجة أني لم أستطع أن أدرس، ولم أنجح في الفصل الأول إلا في ثلاث مواد من إحدى عشرة مادة .. وهذا هو الحال من سيئ إلى أسوأ، علماً أني من قبل مصابة بسحر متمركز في الدماغ إن صدق الشيخ الراقي، وبعد سنتين زاد تعلقي بهذه الفتاة حتى أصبحت أفكر بالعيش معها في بيتها، وبقيت فترة طويلة أفكر في ذلك، ثم قررت أن أهرب من بيت أهلي إليها، وأسكن معها، وهربت ومشيت قرابة العشر ساعات حتى انتهى بي الآمر في داخل بيوت مهجورة، والكلاب عن يميني وعن شمالي، وشعرت بأني سأجن، وذهبت إلى مسجد، واتصلت بها، وجاءت وأرجعتني إلى أهلي .. ومعاناة طويلة لا أستطيع وصفها ببضع كلمات .. وبعد هروبي من البيت بدأ أهلي يأخذوني إلى مشايخ ورقاة للعلاج ولكن دون جدوى، فلا أستطيع أن أستمر في العلاج؛ من شدة كرهي للقرآن!!
ومرت الأيام، وبدأت أتراجع عن تديني شيئاً فشيئاً، كنت أصلي فتركت الصلاة، وكنت أغسل الأموات، وتركت تغسيل الأموات، وكنت معلمة في دار تحفيظ وتركته، وكنت ألقي محاضرات وبعض الدروس ثم تركتها، وهجرت كل شيء.. بدأت أكلم رجلاً متزوجاً وعشقته، وذهبت إليه في مكان عمله، ووقعت في الزنا معه، وذهبت بكارتي .. وبعد شهرين تقريباً حاولت أنتحر بشرب كرتونين حبوب، لكن أهلي أسعفوني للمستشفى في آخر لحظة، وبعد سنة تقريباً بدأت أكلم شباباً على الجوال، ثم بدأت أدخل مواقع دردشة، وصرت أعرض جسمي لكل من يريد ذلك، صرت أكره نفسي إلى أبعد حد وأمقتها، والله إني أكتب رسالتي وأنا أبكي دماً على ما حدث لي بالرغم أن أهلي أسرة طيبة، وسمعتها طيبة، ومن قبيلة مشهورة ومعروفة بسمعتها الطيبة، لكن الخلل فيّ أنا.. أتمنى أن أموت لأني أخاف أن أكون سبب حزنهم، ولأني تعبت من إصلاح نفسي لكن دون جدوى، والله ما تركت سبيلاً ولا باباً إلا وطرقته؛ لعله يكون سبباً في نجاتي لكن كل محاولاتي باءت بالفشل .. أشعر أن مصيري نار جهنم - والعياذ بالله - .. والله إني تعبانة ومنهارة نفسياً وجسدياً، وبحال لا يعلمه إلا الله وحده.. أرجوكم ساعدوني.
الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإنا نحمد الله على هذا الموقع الكريم الذي يعين الناس في تفهم ما يحيط بهم، وتقديم الاستشارة والرأي، والحمد لله فإن الموقع لا يتأخر في الإجابة، وتقديم المشورة لكل من يطلب، وإذا حدث تأخير - ونادراً ما يحدث - فإنما بسبب كثرة ما يرد من الأسئلة والاستشارات.
أيتها السائلة:
مما لا شك فيه إننا نشاركك الحيرة التي وصلت إليها، والحالة السيئة التي أصبحت تحيط بك من كثرة الأحداث والأهوال التي انزلقت إليها أقدامك، والأفعال السيئة التي هبطت إليها بفعل الشيطان، والنفس، والهوى، وكذلك الحالة النفسية التي أصبحت تسيطر عليك.
أيتها السائلة..
إن باب التوبة مفتوح لا يستطيع عبد من عباد الله أن يغلقه، إن الله يقبل توبة الكافر إذا تاب وأناب، بل إن من يتوب توبة صادقة، ويندم ندماً حقيقياً؛ فإن عفو الله قد يشمله، فتتحول سيئاته إلى حسنات، ولكن علينا أن نتعرف على أركان التوبة وهي:
1- الإقلاع عن الذنب أو الذنوب التي ارتكبتها، وحقيقة الإقلاع أن يبتعد عن مصادرها، وما يذكره بها، أو المناخ الذي يعيد إلى ذاكرتك هذه الأيام الشنيعة.
2- الندم على ما حدث منك - وهو كثير -، وتذكر عقوبته.
• الزنا الذي وقعت فيه.
• عرض نفسك على الرجل.
• الإثم الشنيع منك تجاه كتاب الله.
• تركك للصلاة.
• تركك لقراءة القرآن.
• شنيع القول على الله - سبحانه وتعالى -.
• إقدامك على الانتحار.
وأنت في معرض الندم تذكري ماذا لو كان أي فعل من هذه الأفعال هو خاتمة حياتك، والمرء يبعث على ما مات عليه.
فهل كنت تحبين أن تبعثي زانية؟
هل تحبين أن تبعثي ساخرة من كتاب الله؟
وغير ذلك من أفعال سبق ذكرها.
إن الندم يعنى الحزن الشديد على ما كان منك، ندم يكاد أن يهلك الجسد بسببه، ندم حقيقي تتساقط بسببه الدموع.
3- العزم على عدم العودة إلى هذه المعاصي مرة أخرى، عزماً أكيداً.
أيتها السائلة..
إن التوبة النصوح يتقبلها الله برحمته، ويغفر الذنوب، ويقبلها من عباده (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر:53]، بل إذا وفقت إلى التوبة الحقيقية فاعلمي أن هذا من فضل الله عليك لأنه - سبحانه - هو الذي يوفق عباده إلى التوبة، ويقبلها منهم.
أيتها السائلة الحائرة..
لك الحق في أن لا تسامحي من يتأخر عليك في بيان الاستشارة، وإرشادك إلى ما يجب أن تفعليه، وها نحن بعد بيان حقيقة ما وقعت فيه دون تفاصيل لأنها أمور معلومة نذكرك بها.
1- ارتكاب الكبائر التي منها الزنا وغيره؛ ولكن سنسعى إلى إرشادك، فنقول وبالله نستعين:
1- أغلب الظن أنك مريضة مرضاً نفسياً، وليس هذا شيئاً ينكر، فكما تمرض الأجساد تمرض النفوس، والدليل على ذلك سرعة تعلقك بالفتاة، ثم بالمشايخ الذين سعوا لعلاجك مما حل بك، لذلك أرى أن يتم عرضك على طبيب نفسي متدين سواء في بلدك أو في بلد أخرى، وليس عيباً أن يدخل الإنسان مصحة نفسية ليتعالج، والمرض النفسي يختلف عن المرض العقلي، فهناك وظائف داخل المخ تؤثر على الجانب النفسي للإنسان، فإذا حدث اضطراب فإن الأطباء يقومون بالعلاج.
2- لا تجلسي منفردة، وخذي من الصالحات من وسط بيتك، وزميلاتك، وأقاربك، وجاراتك الصالحات؛ أنيسات لك، فإن الصحبة الصالحة تعين على الخير، وتذكر به عند النسيان، وتمنع الإنسان إذا أراد أن يذهب إلى طريق باطل.
3- سارعي في أداء الصلاة فإنها الصلة بين العبد وربه، ولأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولأنها تذكرك دائما بالله - تعالى -.
4- أكثري من التوبة والاستغفار.
5- عليك أن تعيدي علاقتك الطيبة بالقرآن شيئاً فشيئاً.
6- إياك واليأس فإنه يؤدي إلى هلكة الإنسان.
أيتها السائلة الحائرة..
إن ما حدث منك أمر خطير جداً، ومفزع جداً، ولكن رحمة الله وسعت كل شيء، وهو - سبحانه وتعالى - يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات، فسارعي بالتوبة إلى الله، ولا تتأخري، ولا تترددي قال - تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[آل عمران:134-135].
من المعاصي .. سارعي بالتوبة.
من الكبائر .. سارعي بالتوبة.
من الشركيات .. سارعي بتجديد الإيمان، والنطق بالشهادتين.
من قرناء السوء .. ابتعدي.
من أصحاب الخير .. اقتربي.
لا تيأسي من رحمة الله.
لا تفكري في الانتحار، فتزيدي الكبائر كبائر أخرى.
عالجي نفسيتك .. واحرصي على علاقتك بربك.
واعلمي أن إمهال الله لكِ مع كل هذه العظائم دليل كرمه، وفرصة مضيئة لتنهضي من جديد، وتغتسلي بأنوار الفرحة الحقة حين يلامس القلب رضا الرب، ويسبح في أفق فسيح ممتد من الطمأنينة، بعيداً عن القلق الحائر والحيرة المضطربة، والتمزق المستمر، وأبشرك أن من تاب وأناب غفر الله له ذنوبه، وليس ذلك وحسب، وطهر قلبه، وليس ذلك فحسب، ومحا سيئاته، وليس ذلك فحسب، وأبدل تلك السيئات المظلمة المعتمة إلى حسنات عاطرة مضيئة، وليس ذلك فحسب، وأسبل عليه ستره، وليس ذلك فحسب، وآواه إليه واصطفاه.
وقد غفر الله لبَغِيٍّ سقت كلباً أجهده العطش، ولقاتل التسعة وتسعين نفساً بعد أوبته ورجوعه، (ففروا إلى الله) انطلاق جديد بعزيمة صادقة، بجهاد صادق، بتحليق في سماء العبادة والطهر والخير، بخلع ملاءة اليأس التي يوسعها الشيطان إلى رداء الإيمان، ولباس التقوى الذي يفيض نقاء وجمالاً، وروعة وطهراً.
أحرقي ما مضى على جمر التوبة، وانظري إلى رحمة الله وكرمه وإمهاله، لتعلمي كم هو كريم حليم عظيم.. فتحبيه، وأطيلي السجود، وتنعمي بظلال الذِّكر والضراعة والهدى .. ولا يأس مع الله، مهما جهد الشيطان أن يقذف في قلوبنا بذر اليأس، فالله كريم جواد، وبابه لا يغلق، ومن تعثر يستطيع أن ينهض من جديد، وإن كانت العثرات عظاماً، والتوبة نهضة إلى الأعلى، وسفر إلى السعادة.
فهيا من الآن نتخلص من كل رذيلة وموبقة، وننضم إلى قافلة السالكين إلى رب العالمين - تبارك وتعالى -.
هدانا الله وإياك للخير، والله أعلى وأعلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.54 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]