|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتخـلص من القـلق والتسرُّع والعصبية؟ د. ياسر بكار السؤال أجد نفسي دائمًا في عجَلة من أمري؛ الوقت يمرُّ سريعًا، وأحاول استغلاله، فلا أستطيع، إذا مشى قليلاً أعتبره انتهى، ولا يمكني إنجاز شيء، دائمًا أستعجل أولادي؛ في الدِّراسة، في التنظيف، في النَّوم، في الأكل، في كل شيء. ولذلك فأنا أرى أنه لا يُمكنني فعل ما أريد؛ لعدَمِ وجود الوقت الكافي، فأريد الكثير ولا أنجز شيئًا، أقوم بعملٍ فأتذكَّر عملاً آخر، فأذهب إليه وأخسر فعل الاثنين. أُحِبُّ أن أكونَ كباقي الناس، يفعلون كلَّ ما يريدون، ويتَّسع وقتهم لكلِّ عمل، ويتكلَّمون بهدوء، ويتصرَّفون بهدوء، أما أنا فكلُّ أفعالي وأقوالي بِعَجلة شديدة، لدرجة أني أحيانًا أشعر بالغضب إذا كان كلامُ مَن يحدِّثني بطيئًا؛ لأني غير مُستَعِدَّة لإضاعة وقتي في الاستماع، إلى متى هذا القلق إن كان قلقًا؟ وإن لم يكن، فما تفسيرُ أفعالي؟ المشكلة أنِّي دائمًا أصرخ في أولادي، وعصبية جدًّا جدًّا، لدرجة كُرهي لنفسي، وكرْهِ زوجي لي؛ بسبب العصبيَّة الزائدة، فما الحل؟ الجواب الأخت الكريمة. مرحبًا بك في شبكة (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً. قرأتُ رسالتك باهتمام، وأتفهَّم مشاعرك جيِّدًا، في الواقع ما ذكَرْتِه مِن أعراضٍ ينطبق بشكل كبير على ما نُطْلِق عليه: اضْطِراب القَلق العامِّ، وهو اضطراب شائعٌ يُسبِّب شعورًا مستمرًّا بالقلق والعصبية وسرعة الغضب، والشعور بالضَّغط الشديد، فالشخص الذي يُعاني من مثل هذا الاضْطراب تَجِدينَه دائمًا على الحافة، ويَحمل الهموم، ويشعر بضغط الأعمال، رغم أنَّ غيره قد يكون قادرًا على التعامل معها بشكل أفضل، ومن الأعراض الأخرى أيضًا: التوجُّس، وتوقُّع الأسوأ، فعندما يرنُّ جرس الهاتف مثلاً، تأتي إلى ذهنه أفكارٌ سلبيَّة بأنَّ هذا الاتِّصال يحمل له أنباء سيِّئة. هناك جانب آخَر تضمَّنَتْه رسالتُكِ، وهو أنه في كثير من الأحيان يصاحب القلقَ شعورٌ بالاكتئاب، والاكتئاب اضطرابٌ نفسي يُصيب كثيرًا من الناس، خاصَّة النساء، فمِنَ الوارد أن يُصابَ أيٌّ منَّا بِنَوْع من الاكتئاب الخفيف، من وقت لآخر، ومن أعراضه الشَّائعة: الشُّعور بضِيق في الصَّدر، وعدم الرِّضا عن الذَّات، وسرعة البكاء، وضعف الثِّقة بالذَّات، والشعور بعدم تقدير الآخرين، والشعور بالضغط بسبب ما نتحمَّله من مسؤوليات قد نشعر أنَّها أكبر مِن طاقاتنا وإمكاناتنا، وهذا يسبِّب الكثير من الألَمِ النَّفسي والقلق، والعصبية الزائدة. كما سبق وأشرتُ، في كثير من الأحيان يجتمع الاكتئاب والقلق في نفْسِ الشخص، ومن أهمِّ الوسائل العلاجية التي أثبتَتْ فعاليتها في مثل هذه الحالة: أولاً: العلاج النفسي: تعتمد هذه التقنية على حقيقة أنَّ المشاعر - سواءٌ كانت القلق أو الاكتئاب - هي في الأصل نتيجةٌ لأفكار خاطئة، أو معتقَدات خاطئة، أو خطأ في تقدير الأشياء مِن حولِنا والنَّظر إليها؛ مثل: توقُّع الأسوأ، أو تضخيم العواقب، وما إلى ذلك، وهكذا يَسْعى المُعالج النفسي إلى استكشاف الأفكار أو المعتقدات أو طرق التفكير الخاطئة، ومناقشتها مِن أجل تعديلها وتغييرها، فقد أثْبَتَتِ الأبحاث أننا عندما نقوم بتغيير أفكارنا السَّلبية وطريقة رؤيتنا للأمور، يُمكننا التخلُّص من مشاعر القلق والاكتئاب، أو الحدُّ من تأثيرها. ثانيًا: العلاج الدوائي: وهي طريقةٌ فعَّالة نعتمد عليها كثيرًا في عياداتنا النَّفسيَّة، وهي فعَّالة في علاج مثل هذه الحالات بشكل فعال، وفي الحقيقة أنا متحمِّس للعلاج الدَّوائي؛ لأنِّي لمَسْتُ أثَرَه الرائع بنفْسي، دون أن تسبِّب تعوُّدًا أو أعراضًا جانبيَّة خطيرة، كما يظنُّ كثير من الناس. وختامًا: أرجو أن تتقبَّلي اعتذاري عن التأخُّر في الرَّد، أرجو لك كل التوفيق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |