الخوف من ركوب السيارات

[ابوالوليد المسلم]

الخوف من ركوب السيارات


د. ياسر بكار


السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إخواني الفضلاء، أنا شابٌّ أبلغ من العمر 25 عامًا، وأعمل بالمملكة العربية السعودية، وأواجه مشكلةً نفسية كبيرة جدًّا قد تتسبَّب في إعاقتي عن تأدية عملي، وعن القيام بواجباتي ومهامِّي اليومية.

المشكلة هي الخوف من ركوب السيارات، وهذه المشكلة تُلازِمني منذ ثلاث سنوات تقريبًا؛ حيث إنني أشعر في كلِّ مرة أركب فيها السيارة بأني سأموت بداخلها، وأُصاب باختناقٍ شديد وعدم القدرة على التنفُّس بشكلٍ طبيعي، وحركات لا إرادية بالفم، وجميع أعضاء الجسم أشعر بأنها تتحرَّك وأشعر بأنني في غيبوبة، كلُّ هذا يتكرَّر عند ركوب السيارة يوميًّا، ولكني مضطرٌّ للركوب لقضاء واجباتي اليومية، ولكن كل مرة أشعر بهذه الأعراض، ونادرًا ألاَّ يحدث ذلك.

وعندما تأتي هذه الحالة تراودني فكرة إيقاف السائق في أيِّ مكان والنزول من السيارة؛ حتى أقاوم هذه الأعراض، ولكني أُجَاهد نفسي بداخل السيارة حتى أنزل منها.

وهذه الأعراض تقلُّ في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم مقارنةً بالركوب بعد انتهاء عملي.

أريد حلاًّ أيها المختصون الأفاضل، وما العلاج لحالتي؟

وما رأيكم بدواء التفرانيل؟

الجواب

الأخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك في شبكة (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً.

ما ذكرتَه من أعراضٍ قد يدلُّ على وجود اضطرابٍ نفسي لا أستطيع إعطاءه التشخيص وَفْقَ المعلومات التي ذكرتها؛ إذ قد يدلُّ على وجود اضطرابٍ نفسي معروف، هو ما نسمِّيه "اضطراب الساحة"؛ أي: الخوف من الأماكن المغلقة أو المفتوحة؛ حيث يرى المريض فيها صعوبةً في أن يحصل على المساعدة، وقد يشمل ذلك خروجه وحده من البيت، أو الخوف من الذهاب إلى الأسواق والجسور والأنفاق وغير ذلك، وقد يقوده ذلك إلى الشعور بالضِّيق الشديد، وصعوبة في قضاء حوائجه.

وقد تُعانِي من اضطرابٍ مختلف، ينحصر في الخوف من ركوب السيارات فقط تبعًا لحادثة مُزعِجة مرتبطة بالسيارة، في هذه الحالة نعتبر الحالة على أنها خوفٌ، وله أسلوب علاجي نفسي.

لعلاج هذه الحالة؛ يجب أن نستثني وجود مشكلة عضوية، وهذا عبر زيارة الطبيب وعمل الفحوص اللازمة، وبعد ذلك سيناقش الطبيب معك العلاج الدوائي المناسب، وفوائده، والأعراض الجانبية المحتمَلَة، وأبشِّرك بأن الأدوية الحديثة أصبحت أقلَّ أعراضًا جانبية وأكثر أمانًا، أمَّا بالنسبة لتوفرانيل، فهو دواءٌ جيد؛ لكن ليس مناسبًا لحالتك.

أرجو ألاَّ تتردَّد في زيارة الطبيب النفسي؛ لإنهاء هذه المشكلة إلى الأبد - بمشيئة الله تعالى.


لك تحياتي ودعائي بالشفاء العاجل