|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() معاملة أمي قاسية أ. عائشة الحكمي السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو معاملة والدتها لها، والتي دائمًا تهدِّدها بالقتل، وتتمنى الفتاة الهرَب أو الموت حتى لا تعيش مع أمها، وتسأل: كيف أحمي نفسي من أمي؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة أعيش مع أهلي، ولا أجد منهم إلا سوء الظَّنِّ وسوء الفَهم، والشَّتم والضرب المبرح لأسباب سخيفةٍ، للأسف أعيش حياة سيئةً، ولا أعلم معنى الأمومة بسبب أمي. أمي بالنسبة لي تكاد تكون ميتةً، وأعيش معها كالغريبة؛ فهي لَم تَعُدْ أمي، أعلم أنكم ستقولون لي: اصبري، وهذا قضاءُ الله، وبرُّ الوالدين... ومثل هذا الكلام! وأنا سأقول لكم: مَن يدُه في النار ليس كمَن يدُه في الماء؛ فقد كرَّهَتْني في الحياة، أمي الحقيقية كانتْ في الصِّغَر، أما هذا الوحْشُ الذي أراه أمامي والذي يُمَثِّل أمي لن يكونَ إلا امرأةً غريبةً، وليستْ أمًّا! تقول: لو استطعتُ أن أطْرُدكِ سأفعل، وأنا مِن داخلي أتمنى أن تفعلَ ذلك،أريد أن أعيشَ في بيئةٍ خاليةٍ مِن الشتائم وسوء الظَّنِّ والانتقاد الدائم المستمر بأسوأ طريقة، ووالله إنني أختَنِق فعليًّا عندما أسمع كلامَها! أريد أمًّا، أريد أن تَسمعني، أن أحتضنَها، أريد أن أشعرَ بحنان الأم، أريد أمًّا تكون لي صديقةً، وللأسف هذا ليس في أمي، فهل إذا ابتعدتُ عنها واعتبرتُها شخصًا عاديًّا، وعامَلْتُها برسمية أكون حقيرةً؟ أريد أن أحميَ نفسي منها، وإلاَّ سأُصاب بالجُنون أو أهرب، لا أريد أن يكونَ بيني وبينها مشكلات حتى لا أثيرَها عليَّ، فربما تقتلني كما تتوعدني! أخبروني كيف أجْعَلُها تَتْرُكني بسلامٍ؟ أو أجعلها تُحَقِّق حلمها وأكون كأني لم أولد؟ الجواب بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فإنَّ الله عز وجل أعدَلُ مِن أن يوجب على الأبناء بِرّ آبائهم، ولا يوجب على الآباء الإحسان إلى أبنائهم وحِفظ حقوقهم، ولذلك حين عاتب أعرابي أباه قال له: "إن عظيم حقك عليَّ لا يُذهب صغيرَ حقي عليك، والذي تمتُّ به إليَّ أمُتُّ بمثْلِه إليك، ولَسْتُ أزعُم أنَّا سواء، ولكن لا يحلُّ لك الاعتِداء." مِن حقكِ أختي الكريمة أن تعيشي حياةً كريمةً، وأن تَتَلَقَّي المعامَلة الكريمةَ التي تُسعدك وتُرضيك، فإن لم تَجِدي الإكرامَ والاحترامَ في بيئتك وبين أهلك، ولا تمتلكين القدرة على الانفِصال عنهم مكانيًّا، ففي مَقْدُورك الانفِصال عنهم عاطفيًّا وفكريًّا، مع المحافظة على الحدِّ الأدنى الذي يحصل به البرُّ، فنحن غير مُجْبَرين على الرِّضا بالهوان، وتقبُّل التحطيم المعنوي، وتمني الموت باسم البر وصلة الرحم! الانفصالُ العاطفيُّ وإخراجُ المسيئين والمسممين لأرواحنا من دائرة تفكيرنا - ولو كانوا آباءنا أو أمهاتنا أو إخواننا - لا يعني عُقوقهم؛ لأنَّ العُقوق يَحْمِل معنى الإساءة والقطيعة وتضييع الحقوق، بينما الانفصالُ العاطفي فيه تحصينٌ للنفس المتأذِّية مِن المرض والعُقَد النفسية، ودفاعٌ شرعيٌّ عن الحقوق المضيَّعة، ومنْعٌ للظالم عن الظُّلم والأذى، مع العفو عنهم والصفح الجميل عن إساءاتهم المتكررة؛ فالصفحُ مهم جدًّا لعافيتنا النفسية وصحتنا الرُّوحية؛ لأن مشاعر الاستياء والغضب والكراهية مُدَمِّرة للروح، ومُنْهِكة للجسد، ومُبَدِّدة لطاقة العقل. وإذا رغبتِ في تلمُّس تحسُّن حقيقيٍّ في معامَلة والدتك لك، فابدئي بتغيير نفسك، هذا الحلُّ الذي قد تستنكرينه أو تقاومينه هو الحلُّ الحقيقي والفعَّال لعلاج مشكلاتنا مع الآخرين، وإصلاح المكسور في علاقاتنا بمن نُحب، "كان أبو تراب إذا رأى مِن أصحابه ما يكره زاد في اجتهاده، وجدَّد توبته، ويقول: بشُؤمي دُفِعُوا إلى ما دُفِعُوا إليه؛ لأنَّ الله يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]؛ تاريخ دمشق؛ ابن عساكر. كُوني بخيرٍ في كنَف الله وأمانه ورعايته والله سبحانه وتعالى أعلمُ بالصواب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |