|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() انصحوني هل أعود إليه بعد الانفصال؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاةٌ متزوجة من رجلٍ يكبرها بـ(23) سنة، كانت تحبه، لكنها فجأة أحستْ بأنها لا ترغب فيه وتريد الطلاق، وزاد هذا بعدما علمتْ أنه عاد لزوجته الأولى، فطلبت الانفصال، وتم الطلاق، ويريد إعادتها، لكنها مترددة. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ متزوجة من رجلٍ يكبرني بـ(23) سنة، كنتُ مُعجبةً جدًّا بشخصيته، وأحببتُه جدًّا. بعد ذلك أحسستُ بأني لا أرغبُ فيه، بدون أي سببٍ، ولم يظهرْ منه شيءٌ، بالعكس فقد كان يُحبني كثيرًا، ولا يرفُض لي طلبًا! كان غنيًّا جدًّا، وكلُّ الناس كانوا يحسدونني عليه، حتى صديقاتي - مِن غيرتهنَّ - كنَّ يقُلْنَ لي: اتركيه؛ فهو لا يُناسبك! لكني لم أستجِبْ لهنَّ؛ إذ كنتُ مُقتنعةً به. أحسستُ بعد مدة أني لا أريده، أحس أني أكرهه، وزاد هذا الكره بعدما علِمْتُ أنه عاد لزوجتِه الأولى؛ وقد كان أخْبَرَني بأنه طلَّقَها قبل زواجي به، لكنه كذب عليَّ، وطلبتُ الانفصال، فرفَض، وأخبرني بأنه لا يريد أن يخسرني بسببها! حَدَثَتْ مُشكلاتٌ بيني وبينه، ثم انفصلْنا، وبعد فترةٍ قصيرةٍ اتصل بي، وأخبرني بأني ما زلتُ زوجته؛ لأنه طلقني وهو غاضب، ولا يُعَدُّ هذا طلاقًا! كما أخبرني بأنه انفصل عن زوجته الأولى تمامًا ويريدني! أحس أحيانًا بأني أريد الرجوع إليه، لكنني مُتَرَدِّدة وخائفة من المستقبل وفي حيرة من اتخاذ القرار، فهل أعود إليه؟ الجواب وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. حياكِ الله وبياكِ، ومرحبًا بكِ معنا، سائلةً المولى - عز وجلَّ - أن يُيَسِّرَ أمركِ، ويهديكِ إلى سبيل الرشاد، وأن يُوفقكِ لما فيه صلاح دينكِ ودنياكِ، اللهم آمين. لعلي سأبدأ بما لا يرتبط بأساس مشكلتكِ، ولكن لأنه فاشٍ حتى بين العقلاء، ولخطورته أحيانًا على حياتنا وتعاملاتنا مع مَن نُحِبُّ، ومَنْ نَحْرِص على صحبتهم؛ فسُوء ظنكِ ببعض الصديقات لمجرد أنهن ينصحنكِ - في غير محلِّه، ومِن المنطقي ألا يرين في رجل يكبركِ بهذه الأعوام الزوج المناسب، بصرف النظر عن صحة معتقدهنَّ أو فساده، فحاوِلي أن تنزعي مِن رأسك فكرةَ أن النصيحة تُصاحب الحسد، وأن الحرص يُرافق الغيرة. أيتها العزيزة، سُئل شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - عن رجل اختصم مع زوجته خصومة شديدة؛ بحيث تغير عقله، فقال لها: أنت طالق ثلاثًا: فهل يقع بذلك أو لا؟ فأجاب: "إذا بلغ الأمر إلى أن لا يعقل ما يقول - كالمجنون - لم يقعْ به شيءٌ". فليس الغضبُ الذي يعترينا بصورةٍ شبه يومية، فنبقى نصيح أو نثور أو نضجر - يُعَدُّ مما لا يقع معه الطلاق، وإلا فلن يقعَ طلاقٌ على الأرض؛ إذ لن يتزامَنَ إلا مع ثورةٍ مِن الغضب إثر التشاحُن بين الزوجين، وأنصحكِ وإياه بمراجعة أقرب المشايخ الثقة في بلدكم، وتفضلي بالاطلاع على هذه الاستشارة، فأحسب أنَّ فيها ما يفيدكِ: "طلاق الغضبان". بالنظر إلى عمركِ، لا أراكِ صغيرة على الزواج، وكثيرٌ مِن الفتيات يتزوَّجْنَ في هذا العمر أو أقل، ويتحمَّلْنَ أعباء البيت، ومسؤولية الزواج، ويتخطين كلَّ عقبة بنجاح باهرٍ، إلا أنَّ بعض الفتيات في عصرِنا قد يتأخر نضجُها الفكري والعاطفي بدرجة تُعيقها عن التحقُّق مِن مشاعرها المتأرجحة بين القبول والرفض، والتي تستمر بعد الزواج؛ فتارةً تقبل على زوجها وتُحبه، وأخرى تنفر منه وتُؤثِر الانفصال! فإن كان ذاك حالكِ وتلك مشاعركِ، فالأَوْلى أن تُراجعي نفسكِ قبل اتخاذ أي قرار مَصيري، وتستشيري أهل الرأي والخبرة، وأن تَتَرَيَّثي جيدًا غير معتمدة بصفة أساسية على العاطفة، وغير سامحة لها أن تحرككِ، فتُبغضين زوجكِ ثم يتبين لكِ أنكِ تحبينه لا يدلُّ إلا على قصور العاطفة، ومراهقة المشاعر؛ فعليكِ ألا تُصغي لكل شعورٍ قد يكون ناتجًا عن موقف عارضٍ تزول عاطفته بزواله، وهي حالةٌ معروفةٌ عند النساء، فتشعر أحيانًا ببغض ونفور لما يحتد بينها وبينه الخلاف، ثم لا تلبث هذه المشاعر أن تهدأ وتنطفئ بزوال ذلك الخلاف وانطواء صفحته، وما أسرع تقلُّب القلوب! أيتها الفاضلة، لستُ أرى ما يمنع العودةَ لزوجكِ إن كان طلقكِ رجعيًّا، على أن تضعي لكما منهجًا شرعيًّا للسير عليه، ولتخَطي كل عقبة تظهر في حياة المتزوجين بشكلٍ عامٍّ، فأنصحكِ أن تُثَقِّفي نفسكِ دينيًّا واجتماعيًّا وسلوكيًّا، وأن تتعرفي على احتياجات الزوج، وما يجذبه لزوجه، ويُرغبه فيها ويرغبها فيه، وعليكِ بوزن الأمور بميزان أكثر حكمة، وأشد رَوِيَّة؛ فلا تقفي على كلِّ كلمةٍ، وكل موقفٍ، ولا تبالغي في تحليله على نحو يزيد مِن الفجوة بينكما، ولكن قرِّبي وجهات النظر، وأحسني الظن على قدْر الاستطاعة، وإن تراءى لكِ ميلًا عن الشرع، وزيغًا عن الحق، فسارعي بالنصح اللين الذي يجذب ولا يُنفِّر، يُؤثر في القلوب، ولا يحيد بها عن الهداية. أخيرًا تجنبي المقارنة؛ فهي السلاحُ الذي تذبحين به سعادتكِ، وتقضين على قناعتكِ بكل ما رزقكِ الله؛ فمُقارنة والدتكِ - حفظها الله - بمثيلاتها من والدات الصديقات، ومقارنة الزوج بغيره مِن صغار الشباب - لن يزيدكِ إلا همًّا وحزنًا على أمرٍ ليس في يدكِ، وقد تُقارن الوالدة بينك وبين فتاة أخرى تُبالغ في الإحسان إلى والدتها، وتبرها على نحوٍ لم يخطرْ ببالك أنتِ كابنةٍ، وإنَّ الزوج قد يُقارن بينك وبين أخرى يسمع أخبارها مِن أحد المعارف ممن تَتَفَنَّن في طاعةِ زوجِها، أو تقديم بعض ما لم تُفَكِّري في فعله مِن أجله، ولن نجني مِن مُقارنة رِزْقٍ قَسَمَهُ اللهُ لنا برزق غيرنا - إلا المزيدَ من العنَت! انظري إلى نِعَمِ الله عليكِ، وفكِّري في أساليب الجذب التي تملكينها ولا تُحسنين استخدامها، وابدئي بما يُحقق لكِ السعادة - بإذن الله. يسَّر الله لكِ أمركِ، وألَّف بين قلبكِ وقلب زوجكِ، وجعل لكِ قبولًا بين الناس والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |