أعيدوا النظر في وضعكم يا مسلمون - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1389 - عددالزوار : 140515 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2020, 01:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,163
الدولة : Egypt
افتراضي أعيدوا النظر في وضعكم يا مسلمون

أعيدوا النظر في وضعكم يا مسلمون


الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمد لله المحمود على كلِّ حال، الدائِم الباقي بلا زوال، الموجِد خلقَه على غيرِ مِثال، العالم بعدَد القطر وأمواج البحر وذرَّات الرِّمال، لا يعزُب عنه مثقال ذرَّة في الأرض ولا في السماء ولا تحت أطباق الجِبال.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتَعال، وأشهَد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى صحبه وآله خير آل، صلاةً دائمة بالغدوِّ والآصال.

أما بعد:
فلقد بلغت الذلة والمهانة بالمسلمين مِن أعدائهم أَوجها، وأصبحوا لا قيمة لهم عند عدوِّهم إلا حين يُريد امتِصاص دمائهم، فهنا يَظهر النفاق والمخادعة.

فمنذ عشرات السنين واليهود وأعوانهم يَعيثون في بلاد المسلمين ومقدَّساتهم الفساد، في فِلَسْطين وكشمير وغيرهما من بلاد المسلمين، في الشيشان على مرأى ومسمع من المسلمين، ومِن الكفار أعداء البشرية المتشدِّقين بحقوق الإنسان، فأين حقوق الإنسان في جميع هذه البلاد؟ تُدكُّ المدن على أهلها من أطفال ونساء ومدنيِّين عُزَّل باسم البحث عن إرهابيِّين، وكأن الإرهابي عندهم مَن يدافع عن دينِه ومَحارِمه وبلاده.

لقد بلَغ الحقد والخُبث بأعداء الإسلام مبلغًا لن يمحوه النهار، فقد سطَّره التاريخ في الماضي، وبدأ صفحةً جديدةً في الألفيَّة الثالثة كما تُسمَّى، إلا أنها في هذه الفترة من التاريخ أشدُّ حِقدًا، وأعظم تدميرًا وإفسادًا للحرث والنسل؛ فقد صنَع البشر ما يُهلك البشر، ويُفسد الأرض والحرث، ومع هذا فهم يتشدَّقون بالحضارة الزائفة، والتطوُّر الصناعي، ولم يَعلموا أن ما قدَّموه للبشرية من تطور صناعي لا يُعادل ما أحدثوه مِن مضار؛ حيث لم يراعوا في حضارتهم وتطورهم الصناعي مصالحَ البشر، وقد قال الله -جل وعلا- في حق الكافرين: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 11، 12]، وقال -جل وعلا- في قصة ابنَي آدم: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32].

فيا أيها المسلمون:
تذكَّروا ماضي سلفكم الصالح، وما قدَّموه للبشرية من حضارة تتناسب مع الفِطَر السليمة، وتدعو إلى سعادة الدارَين، وما أعدوه واستعدوا به للكفاح والدفاع عن دِين الله بوسائل لا هدْمَ فيها ولا تدميرَ ولا إهلاك للحرث والنسل، بل فيها سعادة للبشر، فالكافر حين يُؤسَر قد يكون أسْرُه سببًا في سعادته حين يُسلِم، والله خلَق العباد ليعبدوه وحده، فلا خضوع ولا ذلَّة إلا لله وحده، والخضوع لله عِزة، والخضوع للمخلوق ذِلَّة، وإخضاع المسلمين بالنار والحَديد لا يُجدي شيئًا.

ويَكفي الكفارَ مَن خضع لهم مِن الكفار، فعلى المسلمين حكوماتٍ وشعوبًا أن يتآلَفوا فيما بينهم، ويتَكاتفوا على عدوهم وعدو دينهم، ويكونوا يدًا واحدة؛ ليُعيدوا مجدهم وعِزتهم وكرامتهم، ويقودوا البشرية لما فيه خيرُها وصلاحها، وأمنُها واستقرارها، فالكفار قد خانوا الله ورسوله، وليس غريبًا أن يخونوا البشر، ولن يصلح آخرُ هذه الأمة إلا بما صلَح به أولها، فعلى المسلمين جميعًا أن يعيدوا النظر في وضعهم، ويَرجعوا إلى ربهم، ويتعاونوا فيها بينهم، ويتسلَّحوا بالسلاح المعنوي والسلاح الحسِّي؛ فقد أمرَهم الله بذلك، والله سائلهم عما ضيَّعوا، قال الله تعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 39، 40].


إن الله ناصِرٌ دينَه، ومُعلٍ كلمتَه ولو كره الكافرون، ولكنَّ الله يبتلي عباده المؤمنين؛ ليُظهر الصادق المستحِقَّ للثواب، والمنافق المُستحِق للعقاب، والله حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.49 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]