|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سلعة الله غالية، وإليها شدت الرحال في شهر الهمة والتشمير وصال تقة هل جرَّبت أن تخرج من ضيق خزف نفسك المجبولة على الكسل والضعف والركون للدَّعة، إلى رحابة المحجة البيضاء وامتداد الخط الواحد المستقيم، وعبق الريَّان؟ هل جربت أن تشرع مراكبك، وأن تهيِّئَ حقائبك، وأن تسافر في أنداح السكينة والرحمة ومنَّة المنان؟ أن تحلِّق بثلاثين جَناحًا إلى عوالم النور وكواكب الغفران وقناديل الذكر والقرآن؟ أن يؤذَّن في رُوحك أن أقبلي، فهذا شهر الصيام والعفو والجود قد أقبل، فماذا أنت صانعة فيه؟ فتحلق للأعالي تطوف بمحاريب السجود، ومقامات التسابيح، وبيت الإمساك العتيق، تلبي نداء القرآن، وتهرول بين الكرم والجود والسماحة وطاقات النور الكامنة في الوجدان.. ترجُم قيدها، وتغتسل بماء التوبة كي تنبت كما تنبت الحِبَّة في حَميل السيل، وترحل عن بِرَك المعصية والدون والهوان التي تغرقها في أوحالها، وتثقل خطوها، وتهوي بها في سُحْقِها.. هذا رمضان قد أقبل.. فقُمْ وامسح عنك الوسَن، واغتسل بدمعك من الغفلة والتسويف والخطيئة والكسل.. واعلم أن حبك الخير الذي جُبِلت عليه، إنما هو جذوة تذكرك بأن في أعماقك طاقاتِ نور آسنة قد غيَّرها طول المكث، ورُوح توَّاقة للعلا يكبحها التسويف تارة، والعجز والكسل أخرى، والغفلة بين هذا وذاك تسقيها حممها.. وتحتاج لنفحات ربها كي يُفيق قلبها المخمور.. قُمْ وانفض عنك الغبار، وأسعِفْ روحك التوَّاقة للسمو.. كن "فِرْدَوْسيًّا " "كوثريًّا" "ريَّانيًّا"، واترك ملاهي الحياة وملاذَّها للمغضوب عليهم وللضالين.. فقد جاءك رمضان.. جاءك إكسير الحياة.. سلعة الله غالية، وإليها قد شدت الرِّحال.. ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 31 - 35]. تلك البضاعة الغالية ثمنها مِثلُها، عزيز نفيس غالٍ، وريعها والمزيد لكل من دأبُه الرجوع إلى الله، وامتثال أمره ونهيه، كثير الحفظ لوصايا الله وحدوده، المحافظ على الطاعة.. فإذا صدرت منه فلتةٌ أعقبها بالتوبة، وجماع ذلك في خشية الرحمن بالغيب، والمجيء بقلبٍ ديدنُه الإخلاص والمسارعة إلى طاعة الله ومحبته والخضوع له والإقبال عليه والإعراض عما سواه. ((من خافَ أدلَجَ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ، ألا إنَّ سلعةَ اللهِ غاليةٌ، ألا إنَّ سلعةَ اللهِ الجنَّةُ))؛ صحيح الترمذي (2450).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |