الكندي يصنع السيوف للعرب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 217 )           »          حقوق زوجات النبي المصطفى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ترجمة الإمام عطاء بن أبي رباح رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          فوائد من ترجمة الإمام ابن دقيق العيد (625 – 702) هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 6277 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3100 - عددالزوار : 378688 )           »          تعريف شروط الصلاة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحلول والاتحاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ذكر الله سبب من أسباب نزول السكينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حقوق العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 91 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2020, 01:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,578
الدولة : Egypt
افتراضي الكندي يصنع السيوف للعرب

الكندي يصنع السيوف للعرب
مجدي إبراهيم علي






لو قُدِّر لفكر الكِنْديِّ العسكري أن يستَثمِرَه أهله، لعَبَرنا القارَّات وسكنَّا المريخ!









وضع الكِنْديُّ علاجًا لصدأ السيوف دوَّخ الغرب كثيرًا، ولو كان حيًّا إلى يومنا للاحقَتْه لِجان التفتِيش عن أسلحة الدمار الشامل!



لا يَزال السيف العربي الإسلامي رمزًا على أكتاف القادَة وعنوانًا للبطولة، ووِسامًا على صدور الشجعان.







الكِنْدي عالِم عربي مسلم، ليس في الدم والدين والآمال فحسب، بل هو النِّتاج الذي يجمع أطراف هذه الحضارة، أعدَّ لها القواعد ومهَّد لها السبيل، وصاغَ أفكارها على وَفْقِ مناهج بحثِيَّة لثقافة امتدَّتْ من بعده، سُداها المفاهيم القرآنية ومُؤَثِّرات الواقع الاجتِماعي الذي نبعَتْ فيه، ولُحْمَتُها الفكر الإنساني الذي كان الكِنْدي واحدًا من أقدم رُوَّاده.







الكِنْدي الفيلسوف كان طبيبًا، مُهندِسًا، فلكيًّا، مُتكلِّمًا جدليًّا، عالِمًا رياضيًّا؛ ولكنَّه فوق هذا وذاك كان رجلَ سياسة وصاحِب نظرية في الحكم، أَسْهَمَ في سياسات عصره، حتى في أحلك أيَّامها، ولا عبرة في أقوال وجدته منزويًا في أيَّامه، كان الكِنْدي وتلميذه الأمير أحمد ابن الخليفة المعتصِم بالله أصحاب تيَّار سياسي فاعِل، يسعى إلى تحكيم العقل وتَمكِين أطروحاته؛ لو قُدِّر لهذا التيَّار أن يَلِي الخلافة بعد المعتصم، أو بعد الخليفة الواثق، وحتى بعد المتوكل - لكان حال الأُمَّة اليوم غير الحال، فما كانت عندها (إمرة الأمراء، ولا بؤس الحكَّام الأجانب)، وما كان طريق هولاكو سالكًا، وما كانت للصليبية دعوة.







الكِنْديُّ الذي خاف على سيوف جيوش المعتصم أن تنثلم، فاختارَ لها من الحديد أصلحها، وفكَّر في الأسلِحة المختلفة وسقيانها، ودرس أنواع الحديد وما طُرِح فيها، وأنواع السيوف وأجناسها، لو قُدِّر لفِكرِه العسكري ذلك أن يستَثمِره أهله، لعبرنا القارَّات قبل العابِرين، ولسكنَّا المريخ وليس القمر، ولكن أعداء الأمَّة يُفَكِّرون وأهلها مُتَّبِعون، حبَّذا لو قام الدارِسون بتوضيح فكر الكِنْدي العسكري وأساليبه في التسلُّح.







السيوف وصهر المعادن عند العرب:



منهج الكِنْدي التجريبي:



كما امتازَتْ فلسفة الكِنْدي بمنهجها الرياضي واستِخدام القوانين الرياضيَّة وبديهيَّاتها للفلسفة، نجد هذا أيضًا في منهج الكِنْدي التجريبي من خلال أطروحاته للعلم الطبيعي المتمثِّلة بصُوَرِه الحسيَّة أو بمدركاته الحسيَّة.







وهو صناعي مُبتَكِر ومُختَرِع فاقَ علوم عصره، ومستوى المجتمع في زمانه، أفرد ابن النديم في كتابه "الفهرست" حقلاً سماه "كتب الكِنْدي الأنوعيات"، ذكر فيه أسماء كتب الكِنْدي في أكثر من عشرين صناعة من الصناعات الخفيفة التي كان لها الأَثَر الكبير في حضارة عصره وتقدُّم أمَّته.







وللكندي الفيلسوف خمس رسائل مَعرُوفة في صناعة السلاح وعمل السيوف، ومُعِدَّات الحرب وصهر مَعادِنها، وفيما يطرح على الحديد حتى لا تنثَلِم السُّيوف أو تكلّ، رفع الكِنْدي إحداهن للخليفة المعتصم بن هارون الرشيد (218هـ/ 227) وهو قائد عسكري قبل خلافته، خبرَتْه الثُّغور وجرَّبته معارك التحرير والفتح، والسلاح أداته، وتصنيعه مهمَّته، وعلى هذا فالمسألة هادفة، وإشراك رأس الدولة الخبير كان مقصُودًا، لعلَّ دليله وإثباته: أن الكِنْدي بعث برسالة أُخرى إلى تلميذه ابن الخليفة نفسه الأمير أحمد بن المعتصم، كما بعث غيرهما إلى بعض إخوانه من المهتَمِّين بهذه الصناعة، وهم بالتأكيد من الخُبَراء العسكريين.







مميِّزات صناعة السيف العربي الإسلامي:



لا يزال السيف العربي الإسلامي رمزًا على أكتاف القادة، وعنوانًا للبطولة، ووسامًا على صدور الشجعان، احتلَّ المكان الأوَّل في قلوب المقاتِلين وأَفرَد له الشعراء مِساحات واسعة من شعرهم، فكان عندهم على رأيِّ أبي تمَّام:





السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الْكُتُبِ

فِي حَدِّهِ الْحَدُّ بَيْنَ الْجِدِّ وَاللَّعِبِ








ويُعَدُّ السيف المستقيم - سواء منه ذو الحدِّ الواحد وذو الحدَّيْن - النوع الوحيد الذي كان سائِدًا في حضارتنا القديمة، قاتَل به آشور بنيبال، كما قاتَل به حمورابي ونبوخذ نصر، يُستَخدم في الهجوم وفي الدفاع، يُستَعمل للطعن كما يُستَعمل للقطع، أو للاثنين معًا.







وربما كان أوَّل ظهور للسيف المستقيم في العراق في النصف الثاني من الألفيَّة الثانية قبل الميلاد - إذا استثنينا السيف المنجل الذي ظهر قبل تلك الفترة - ويَبقَى السيف هكذا مستقيمًا عند العرب قبل الإسلام وبعده، وفي العصرين الأموي والعباسي.







ولا نجد ذِكرًا فيما كتَبَه الكِنْدي لسيوف عربية إسلامية غير مستقيمة، ويبدو أن هذا التغيُّر في استِقامة السيوف قد حدث بعد الغزو المغولي لبغداد؛ إذ بدأ تأثير صناعة السُّيوف غير العربية الإسلامية فتغيَّر مُلتَوِيًا شكله وتصميمه قليلاً قليلاً، فوجدنا السيف المستقيم النصل، المنتهي بطرف مُلْتَوٍ، وإلى السيف المقوَّس النَّصْل قليلاً الذي ينتَهِي بطرفٍ له حَدَّان، وإلى السيف الذي يَلتَوِي نصله في انحناءَيْن، ومن ثَمَّ صار السيف المقوَّس النصل تَقوِيسًا كاملاً.







ولم نجد في متاحف العالَم سُيُوفًا عربية إسلامية غير مستقيمة يَعُود تاريخها إلى ما قبل مُنتَصَف القرْن الثالث عشر الميلادي، بل كانت السيوف قبل ذلك التاريخ مستقيمة كلها.







ولم يَصِلْنا من السيوف العباسية غير أربعة أو خمسة سيوف بمتاحف إسطنبول، وقد امتازَتْ تلك السُّيوف المستقِيمَة في تلك الفترة على غيرها من سُيُوف العالَم بظاهرة فنيَّة فريدة أطلَقُوا عليها (الفرند)، أو "جوهر" كما يُسَمُّونها، وهو ما حاوَل أهل الصنعة في الغرب معرفته فلم يفلحوا، وها هو الكِنْديُّ في رسالته "السيوف وأجناسها" يَصِفُ سيفًا إفرنجيًّا فيقول: "عِراض الأسافِل، دقاق الرُّؤوس، بسطبة واحدة عَرِيضة في وسطها كالنهر الظاهر، في صدرها أهِلَّة محشوَّة بشبَّة (نحاس أصفر) ومُذَهَّب بذهب، أو صليب محشو كذلك بشبَّة أو ذهب".







وضمَّت رسالة الكِنْدي معلومات فريدة لأنواع الحديد وأصنافه، وما يَزِيد على خمسة وعشرين ضربًا من ضُرُوب السيوف وَفْقًا لمصادر إنتاجها من الدمشقي إلى اليماني والسلماني والقلعي والكوفي والبغدادي والبصري والسرنديبي والهندي والإفرنجي وغيرها، كما تمكَّن من تمييزها بدقَّة، وعرض محاسن كلٍّ منها وما فيها من علامات فارِقة تَنُمُّ عن خبرة ومعرفة بدقائقها.







ورسالة الكِنْدي هذه أمدَّت علماء الآثار في العرب بالمعلومات الفنية الغزيرة عن السيف عند العرب، الذي ظلَّ أمره مجهولاً حتى تمكَّن العلماء في الغرب من حلِّ إشكاله في سعار الثورة الصناعية، وللسُّيوف العربية الإسلامية أثر في تطوير صناعة السيف الإفرنجي، فهناك تأثير مباشر يَتمَثَّل في:



1- ترجمة المستشرق جرار دودي كريمونا لقسم كبير من كتب الكِنْدي؛ ممَّا كان له الأثر الكبير في الشعوب اللاتينية.



2- أمدَّ المستشرق النمساوي هامربور غشتال متاحف الغرب بدراسات رائدة لرسائل الكِنْدي في السلاح.



3- كان لدراسات المستشرق رتر لرسالة الكِنْدي عن السُّيوف المحفوظة في متحف آيا صوفيا - أثرُها الكبير.



4- للكندي رسالة في أنواع السيوف محفوظة في المتحف البريطاني، درَسَها المستشرق الألماني فيلامان ونشر تقاريره عنها.



5- في متحف ليدن بهولندا "رسالة في السيوف وأجناسها"؛ للكندي، ضمن نسخة خطية للكتاب "جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام"؛ للشيزري، ترجَمَها المستشرق هامر برغشتال ضمن دراساته عن (سيوف الشرقيين).







وهناك التأثير غير المباشر، ومن أبرز وجوهه:



1- حروب الفتح والتحرير: في بلاد الأندلس وبلاد أرمينيَّة، وغيرها من بلاد بيزنطة، والبلقان والمجر، وأوروبا الوسطى: التجارة ووسائل التجارة.



2- الرحَّالة الغربيون: من أمثال الكونت فيربيرسان بيف، بنيامين التطلي، ماركو بولو، جون ماندفيل، برتران دي لابورو كبير، بيروتفور القرطبي، بيلوتي الكربتي، أوليريوس، جون شاردان، باولوس جوفيوس، شاردا، تافرنييه، ريمور، بريان، بيرسون، وكثيرون من علماء أوروبا المتخصِّصين.







أنواع الحديد في عصر الكِنْدي:



قسَّم الكِنْدي الحديد إلى قسمين أوليين: المعدني - أي: الحديد الخام - الذي يُستَخرج من مَناجِمه، والحديد المصنَّع الذي تُضاف إليه مواد أخرى في أثناء صهره.







وينقسم الحديد المعدني إلى: الشبرقان - الصلب القابل للسقي – والنرماهن - الرخو غير القابل للسقي - وقد يُخلَط النوعان فيكُوّن نوعًا ثالثًا؛ أي: إن أنواع الحديد المعدنية ثلاثة:







الشابرقانية، النرماهيني، والمركَّب منهما، أمَّا الحديد الفولاذي - المصنَّع - فينقَسِم إلى ثلاثة أقسام: العَتِيق، المُحدَث، ولا عَتِيق ولا مُحدَث، وكانت السيوف الرومية في عهد الكِنْدي تُطبَع من النرماهن، والسيوف الإفرنجية كانت تُطبَع مُركَّبة من شبرقان ونرماهن؛ أي: من الحديد الخام من دون أن يُصنَّع إلى فولاذ.







أنواع وأجناس السيوف في عصر الكِنْدي:



قسَّم الكِنْدي السيوف في عصره حسب أنواع خاماتها؛ فمنها سيوف الشبرقان، ومنها سيوف حديد النرماهن، ومنها مَزِيج من النوعين، ومنها من حديد الفولاذ المصنَّع، ومن هذا الحديد المصنَّع وحدَه ذكر أسماء أكثر من خمسة وعشرين ضربًا من السيوف، ووجد أن أغلب هذه السيوف الإسلامية تُصنَع من الفولاذ المصنَّع وتندَرِج تحت ثلاثة أصناف:







فولاذ عَتِيق ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أجودها اليمانية، ثم القلعية، ثم الهندية، أمَّا سيوف الفولاذ المُحدَث - أي: السيوف غير العتيقة - فهي تَنقَسِم إلى: سيوف البهانج، الرثوث أو الرسوب، وهي (سيوف غسَّانية)، السيوف الصغار، البيلمانية، السلمانية، أمَّا السيوف غير العَتِيقة وغير المُحدَثة فهي نوعان: أحدهما يُسَمِّيه الصياقلة - أي: شحَّاذو السيوف وجلاَّؤوها - غير مولد، وكان منه سيوف تُطبَع باليمن من الحديد السرنديبي وتُسَمَّى السيوف المعتوقة.







والسيوف المولَّدة: وهي خمسة أنواع؛ منها: الخراسانية، البصرية، الدمشقية، المصرية، والكوفية.







وفي رسالتَيْه تناوَل الكِنْدي عِدَّة طرق كيميائية لصنع مختلف أنواع السيوف والسكاكين، سواء منها السيوف القاطعة للحديد، والسيوف السامَّة المُمَغنَطة، وكذلك مَناشِئ صناعة السيوف، سواء كانت هندية أم قلعية أم سرنديبية أم غيرها.







ويُوَضِّح الدكتور صالح مهدي هاشم سرَّ العلاج الذي وضعه الكِنْدي لصدأ السيوف، والذي دَوَّخَ الغرب في وقته بقوله: كيلا تَصدَأ السيوف والآلات وضَعَ الكِنْدي وصفة علمية لصناعة طِلاء مانِع للصدأ على النحو التالي: "تُؤخَذ أوقية صمغ الصنوبر، ومثله صمغ خشب الخضراء، ومثله المستكي، ومثله زفت حرَّاني، ولباب عشرة جوزات مقشَّرة، وست أوراق دهن بذر الكتان، وثلاث أوراق بُرادَة الحديد، ويُطبَخ الجميع في إناء جديد، ويُصَفَّى في خرقة، ثم تُدهَن به الأسلحة والدُّروع والخوذ وما أشبَه، وَقِهِ من الغبار فهو ينقِّيها ويحدُّها ويمنعها من الصدأ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]