من جمعت تراجمه في كتاب، وفوائد ذلك

[ابوالوليد المسلم]

من جمعت تراجمه في كتاب، وفوائد ذلك
د. عبدالحكيم الأنيس


جمعُ التراجم لعالمٍ مُعيّن كان موضعَ اهتمام العلماء والباحثين، وممّا رأيتُه قد ظهر في هذا الباب الكتبُ الآتية:
1- تعريف القُدماء بأبي العلاء.
تمَّ بإشراف الدكتور طه حسين وتحقيق الأساتذة: مصطفى السقا، وعبد الرحيم محمود، وعبد السلام هارون، وإبراهيم الابياري، وحامد عبد المجيد، وصدر في (695) صفحة، وكانت موضوعاته كما يأتي:
أ- التراجم (من "27" كتابًا).
ب- الشذرات (من "34" كتابًا).
جـ- التبرِّي مِنْ معرَّة المعري للسيوطي.
د- أبو العلاء في الأدب المغربي.
هـ- أبو العلاء في الأدب الفارسي.
و- النحاة وأبو العلاء.
ز- كتاب الإنصاف والتحرِّي لابن العديم.
ح- معرَّة النعمان.

(دار الكتب المصرية، القاهرة، 1363هـ-1944م).

2- سيرةُ الغزالي وأقوال المتقدِّمين فيه.
جمعَهُ وحقَّقهُ عبد الكريم العثمان. وفيه (11) ترجمة، وملحقات، في (219) صفحة.
(دار الفكر، دمشق، د.ت).

3- وضَعَ الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه ”مؤلَّفات ابن خلدون“ نصوصًا في أخبار حياته وآراء المعاصرين فيه، من صـ 300-357.

(الدار العربية للكتاب، ليبيا-تونس، ط2، 1399هـ-1979م).

4- شيخ الإسلام ابن تيمية: سيرتُه وأخبارُه عند المؤرِّخين. نصوص مخطوطة ومطبوعة.
جمعها وقدَّم لها الدكتور صلاح الدين المنجد. وقد رجع إلى (17) كتابًا لـ (11) مؤرِّخًا. وبلغ (192) صفحة.
(دار الكتاب الجديد، بيروت، ط1، 1976م).

5- روضة الياسمين فيمَنْ ترْجَمَ للجاحظ من الأقْدَمين.
إعداد وجمع: عدنان محمد الطعمة. نُشِرَ في مجلة المورد، المجلد السابع، العدد الرابع، سنة 1399هـ-1978م، ص 72-132.

6- وضَعَ الدكتور جورج قنواتي في كتابه ”مؤلَّفات ابن رشد“ ستَّ تراجم له، من صـ 4-40.
(الجزائر، 1978م).

7-ابن رشد الحفيد: سيرة وثائقية.
تأليف: د.محمد بن شريفة.
وقد رتبه على: تعريفات. تحليلات. شهادات. إفادات. تأثيرات. مثالات. ملحقات.
(مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط1، 1419هـ-1999م.)

8- الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون.
جمعَهُ الباحثان الشيخان محمد عُزير شمس وعلي بن محمد العمران، في (817) صفحة.
(دار عالم الفواد، ط2، 1422هـ).

9- أبو الهدى الصيادي في آثار معاصريه.
للأستاذ حسن السماحي سويدان، وهو في أحد عشر قسمًا، وبلغ (392) صفحة. ووعد المؤلف أن يكون له جزءٌ ثانٍ.
(دار البشائر، دمشق، ط1، 1423هـ-2002م).

10-ولي:
القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي في آثار القدماءِ والمُحْدَثين "دراسة وثائقية". وفيه أكثر من خمسين ترجمة، مرتبة حسب وفياتِ مُنشئيها أو ناقليها، في (438) صفحة.
(دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، دبي، ط1، 1424هـ-2003م)[1].
♦ ♦ ♦


وفي ذلك إحدى عشرة فائدة، وهي:
1- معرفة مناهج المؤلِّفين في مؤلفاتهم، وطرقهم في مُصنَّفاتهم.

2- معرفة ما يعرو النصوصَ عبر القرون مِنْ تحريفٍ وتصحيفٍ.

3- معرفة ما يَدخلُ على النصوص من زيادةٍ ونقصانٍ.

4- معرفة النصوص التي نُقِلتْ بالمعنى دون اللفظ.

5- ثم إنَّ كلَّ ترجمة تُعبّرُ عن شخصية كاتبها ومُوردها، فلا بُدَّ مِنْ ذكرها كاملة لتدلَّ على ما يُرادُ منها.

6- وفي ذكر النصوص كاملةً خدمةٌ كبيرةٌ لمَنْ يريد التوثُّق مِنْ أمرٍ أو اسمٍ أو مسألةٍ مشكلةٍ، أو مِنْ لفظةٍ معضلةٍ يبحثُ عن شرحها أو تفتيحها، وكثيرًا مـا أدّى النقلُ بتصرُّفٍ إلى أخطاء، وأضفى على النص طابعَ الناقلِ وفهمَه!

7- تكشفُ هذه النصوص كاملةً مجتمعةً عمّن انفردَ بمعلومةٍ، وعن أول مَنْ ذكرَ أمرًا ومَنْ تبعهُ وقلَّدهُ.

8- هذه النصوص بمثابة نُسخٍ متعددةٍ، فكما يَحتاج المحقِّقُ إلى عدة نسخ مخطوطة لإخراج نصٍ سليمٍ، فكذلك الباحث ينتفعُ كثيرًا إذا وَجَدَ النصَّ منقولًا في أكثر من كتاب.

ويتجلى هذا في مظاهرَ متعددة، منها - على سبيل المثال - ضبطُ الشعر وإقامةُ وزنه، وبيانُ اختلافِ مفرداته، وأثرُ هذا على المعنى والصورة.

9- وتنفعُ هذه النصوص في إثارة مسائل علمية، كأنْ يُنْسَبَ إلى متقدِّم كلامٌ لا يُوجَدُ في كتابه، ويَدفع هذا إلى البحثِ والاستكشافِ والرصدِ حتى يصل الباحثُ إلى ما يقنعه، وفي هذه الرحلة والمرحلة تتراءى أفكارٌ كثيرةٌ.

10- إنَّ إثباتَ بعضِ القصائد والمقطوعات المُكرَّرة في هذه التراجم نافعٌ كثيرًا في الدلالة على إعجابِ العلماءِ والأدباءِ والمؤرِّخين بها، وفي حذفِها تضييعٌ لهذه الدلالة.

11-اختصار الوقت على الباحثين.
إلى غير ذلك من الفوائد التي يَلحظها المُتابِعون.

ولا بُدَّ من القول: إنَّ اللجوء إلى هذا الأسلوب قد يكونُ ضرورةً، ولاسيما حين تخلو المعلوماتُ من الأسانيد التي تَكشفُ الحقائق، وقد يكونُ في نُقول العلماء وسُكوتهم وما يُفهَمُ من هذا السكوت ما يُساعِدُ الباحثَ في الوصول إلى نتيجةٍ مُرْضِية[2].


[1] وقد جمعتُ في ملفاتٍ تراجمَ عددٍ من العلماء كابن الجوزي، وعبدالعزيز الديريني، والفيروزأبادي، ومرعي الكرمي، وغيرهم، وأفادني ذلك في البحوث المتعلقة بهم كثيرًا.

[2] مِنْ مقدّمتي لكتاب "القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي" المذكور، ص 13 - 16.