شرح حديث عدي بن حاتم الطائي: من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل الدعاء في الوتر في رمضان قبل الوتر أم بعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 44007 )           »          الأموال الربوية بعد توبة صاحبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التوبة من الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          زكاة رواتب الموظفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          توجيه في طلب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2020, 08:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,598
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث عدي بن حاتم الطائي: من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها

شرح حديث عدي بن حاتم الطائي: من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



عَنْ أَبي طَريفٍ عَديِّ بنِ حاتمٍ الطَّائِيِّ رَضْيَ اللهُ عنه قالَ: سمْعتُ رسولَ اللهِ صلَّي الله عليه وسلَّم يقولُ: «مَنْ حلَفَ علَي يمينٍ ثمَّ رأَى اتقَي للهِ منْهَا فليَأْتِ التَّقوَى». رواه مسلم.

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
اليمينُ هي الحَلِفُ باللهِ عزَّ وجلَّ، أو باسمٍ من أسمائه، أو صفةٍ من صفاتِه، ولا يجوزُ الحَلِفُ بغيرِ اللهِ، لا بالنَّبيِّ صلَّي الله عليه وسلَّم، ولا جبريل عليه الصَّلاةُ والسَّلام، ولا بأيِّ أحدٍ من الخلقِ، لقولِ النَّبي صلَّي الله عليه وسلم: «مَنْ كان حالفًا فليحلِفْ باللهِ أو ليَصْمتْ». وقال: «مَنْ حلَفَ بغيرِ اللهِ فقد كفَرَ أو أشْرَكَ». فمن حلف بغير الله فهو آثم، ولا يمينَ عليه، لأنها يمينٌ غير منعقدةٍ؛ لقول النبي صلي الله عليه وسلم: «مَنْ عمِلَ عملًا ليس عليه أمرنَا فهو رَدٌّ».

ولا ينبغي للإنسان إن يُكثر من اليمين، فإنَّ هذا هو معني قولِه تعالى: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: من الآية 89]، على رأي بعض المفسرين، قالوا: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾: أي لا تكثروا الحلفَ بالله، وإذا حلفتَ فينبغي أن تقيد اليمين بالمشيئة، فتقول: والله إن شاء الله، لتستفيد بذلك فائدتين عظيمتين:
الفائدة الأولى: أن يتيسَّر لك ما حلفتَ عليه.


والفائدة الثانية: أنَّك لو حنثت فلا كفارة عليك، فمن حلف علي يمينٍ، وقال: إن شاء الله، لم يحنث، ولو خالف ما حلف عليه، ولكن اليمين التي توجب الكفارة هي اليمين على شيءٍ مستقبل، أمَّا اليمين على شيءٍ ماضٍ فلا كفارة فيها، ولكن إن كان الحالف كاذبًا فهو آثم، وإن كان صادقًا فلا شيء عليه، ومثال هذا لو قال قائل: والله ما فعلتُ كذا! فهنا ليس عليه كفَّارة صدَق أو كذَب، لكن إن كان صادقًا أنه لم يفعله فهو سالم من الإثم، وإن كان كاذبًا بأن كان قد فعله فهو آثمٌ.

وأمَّا اليمين التي فيها الكفارة فهي اليمين على شيءٍ مُسْتقبل، فإذا حلفت على شيء مستقبل، فقلتَ: واللهِ لا أفعل كذا، فهنا نقول: إن فعلتَه فعليك الكفارة، وإن لم تفعلْه فلا كفارة عليك، والله لا أفعل كذا، فهذه يمين منعقدة، فإن فعلتَه وجبتْ عليك الكفارة، وإن لم تفعله فلا كفارة عليك، ولكن: هل الأفضل أن أفعل ما حلفت على تركه، أو الأفضل أن لا أفعل؟

في هذا الحديث بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام: أنَّك إذا حلفت علي يمين، ورأيت غيرَها أتقي لله منها، فكفر عن يمينك، وأْتِ الذي هو أتقي.

فإذا قال قائلٌ: والله لا أكلِّم فلانًا، وهو مسلم، فإنَّ الأتقى لله أن تكلمه، لأن هجر المسلم حرام، فكلِّمْه وكفر عن يمينك؛ لأنَّ هذا أتقي لله ولو قُلتَ: والله لا أزور قريبي، فهنا نقول: زيارةُ القريب صلة رحمٍ، وصلة الرَّحم واجبة، فصِلْ قريبك، وكفر عن يمينك؛ لأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول: «فرَأى غيرها خيرًا منها فليُكفِّر عن يمينه فليأتِ الذي هو خيرٌ»، وعلي هذا فقِسْ.

والخلاصة أن نقول: اليمين على شيءٍ ماضٍ لا يُبْحث فيها عن الكفارة؛ لأنَّه ليس فيها الكفارة، لكن إمَّا أن يكون الحالفُ سالمًا أو يكون آثمًا. فإن كان كاذِبًا فهو آثم، وإن كان صادقًا فهو سالم.

واليمين على المستقبل هي التي فيها الكفارة، فإذا حلَف الإنسانُ على شيءٍ مستقبلٍ وخالف ما حلف عليه، وجبت عليه الكفارة، إلا أن يُقْرن يمينه بمشيئة الله، فيقول: إن شاء الله، فهذا لا كفارة عليه ولو خالَف. واللهُ الموفِّق.


المصدر: «شرح رياض الصالحين» (1 / 528 - 531)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.42 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]