|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فرصة سانحة للدعاة . عبدالله المسلم يعتني أهل التجارة بمواسم تدر عليهم ما لا تدره غيرها ؛ ولذا تشكل هذه المواسم مصدراً مهماً من مصادر التجارة ، بل إن كثيراً من تجار المسلمين يحصلون في موسم الحج ورمضان أضعاف ما يحصلونه في غيرهما ، وبوّب البخاري رحمه الله في صحيحه (باب : التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية) . وإذا كان التاجر قد يضحي بفرص كثيرة حاشا فرص المواسم ؛ فالدعاة إلى الله تبارك وتعالى أوْلى وأحرى بأن يحرصوا على استثمار المواسم واغتنامها في نشر دعوتهم ، وألا يفرطوا فيها ؛ وها هو الداعية الأول -صلى الله عليه وسلم- يستثمر فرصة اجتماع الناس في الحج ليعرض عليهم دعوته ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على الناس في الموسم فيقول : (ألا رجل يحملني إلى قومه ؛ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي) [1] . وعن ربيعة بن عباد الديلي قال : رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطوف على الناس بمنى في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول : (يا أيها الناس ! إن الله عز وجل يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً) قال : ووراءه رجل يقول : هذا يأمركم أن تَدَعوا دين آبائكم ، فسألت : مَنْ هذا الرجل ؟ فقيل : هذا أبو لهب [2] . وثمة جوانب ومجالات عدة تفتح أمام الدعاة في رمضان لا تفتح أمامهم في غيره ؛ فالقلوب تصبح أقل قساوة وأكثر قرباً إلى الله تبارك وتعالى منها في غير رمضان ، ولذا نرى الرجل الفاسق المعرض ، المسارع في الكبائر تتغير أحواله في رمضان . وفي رمضان يكثر مرتادو المساجد أكثر مما في غيره . وفي رمضان يصبح الناس أكثر إصغاءاً وإقبالاً على الموعظة منهم في غيره . وفي رمضان يكثر توافد الناس على بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة ، مما يتيح فرصة للخير لأهل البلد الحرام والوافدين عليه ، بل يتيح فرصة لكافة الدعاة في استثمار هذا الجانب ومرافقة من يريدون دعوته لأداء العمرة ؛ فيتيح السفر لهم ما لا يتيحه غيره . وفي رمضان يقبل الناس على إخراج الزكوات والصدقات فيكون ذلك فرصة الدعاة في حث الناس وتوجيه الأموال للمصارف المجدية المفيدة ، وتعد مشاريع تفطير الصوّام ميداناً للإحسان إلى الناس ورعايتهم ، ويمكن أن يضم لذلك برامج دعوية وتوجيهية . ويتيح قدوم المرأة للمسجد في رمضان فرصة لخطاب شريحة واسعة لم يكن يتيسر خطابها قبل ذلك ؛ فثمة فئة واسعة من النساء لا تأتي إلى المسجد إلا في صلاة التراويح في رمضان . إن كثيراً من المسلمين يعتنون بالصيام أكثر من غيره ولا يفرطون فيه ، بل إنك ترى فئة كبيرة منهم يصوم وإن كان لا يشهد الصلاة مع المسلمين . والصيام يكشف عن جوانب مهمة في النفوس من القدرة على الامتثال ،والقدرة على ضبط النفس والسيطرة على شهواتها . وكثرة أسئلة المسلمين عن أحكام الصيام وعنايتهم بها يكشف جانباً من الخير . ألا يمكن أن يستثمر ذلك كله في خطاب المسلمين وإقناعهم بأن ثمة جوانب كامنة في نفوسهم ينبغي أن ينطلقوا منها إلى تصحيح واقعهم ؟ إن مثل هذه الفرص ينبغي أن تدعونا إلى توسيع دائرة الخطاب وموضوعه ؛ فلا يقتصر على مجرد حث الناس على استثمار رمضان ، وتلاوة القرآن ، وصلاة التراويح فقط ، فمع أهمية هذه الأمور وضرورة الحديث عنها ، إلا أن هناك ما لا يقل عنها أهمية ووجوباً في حياة المسلمين كالتوبة ، وإصلاح القلوب ، واجتناب الموبقات ، وأداء ما أوجب الله تبارك وتعالى وغير ذلك . (1) رواه الترمذي ، ح/2925 ، وابن ماجه ، ح/201 ، وأبو داود (4734) . (2) رواه أحمد ، ح/15594 .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |