كيف أعوضهم عن فقدان والدهم؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أولو الألباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 14 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 7 )           »          من آداب الفيس بوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نماذج فى الدوام على الصالحات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العلامة الطبيب حُنين بن إسحاق العِبَادي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قليل دائم خير من كثير منقطع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الروايات الأدبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          محطات في حياة المراهق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          في ظلال حديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ساء تحدث عنهن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-01-2020, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,217
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أعوضهم عن فقدان والدهم؟

كيف أعوضهم عن فقدان والدهم؟


د. ياسر بكار


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ ثلاثة أطفال: ولدان وبنت، قد تُوفِّي والدُهم، فكيف أعوضهم عن فقدان والدهم، وأقوم بدور الأب والأم؟ علمًا بأنَّ أعمارهم: الولد الأول خمس سنين، والصغير سنتان، والبنت سبع سنين.
مع العلم أنَّني قلقةٌ من تأثير المجتمع المحيط من حولنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بك في (شبكة الألوكة) وأهلاً وسهلاً.
بدايةً أسأل الله العظيم أنْ ينزل رحماته على زوجك الفقيد، ويجعلَ قبره روضةً من رياض الجنة، كما أشكر لك هذا الاهتمام والوعي.

هناك بعض الأمور المهمَّة التي أودُّ أن أذكرها هنا:
أولاً: يجب أنْ تعرفي جيدًا أنَّك قادرةٌ على تربية أطفال صالحين حتى في غياب والدهم، أريدُك أن تؤمني بذلك، وتَثِقي بنفسك ثقةً كاملة، صحيحٌ أنَّ وجود الأب مهم، لكن يمكن لك أنْ تنجحي دُونه، والأمثلة التي تدلُّ على ذلك كثيرةٌ من حولنا.

ثانيًا: هناك دوران يجب أنْ تقومي بهما:
الدور الأول: هو الأم الحنون العطوف.
والدور الثاني: هو الأم الحازمة الصارمة.
ليس من المستحيل أنْ تقومي بذلك إذا امتلكتِ الوعي والتدريب اليومي على لعب هذين الدورين.

ثالثًا: طوِّري شبكةً من الأشخاص الداعِمين، وهم في العادة أفراد أسرتك الذين يُقدِّرون العبء الذي تتولَّينه، وتمتدُّ شبكة الدعم للأصدقاء المقرَّبين وأفراد الأسرة الكبيرة، ليس من العيب أنْ نطلُب من البعض تحمُّل جزءٍ من المسؤولية لبعض الوقت في الظروف المختلفة، لقد رأيت بعض الأمَّهات ممَّن يعتقدن أنَّه من التواكُل والكسل أنْ تطلب من أحدٍ مساعدتها، وفي المقابل يَشعُر بعض أفراد أسرتها بالضيق؛ لأنَّها لا تتيح لهم الفرصةَ لمساعدتها، فيجب الانتباهُ إلى ذلك والتوسُّط في الأمور كلها.
إنَّ الله خلق فينا غريزةَ حب المساعدة؛ ولذا نشعر بالسعادة عندما نُقدِّم المساعدة للآخَرين إذا طُلبتْ منَّا بالشكل المناسب والوقت المناسب.

رابعًا: يجب أنْ تصرفي بعضَ الوقت لزيادة معرفتك بطرق التربية ووسائلها، هناك - بحمد الله - العديد من المواقع والكتب والأشرطة السمعية التي تتحدَّث عن ذلك بإسهاب؛ لذا لا تتوقَّفي عن التعلُّم والقراءة والاستماع حول هذا الموضوع.

خامسًا: اهتمِّي بنفسك، أنت أمامَ عملٍ مهم ومتعب؛ ولذلك يجب ألاَّ تنسي في غمرة هذا العمل أنْ تهتمِّي بنفسك؛ بصحَّتك وجمالك، بعلاقاتك الاجتماعية، بتطوير مهارتك وقدراتك، تذكَّري أنَّه إذا لم تشعُري أنت بالسعادة والراحة فلن تستطيعي منحَها لشخصٍ آخَر على الإطلاق، اقتَطِعي وقتًا لنفسك بعيدًا عن كلِّ المسؤوليَّات، وقُومِي بأعمال (أنانية)! لك أنت فقط.

سادسًا: المربي الناجح ليس الشخص الذي يقوم بكلِّ المهام، اصرِفي بعضَ الوقت لتعليم الأطفال كيف يخدمون أنفسهم ويساعدون بعضهم البعض، اصرِفي وقتًا لتطوير مَهاراتهم في الاعتماد على أنفُسِهم، وشجِّعيهم على ذلك مع التنبُّه إلى الاعتدال في ذلك؛ حتى لا يُشكِّل ذلك ضغطًا نفسيًّا عليهم.

سابعًا: تذكَّري أنَّ هناك فرقًا بين حُضور الأم جسديًّا وحُضور الأم عاطفيًّا، كثيرٌ من الأمهات - وبسبب الهم الكبير الذي يتولَّينه - تراهُنَّ موجودات مع أطفالهن جسديًّا لكنهن منشغلات عنهم عاطفيًّا، وهذا مضرٌّ للغاية.
احرصي دائمًا على أنْ تكوني موجودةً عاطفيًّا كمستمعةٍ جيدة ومتفاعلة وسائلة بارعة... وهكذا، هذا هو جوهر التربية، وليس مجرَّد تلبية حاجات الأطفال الجسديَّة.

ثامنًا: هناك نوعٌ من الثقافة يجب أنْ تكتسبيه يومًا بعد يوم، وأقصد هنا (ثقافة تسيير الحياة اليومية)، ويشمل ذلك طريقة التعامُل مع البنك والطيران واستئجار المنزل... وغير ذلك، ستساعدك الشبكة الداعمة في ذلك، والطريقة المثلى هي السؤال، الذي يسأل يتعلم، والذي يخجل أو يترفَّع عن السؤال سيجد صُعوبات شديدة.
كما لا بُدَّ أن نتذكر أنَّ الفشل أمرٌ طبعي، ويحدث حتى مع أكثر الرجال نباهةً وحِرصًا.

تاسعًا: اجعَلِي الروح الإيجابيَّة هي الطاغية في البيت، إنَّنا نتأثَّر جميعًا - صغارًا وكبارًا - بالجوِّ الشعوري الذي نعيشُ فيه؛ لذا اجعلي همَّك أنْ تبثِّي روح التفاؤل والإيجابيَّة في بيتك وطريقة حديثك مع أبنائك، ولا تقبلي أبدًا أنْ يشعر الأطفال أنهم أقلُّ من غيرهم بسبب فقدان والدهم، تعرَّفي على بعض القصص الحيَّة من معارفك لأسرٍ تُماثِل وضْع أسرتك، ونجحت في تخريج أبناء ناجحين ومُتفوِّقين في مَناحِي حياتهم المختلفة، واستشهدي بهذه القصص أمام أطفالك.
الروح الإيجابية تبدأ في الواقع من داخلك أنت، موقفك النفسي الداخلي هو العامل الأهم المحدِّد لمقدار الإيجابيَّة التي ستنقلينها لأطفالك؛ لذا قُومِي بتغييره إلى موقفٍ نفسي إيجابي ومنفتح ومحب، هذه مهمَّة كبيرة وذات أولويَّة قبل كلِّ شيء.

عاشرًا: من الأخطاء غير الشائعة أنْ تنظر الأمُّ إلى أطفالها على أنهم داعِمون لها أمامَ مشكلاتها اليوميَّة؛ ولذا فقد تشكو للكبير منهم بعضَ الهموم والصعوبات التي تُواجِهها، هذا غير صحِّي أبدًا، أبناؤك أطفالٌ لا يستطيعون تقديمَ الدعم النفسي لك، إنَّ إشراكهم في ذلك يُشكِّل ضغطًا نفسيًّا كبيرًا عليهم، ابحثي عن الدعم لدى الكبار وليس لدى الأبناء.

أحد عشر: كوني قريبةً من الله، قِفِي على بابه، تذلَّلي بين يديه واسأليه سبحانه الرضا والعون والتوفيق، كما يجب أنْ تبثِّي في بيتك روحًا مهمَّة وهي أنَّنا لسنا وحدَنا، فالله معنا حافظًا لنا ومُعِينًا ومساعدًا، علِّمي أطفالك اللجوءَ إلى الله في أيِّ ضائقة، دَعِيهم يشعرون بقوَّة الدعم الذي سيتلقَّونه عندما يمدُّون أيديهم إلى الله العظيم سبحانه عاجلاً أو آجلاً.

ختامًا: في أيِّ مرحلةٍ من مراحل حياتك شعرت أنَّك تحت ضغط نفسي أو شعرت بالقلق والضيق، لا تتردَّدي في طلب المساعدة من حكيمٍ أو متخصص؛ هذا سيساعدك بشكلٍ كبيرٍ، كوني فخورًا بنفسك وبالإنجاز الذي ستُحقِّقينه - بإذن الله.
ما تقومين به أمرٌ عظيم تستحقِّين عليه كلَّ التكريم، أسأل الله العظيم أنْ يمدَّك بعونٍ من عنده، إنه سميع قريب مجيب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]