سبل الارتقاء بالبيئة الدعوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2020, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي سبل الارتقاء بالبيئة الدعوية

سبل الارتقاء بالبيئة الدعوية
د. هند بنت مصطفى شريفي



يتفق القائمون على الدعوة على الأثر الكبير الذي يمكن أن تحدثه البيئة المحيطة بالدعوة سلباً وإيجاباً، لذلك فإن الحصول على ثمرات الدعوة الزكية يتطلب من القائمين على الدعوة مراعاة البيئة المحيطة، والعمل على بذل الجهود التي تعين على علاج المعوّقات أمام دعوة الطالبات، وعلى الارتقاء بالدعوة من خلال مراعاة السبل العديدة، التي منها ما يأتي:
أولاً: التعاون مع الجهات العلمية والدعوية:
ليتم الارتقاء بالدعوة لا بد من التعاون بين الجهات المهتمة بأمر الدعوة إلى الله، حتى يمكن التغلب على عائق الروتين والنظام الإداري الذي يستغرق كثيرا من الوقت والمتابعة لاستصدار موافقة بشأن نشاط من الأنشطة الدعوية، كاستضافة الدعاة والداعيات من خارج المدرسة، وهو نشاط يستفيد منه عدد كبير من الطالبات إضافة إلى المعلمات، فمن المهم التنسيق لإيجاد طريقة معيّنة تضبط وتنظم مثل هذا الأمر، وأن يكون هناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم ممثلة في إدارات التعليم بالمناطق، وبين الشخصيات والجهات التي يمكنها المساهمة في الارتقاء بالدعوة كالعلماء والدعاة والداعيات الأكفاء، وكليات التربية والجامعات، ومكاتب بالدعوة والإرشاد، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهات الخيرية التي تتبنى مبدأ الدعوة والإصلاح ونشر الوعي في المجتمع.

ثانياً: التعاون والتواصل السليم بين المدرسة والأسرة:
تعتبر المدرسة أداة مكملة لجهود الأسرة، فالتربية الصحيحة للطالبة تبدأ في أحضان أسرتها، حيث تُلقن مبادئ الحياة السليمة، وأساليب التعايش مع البيئة المحيطة، ويُغرس في قلبها مبادئ الإيمان الصحيح، ثم تأتي المدرسة لتكمل هذه المهمة من خلال التواصل والتعاون بين المدرسة والأسرة، ومن الممكن أن تخصص المدرسة جهازا معينا لتنسيق الاتصال بأسرة الطالبة، لمعرفة الظروف التي نشأت فيها، والتعاون لإصلاحها وتقويم سلوكها، وما يظهر عليها من انحرافات، لئلا يحدث تعارض أو تناقض بين أسلوب المدرسة في التوجيه والدعوة، وبين أسلوب المنزل، فتقع الطالبة ضحية هذا التعارض.

وهذه الوظيفة للمدرسة تتحقق بصورة جيدة حينما تتبنى مبدأ (التواصي بالحق)، فتتعاون المدرسة مع الأسرة ومع بقية مؤسسات المجتمع التربوية، بحيث يكون هدف الجميع تحقيق العبودية لله وتطبيق شرعه في الأرض[1] وعمارة الأرض بمقتضى الشهادتين.

ثالثاً: تهيئة المناخ المناسب للدعوة إلى الله في المدرسة:
إن الدعوة عملية تتفاعل فيها المعلمة الداعية مع الطالبة التي تدعوها، وتهيئة الأجواء المناسبة الطيبة يساعد على الاستجابة والتفاعل القوي الذي يقوم على التفاهم المشترك بينهما، فعلى المعلمة إيجاد بيئة مناسبة ومشجعة على الإصغاء والتفاعل، سواء فيما يتعلق بالمكان نفسه المخصص لإقامة الأنشطة الدعوية من حيث نظافته وتهويته وإضاءته.. إلخ، أو من ناحية الجو الاجتماعي السائد من حيث الألفة والاستئناس، ووجود المشاعر الإيجابية بين الطرفين كالاحترام والتقدير والمحبة والبشاشة وغيرها، فإن هذا يجعل الطالبة تقبل على معلمتها الناصحة لها بشغف واهتمام، وقد أوصى علماء السلف بضرورة العناية بمثل هذه الأجواء في الدعوة والتعليم، خاصة عند من يُلمس ويُتوقع منهم الصلاح والاستجابة للدعوة، ومن ذلك قولهم: على المعلم الداعية أن يرحِّب (بالطلبة إذا لقيهم، وعند إقبالهم عليه، ويكرمهم إذا جلسوا إليه، ويؤنسهم بسؤاله عن أحوالهم وأحوال من يتعلق بهم بعد ردّ سلامهم، وليعاملهم بطلاقة الوجه، وظهور البشر، وحسن المودة، وإعلام المحبة، وإظهار لشفقة، لأن ذلك أشرح لصدره، وأطلق لوجهه، وأبسط لسؤاله، ويزيد في ذلك لمن يرجى فلاحه، ويظهر صلاحه)[2]، وعليه فإن تهيئة المناخ المناسب في المدرسة يتطلب توعية جميع الفئات المحيطة بالطالبات من معلمات وإداريات وعاملات بأهمية وفائدة الأنشطة الدعوية التي تهدف إلى إصلاح الطالبات.

رابعاً: العمل على بناء فريق دعوي فعَّال في المدرسة:
يحتاج الارتقاء بالدعوة في المدرسة إلى تجنب المعلمة الداعية الفردية في الدعوة، فلا تحمل عبء الدعوة على كاهلها دون معين أو مساعد، سواء في التخطيط أو التنفيذ، فإن للدعوة متطلبات ومستلزمات قد تعجز عنها أو تضعف عن القيام بها، خاصة إذا واجهتها التحديات والعقبات، فحينئذ تشتد حاجتها إلى من يؤازرها ويشد من عضدها، وقد سأل موسى - صلى الله عليه وسلم الله تعالى أن يقويه ويشد من ظهره بأخيه، قال تعالى: ﴿ هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴾ [طه: 30، 31][3] (ومعناه: تقوى به نفسي، والأزر: القوة، وآزره: قوّاه... وقيل الأزر: العون، أي يكون عونا يستقيم به أمري)[4].

وبهذا يتعين على المعلمة الداعية أن تعمل على بناء فريق دعوي فعّال يشاركها في القيام بالدعوة داخل المدرسة، وأن تستقطب من المعلمات والطالبات الخيّرات اللاتي يحملن همّ الدعوة ويرغبن في الإصلاح، حتى تتمكن من إحداث التغيير المطلوب في مجتمع المدرسة، إضافة إلى ما يحققه ذلك من مصالح أخرى ترتقي بالدعوة، مثل استثمار الطاقات الموجودة لدى الطالبات وتوجيهها وتنميتها، إضافة إلى الشعور بالاستئناس وعدم الوحشة، والشعور بالمتعة بالرغم من كثرة الأعباء، وهذا يزيد الإنتاجية والحماس عند الداعيات ويحقق أهداف الدعوة.

إن تكوين الفريق الدعوي يستلزم الإخلاص في النية لله تعالى والعمل على نصرة دينه، وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، والتجرد من هوى النفس وحب الشهرة والتفوق على الآخرين، مع ضرورة معرفة إمكانات كل عضو في الفريق، والعمل على وضعها في مكانها المناسب، والعمل على تطوير تلك القدرات، والعناية بالتنسيق بين أعضاء الفريق في أداء المهمات والمسؤوليات.

ولأهمية التعاون في حياة الناس على مرّ العصور، مثَّل الله تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم وصحابته في تعاونهم وتؤازرهم في الدعوة ونصرة الدين، فقال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ﴾ [الفتح: 29] [5]، فشبّههم بالزرع الذي أخرج أفرخه فآزرته في الثبات والاستواء، فقوي ذلك الزرع وغلظ، واستقام على قضبانه، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم كالزرع في نفعهم للخلق، فالصغير والمتأخر إسلامه يلحق بالكبير السابق، ويعاونه لإقامة دين الله[6].

إن حماس المعلمة لعملها الدعوي وصدق عاطفتها؛ يجعل من حولها من المعلمات والطالبات متقبلات لأهدافها، وعاملات لأجل تحقيقها، بل يجعلهنّ متبنيات لوجهة نظرها ومدافعات عنها، وهذا يُكسب الدعوة أنصارا وحماسا ونشاطا، يحقق أهداف الدعوة في المرحلة الثانوية.

خامساً: إيجاد بيئة تربوية صالحة في المدرسة:
إن الارتقاء بالمستوى التربوي في المدرسة يؤثر إيجاباً على الدعوة فيها، ولكي تصبح المدرسة بيئة تعليمية تربوية جيدة ينبغي مراعاة الأمور الآتية:
1- التمسك العام بالمبادئ والقيم الإسلامية، لأنها تشكل الأساس العميق الذي يقوم عليه البناء التربوي كله، والقاعدة الثقافية التي توجد على أساسها.

2- فهم حاجات ونفسيات الطالبات، وإشعارهنّ بالاهتمام والاحترام، ومساعدتهنّ على التحسن بتوجيه الجوانب الإيجابية لديهنّ.

3- تحفيز روح الانفتاح والمصارحة والمشاركة والتعاون لدى جميع المنتسبات للمدرسة من إداريات ومعلمات وطالبات.

4- إشراك الطالبات في اكتشاف المعايير الصالحة وتحديد القيم المطلوبة منهنّ، وتفعيلهنّ في نشر الخير والفضيلة في البيئة التربوية المدرسية دون الإملاء عليهنّ.

5- سياسة المدرسة بالعدل بين الطالبات والبعد عن التحيز والتعصب والمفاضلة بينهنّ، إلا على أساس التقوى والجد والاجتهاد.

6- تواصل المدرسة مع المؤسسات التربوية الأخرى في المجتمع، وتحويل المدرسة إلى بيئة متفاعلة مع المجتمع[7].

إن الحرص على الارتقاء بالدعوة مطلب ضروري في إطار العمل الدعوي والتربوي بشكل عام، حيث إن الهدف من الارتقاء بالدعوة منع جمودها، والارتقاء بها نحو الأفضل، إضافة إلى التغلب على المشكلات والعقبات التي تعترضها، فمن الضروري أن تواكب الدعوة ما يستجد حولها من المؤثرات والتطورات، ولتتمكن القائمة بالدعوة من تقديم الدعوة بأفضل الوسائل والأساليب، ولا تتوقف عند خبرات ومعلومات معيّنة، أو تُعرض عن اكتساب مهارات وخبرات علمية جديدة تتعلق بكونها معلمة في المدرسة وداعية إلى الله، فإن الجمود على حالة واحدة دون ارتقاء يعود بالضرر على الدعوة من حيث ضعف إمكاناتها وخبراتها وثمارها مع مرور الزمان.


[1] ينظر: أصول التربية الإسلامية : عبد الرحمن النحلاوي ص 146.

[2] تذكرة السامع والمتكلم : العلّامة بدر الدين ابن جماعة الكناني ص 65.

[3] سورة طه: الآيتان 30-31.

[4] باختصار: الجامع لأحكام القرآن 11 /193.

[5] سورة الفتح: جزء من آية 29.

[6] ينظر: تفسير الشيخ السعدي ص 740.

[7] ينظر: بناء الأجيال: د. عبد الكريم بكار ص 63-68.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.56 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]