كيف نُخلِص النيَّة في طلَب العلم؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن وقيامه به في جوف الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من مائدة التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 1747 )           »          الكتمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شبح الغفلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لماذا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند دعاء الركوب؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المنكرات الرقمية: فريضة الحسبة في زمن الشاشات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله سبب من أسباب إعانة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          عداوة الشيطان للإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 474 - عددالزوار : 158881 )           »          تحريم الحلف بالملائكة أو الرسل عليهم الصلاة والسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2020, 02:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,671
الدولة : Egypt
افتراضي كيف نُخلِص النيَّة في طلَب العلم؟

كيف نُخلِص النيَّة في طلَب العلم؟


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي





السؤال

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وبعدُ:

لا بأس إنِ اجتهد تلميذ كلية العلوم لاجتياز الاختبار، والحصول على الشهادة، لكننا - نحن طلابَ العلوم الشرعية - لا يصح لنا بحالٍ منَ الأحوال أن نجتهدَ في طلَب العلْم الشريف للدُّنيا.



ولكن المشكلة أننا اليوم - طلاَّبَ العُلُوم الشرعيَّة - نَسير وفْق برنامج أكاديمي يتطلَّب منَّا الحضور والمراجعة لاجتياز الاختبارات، فأخشى أن تكونَ نيتُنا لهذه الأمور، فمَن منَّا لا يُريد النجاح، لكن النجاح الأكبر في الآخرة.



فكيف نُوَفِّق بين ما يتطلبه النظام، وبين ما يتطلبه الإخلاص لله ربِّ العالَمين؟



وجزاكم الله خيرًا


الجواب

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رَسُول الله، وعلى آلِه وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعْدُ:

فما ذكره الأخ الكريم يُمكن أن يندرجَ تحت قاعدة "الأمور بمقاصدها"؛ بمعنى: أنه إن أحْسَنَ النِّيَّة في طلَب العلم، فقَصَد به وجْه الله - عزَّ وجل - والعمل به، وإحياء الشريعة، وتنوير قلْبه، وتحْلية باطنه، والقُرب من الله - تعالى - يوم لقائِه، والتعرُّض لما أعَدَّ لأهله مِنْ رضْوانه، وعظم فضْله - كان كل ما يفعله - تحقيقًا لتلك النية النبيلة، والقصد الصالح - تابعًا لها، ويكون حضوره للجامعة والجد في الامتحان والتفوُّق وغيرها من العبادات التي يؤجر عليها - إن شاء الله - بالنيَّة الأصلية، ولا يمنع هذا مِنْ تجديده نيته من وقت لآخر، كما يُجدِّد المسلم إيمانه، فهذا مما يدفعه دائمًا للجدِّ في دراسته؛ لأن في زحمة الحياة قد ينْسَى المرءُ مقاصده الأصليَّة.



هذا؛ والعلم ابتداؤه بالنِّيَّة الحسنة، ودوامه بحُسن الخلُق، وسداد السيرة، والقيام بالحقوق الواجبة، ولا يقصد به الأغراض الدنيوية؛ مِنْ تحصيل الرِّياسة، والجاه، والمال، ومباهاة الأقران، وتعظيم الناس له، وتصديره في المجالس، ونحو ذلك، فيستبدل الأدنى بالذي هو خير، وليتذكر طالبُ العلم دائمًا أن العلم عبادة من العبادات، وقُربة من القرَب، بل هو أعظم من صلاة النافلة وقيام الليل؛ لأنَّ فضلَه مُتَعدٍّ، فإن خلصتْ فيه النية قُبِل وزَكَا ونَمَتْ بركتُه، وإن قصد به غير وجْه الله حبط وضاع، وخسرتْ صفقته، وربما كان ذلك سببًا في فوات تلك المقاصد، فلا ينالها فيخيب قصْده، ويضيع سعيه، فالنيةُ أشق شيءٍ على النفس؛ لأنه ليس لها حظ فيه؛ قال سفيان الثوري: "ما عالجتُ شيئًا أشد مِن نيَّتي".



قال أبو عبدالله ابن القيم في "مفتاح دار السعادة":

"فطلَبُ العلم من أفْضل الحسنات، والحسناتُ يُذهبْن السيئات، فجديرٌ أن يكونَ طلبُ العلم ابتغاء وجه الله يُكَفِّر ما مضى من السيئات، فقد دلَّت النصوص أنَّ إِتْبَاع السيئةِ الحسنةَ تمحوها، فكيف بما هو مِن أفضل الحسنات، وأجَلِّ الطاعات؟! فالعمدةُ.



وقد رُوي عن عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "إنَّ الرجل لَيَخْرُج مِنْ منْزله وعليه من الذنوب مثل جبال تِهامة، فإذا سمع العلم، خاف ورجع وتاب، فانصرف إلى منْزله وليس عليه ذنب، فلا تفارقوا مجالسَ العلماء".



وقال أيضًا: "إنَّ العالم المُشتغلَ بالعلم والتعليم لا يزال في عبادة، فنَفَسُ تعلُّمِه وتعليمه عبادة"، قال ابن مسعود: "لا يزال الفقيهُ يُصلِّي، قالوا: وكيف يُصلِّي؟ قال: ذِكْرُ اللهِ على قلبه ولسانه".



ذَكَرَهُ ابن عبدالبر.



وفي حديث معاذ مرفوعًا وموقوفًا: ((تعلَّمُوا العلْم؛ فإنَّ تعلُّمه لله خَشْية، وطلَبُه عبادة، ومُذاكرته تسبيح))، والصواب أنه موْقوف.



وقال ابن وهْب: "كنتُ عند مالِك بن أنس فحانتْ صلاةُ الظهر أو العصر وأنا أقْرأ عليه، وأنْظُر في العلم بين يديه، فجمَعْتُ كُتُبي وقمْتُ لأرْكع، فقال لي مالِكٌ: ما هذا؟ فقلتُ: أقوم إلى الصلاة، فقال: إن هذا لعَجَب! ما الذي قمتَ إليه أفضل منَ الذي كنتَ فيه إذا صحَّتْ فيه النيةُ".



وقال الرَّبيع: "سمعتُ الشافعي يقول: طلَبُ العلم أفْضَل منَ الصلاة النافلة".



وقال سفيانُ الثوري: "ما مِنْ عَمَلٍ أفْضل مِنْ طلَب العلم إذا صحَّتْ فيه النيَّة".



وقال رجل للمُعافَى بن عمران: "أيُّما أحب إِلَيْك؛ أقوم أُصَلِّي الليل كله، أو أكْتُب الحديث؟ فقال: حديث تكتبه أحب إليَّ مِنْ قيامك مِن أول اللَّيْل إلى آخره".



وقال أيضًا: "كتابة حديثٍ واحد أحب إليَّ مِنْ قيام ليلة".



وقال ابن عباس: "تذاكُرُ العلمِ بعضَ ليلة أحب إليَّ مِنْ إحيائها".



وفي مسائل إسحاق بن منصور: "قلتُ لأحمد بن حنبل: قولُه: تذاكُرُ العلمِ بعضَ ليلةٍ أحب إليَّ مِنْ إحيائها؛ أيُّ علمٍ أراد؟ قال: هو العلمُ الذي ينتفع به الناس في أمرِ دينهم، قلتُ: في الوضوء، والصلاة، والصوم، والحج، والطلاق، ونحو هذا؟ قال: نعم".



قال إسحاق: "وقال لي إسحاق بن راهوَيْه: هو كما قال أحمد".



وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "لأن أجْلِس ساعةً فأَتَفَقَّه في ديني أحب إليَّ مِنْ إحياء ليلةٍ إلى الصباح".



وقال محمد بن علي الباقر: "عالِمٌ يُنتفَعُ بعِلْمِه أفضل من ألْف عابد"، وقال أيضًا: "روايةُ الحديث وبثُّه في الناس أفضل مِنْ عِبادة ألْفِ عابدٍ".



ولَمَّا كان طلبُ العلم والبحثُ عنه وكتابتُه والتفتيشُ عليه من عمَل القلْب والجوارح، كان مِن أفضل الأعمال، ومنزلتُهُ مِنْ عمَل الجوارح كمنزلة أعْمال القلْب من الإخلاص والتوَكُّل، والمحبَّة والإنابة، والخشية والرضا، ونحوها من الأعمال الظاهرة". اهـ موضع الحجة منه مختصرًا.



والله أسأل أن يرزقنا وإياك الإخلاص في السِّرِّ والعلَن.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.87 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]