|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله إخوتي الأعزاء الكرام الأطايب . كنت يوم أمس أتصفح مواضيع هذا القسم (المحبب إلي ) فوجدت أحدى أخواتي الكريمات الفضليات تتحدث عني وتقول : لم تكن لدي الخبرة في مواضيع النقاش ألا أنه بفضل أطلاعي على مواضيع أسماعيل بكل صراحة دفعني ألى المشاركة والمنافسة فأظنكِ أيتها الأخت الطيبة قد بالغت هنا بعض الشيء , بل بالغت كثيرا. لعل غيري من الإخوة والأخوات يصدقونك في أنك تعلمت مني النقاش والحوار , أما أنا فلا أستطيع تصديقك في أني معلم نقاشات وحوارات . وإنما أستطيع فقط نصحك ـ وبصدق ـ فإن قبلت نصحي فسأحيلك على من تتعلمين منه فن الحوار الراقي والنقاش الهادف : وهو "القرآن الكريم" . فتوجهي إليه من الساعة . لن أحدد لك سورة أو جزءا , فاختاري منه ما شئت , وستجدين ـ قطعا ـ ما ترغبين فيه . ولكنني أذكر لك بعض الأمثلة : انظري مثلا حوار إبراهيم الخليل عليه السلام مع عمه آزر[1] في سورة مريم عليها السلام : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ : ــ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شيَئا ؟ يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا , يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ــ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ؟ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ , وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ــ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) فمع أن إبراهيم عليه السلام كان يحاور كافرا من أعتى رؤساء الكفر إلا أنه لم يقل له يا كافر أو يا عدو الله .. أو يا ضال ..أو يا جاهل ... بل حافظ على الهدوء والتزم الأدب ثم سما إلى ما هو أعلى من ذلك , حيث كان يخاطبه : "يا أبت!" , "يا أبت!","يا أبت!" يا أبت إني أخاف عليك! " يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ...." ولاحظي أخيّتاه كيف أن هذا الكافر كان يهدد إبراهيم عليه السلام بالانتقام والطرد والرجم "لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ" وهو يرد عليه : " سَلَامٌ عَلَيْكَ , سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي......." أتمنى فقط أن تحسي هذه المعاني وتتأثري بها ولا أقول تفهميها فقط . وانظري أيضا حواره المفحم عليه السلام مع النمرود بن كنعان في سورة البقرة : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ: ــ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ــ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ . ــ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ , فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ !) فما قال له كذبت ولا لُعِنتََ. وإن شئت فانظري كذلك حوار موسى عليه السلام مع فرعون في سورة الشعراء : (ــ قَالَ فِرْعَوْنُ : وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ ــ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ! ــ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ؟ ــ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ! ــ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُون! ــ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ! ــ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ! ــ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ ؟ ــ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ .................................) موسى عليه السلام كما تعلمين كان هنا يحاور شخصا قال: "أنا ربكم الأعلى" كان يحاور شخصا يصفه بالجنون "إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُون" ولكن هل سمعتِ لعنا أو سبا أو شتما أو خروجا عن الآداب ..........؟ فما أجل أدب القرآن وما أسمى حواراته ! ولعل قمة الحوارات سموًا حوار المولى عز جاهه وتقدس اسمه مع إبليس اللعين والحقير. نقرأ في سورة الأعراف قوله تعالى : "إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ــ قالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ؟ ــ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ. ــ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ــ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ــ قَالَ إِنَّكَ مِنَ المنظرين . ــ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين" مع أن المُحاور هو الله مالك الملك جل جلاله . و من يحاور؟ إبليس اللعين الحقير. إبليس الذي يرفض أمر الله , ويبالغ في التمرد فيتهم ربه بعدم الحكمة وعدم العدل وتفضيل من لا فضل له , ثم يوغل في الكفر والجحود فيقسم أمام الله بأنه سينتقم " فبعزتك لأغوينهم أجمعين " لقد كان المولى عز وجل قادرا على إحراقه حتى يتبخر في أقل من لمح البصر, ولكنه لم يفعل , بل سمع كلامه ولبى طلبه ! تأملي هنا : " قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ . قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ" هل سمعتِ لفظة نابية في كل ما سبق من حوارات ؟ فتعلمي الحوار من هذا المصدر إن كنت حقا ترغبين في تعلم فنون الحوار . وحتى لا أضيِّق عليك سأزيدك مصدرا آخر, "سيرة النبي صلى الله عليه وسلم" . ولن أحدد لك موقفا بل اختاري منها ما شئت وستجدين بغيتك . وإنما أضرب لك منها مثالا واحدا فقط , تجدين الإشارة إليه في سورة فصلت , أعني حواره صلى الله عليه وسلم مع "عتبة" (أبو الوليد) فمن هناك (المصدرين السابقين) تتعلمين أدب الحوار لا من "الكركور" الذي لم يبق أحد من الناس إلا ولديه معه خصومة ! أ وما علمت أن عدد خصوماتي في هذا القسم يساوي عدد أعضائه زائد واحد ؟ ! أي : خ = ع +1 أن كنت تهتمين بالرياضيات فستفهمين معنى تلك المعادلة , ولكنك لن تستطيعي حلها ولو كنت متخصصة . أختي الكريمة لعل كلامك كان مجاملة لي , فأنا أشكرك مجاملة أيضا , غير أنني لا أود مجاملات , خاصة إن كانت مكشوفة كهذه , فلو كانت مغلفة قليلا فربما أنخدع بها أو تنطلي علي , ولولا أني أخشى منكم أن تغضبوا ـ وأنا لا أريد إغضابكم ـ لقلت لعل وصفكم لي معلم حوارات أو فارس كلمات هو ...... لكني أجلكم عن الاستهزاء . وإنما أعتبر أن ذلك كان منكم عن حسن قصد . لذلك أشكركم على حسن قصدكم وأنبهكم إلى أني : "إسماعيل متعلم وفقط" . لا فارس ولا مُعلم . هل انتهينا الآن من هذا الموضوع حتى لا نعود إليه ؟ أتمنى ذلك . أتمنى أن لا تحرجوني فأنا لا أريد أن أحرجكم . ختاما إسماعيل يحييكم أجمل تحية ويقول : الســــــــــــــــــــــــــــــــــــلام عليكم . [1] أرجح الأقوال أن آزر عمه وليس أباه وإنما كان يخاطبه : يا أبت تلطفا , وأيضا لأن العم ينزل منزلة الأب , ولذلك لم يذكر في آية المحارم مع أنه محْرم قطعا . قال تعالى :" وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ ......" ولم يذكر العم ! وأظن ـ ولا أجزم ـ أن العم لم يذكر في القرآن أصلا .
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |