إدانة واسعة لما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في بغداد

[صمود جنين]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

استنكار للصمت العراقي والعربي والدولي
إدانة واسعة لما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في بغداد
[ 18/09/2011 - 08:49 م ]


بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام


أدانت هيئات ومنظمات فلسطينية تُعنى بشؤون اللاجئين بشدة الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في العاصمة العراقية بغداد على يد الشرطة والميليشيات المسلحة، محذرة من تمادي القوى الرسمية وغير الرسمية في الاعتداء على الفلسطينيين هناك، وتحديدًا في تجمع البلديات ببغداد.


ونبّهت من أن هذه الأعمال "تهدف إلى تنفيذ مخطط تشريد جديد لمن بقي من أهلنا في العراق"، محملة المسؤولية عن ذلك لكل الجهات المعنية بتنفيذه والقادرة على منعه.


صمت عراقي وعربي ودولي
فقد عبّر مكتب شؤون اللاجئين في حركة "حماس" بلبنان عن قلقه من الأنباء التي تتحدث عن التهجير الجديدة الذي يتعرض له الفلسطينيون في العراق في الآونة الأخيرة، منتقدًا "صمت القوى الرسمية العراقية والمجتمع العربي والدولي تجاه الاعتداءات التي يتعرض لها أهلنا في البلديات، فضلاً عن الوضع المأساوي المستمر في مخيم الوليد على الحدود مع سورية".


وأفاد بأن قوات ما يسمى "مكتب مكافحة الإرهاب"، تعيث في "مجمع البلديات" فسادًا وإرهابًا، وتقتحم البيوت في الليل وتنكّل بالأهالي وتخلع الأبواب وتحطم الأثاث وتعتقل الفلسطينيين هناك. وقد بات واضحًا أنهم يستهدفون وجهاء هذه المنطقة الذين يعملون على تثبيت الأهالي وإقناعهم بعدم المغادرة.


وأشار مكتب شؤون اللاجئين إلى أن هذه القوات داهمت ليل الجمعة (16-9) منازل عدد منهم، وعلى رأسهم منزل الأستاذ محمد توفيق مشينش وعاثت فيه فسادًا، وداهمت أكثر من مكان يتردد عليه.. ولم يقتصر الأمر على المداهمات، بل وصل بهم إلى إمهال اللاجئين مدة معينة للمغادرة.


من المستفيد؟
من جانبها؛ قالت منظمة "ثابت" لحق العودة إن اللاجئين الفلسطينيين في العراق يتعرضون "لهجمة شرسة منهجية منظمة ومن جهات مشبوهة رسمية وغير رسمية تسعى لتهجير من تبقى من الفلسطينيين في ظل صمت عربي ودولي وبشكل خاص من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين المكلفة بتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق".


وأضافت تقول: "آخر هذه الهجمات ما تعرض إليه مجمع البلديات في العاصمة العراقية بغداد خلال العشرة أيام الأخيرة من مداهمات للبيوت الآمنة وتحطيم للأبواب والأثاث والممتلكات وإطلاق الشتائم والسباب والتهديد بالقتل بحق اللاجئين الفلسطينيين والبحث عن مطلوبين بحجة انتمائهم لمنظمات "إرهابية"؛ الأمر الذي أدى بست عائلات حتى يوم السبت (17-9) إلى مغادرة العراق واللجوء إلى سورية".


ونقلت "ثابت" عن الأستاذ محمد توفيق مشيمش "أبو أنس"، وهو أحد وجهاء اللاجئين الفلسطينيين في العراق، قوله "لم يعجب البعض حالة الاستقرار التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مجمع البلديات تحديدًا، خاصة مع عودة أكثر من مائة شخص من الدول الاسكندنافية وغيرها ممن اضطروا إلى مغادرة العراق إبان السنوات الأخيرة، وكأنه يُراد للاجئين الفلسطينيين في مجمع البلديات ويصل عددهم إلى حوالي ثلاثة آلاف لاجئ من أصل 7500 لاجئ في العراق، مغادرة البلديات إن لم يكن إلى الداخل العراقي في أماكن أخرى، فإلى خارج العراق".



واستنكرت المنظمة تعرض أيٍّ من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين ضيوفًا في العراق إلى أن يعودوا إلى ديارهم التي طردوا منها من فلسطين إبان النكبة في العام 1948،
داعية جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ذات الصلة،
بالالتفات إلى معاناة اللاجئين في العراق، كما حثّت السفير الفلسطيني في العراق على الالتفات الجاد تجاه ما يجري،
وتساءلت عن دور المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مطالبة إياها بالتحرك سريعًا وتوفير ما يلزم من احتياجاتٍ للاجئين إن على المستوى المادي أو المعنوي.


عملية اضطهاد
أما تجمع العودة الفلسطيني "واجب"؛ فأشار إلى أنه منذ الاحتلال الأمريكي للعراق "وشعبنا الفلسطيني في العراق يتعرض لأبشع أنواع التنكيل والاضطهاد من قبل المليشيات المسلحة في العراق بهدف اقتلاعهم وتهجيرهم، ولم تتوقف هذه الحملات رغم مرورها بمراحل متفاوتة في الشدة قدم خلالها الشعب الفلسطيني اللاجئ في العراق عشرات الشهداء والجرحى والمعتقلين، كما تشرد الآلاف منهم في مخيمات صحراوية منها ما زال قائمًا ومنها ما انتهى إلى شتاتٍ جديد في أقاصي العالم".


وقال: "فشلت كل محاولات الوجهاء للتخفيف من وطأة التضييق الممنهج على مجمع البلديات بعد محاولات عديدة للتفاوض مع المسؤولين الأمنيين والعسكريين في المنطقة، فضلاً عن كل محاولات التفاوض مع رموز ومرجعيات شعبية ودينية هناك".


وأمام هذا الفعل، الذي امتد منذ أكثر من ثماني سنوات؛ طالبت "واجب" بوضع حدٍ "لعملية الاضطهاد التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق"،
داعية كافة الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها وخصوصًا الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي،
والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كما طالبت بتحرك سريع من قبل الجهات الفلسطينية المعنية باتجاه إيجاد حل مناسب لهذه المأساة المستمرة.