مساجد الضفة وشبابها مغيبون في رمضان بين ملاحقة الاحتلال وأجهزة فتح

[فتي الاْسلام]

الضفة الغربية – فلسطين الآن – خاص – يمر شهر رمضان المبارك هذا العام على أهالي الضفة الغربية مع مزيد من التضييق على أهل المساجد وروادها، حيث باتوا هدفا مفضلا ودائما لقوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة فتح وحكومتها غير الشرعية .

وتعيش المساجد في الضفة حالة دائمة من المراقبة والتضييق من قبل مخابرات الاحتلال خاصة في شهر رمضان، حيث تزداد المضايقات باقتحامها ومحاصرتها خاصة أوقات صلاة الفجر، من خلال احتجاز المصلين واعتقال بعضهم واستدعاء آخرين لترهيبهم من التردد على المساجد .

تضييق صهيوني

ويأتي ذلك نتيجة حالة التخوف التي تعيشها قوات الاحتلال من التوجه الديني العام في صفوف المواطنين بالضفة، والانضمام للحركات المقاومة خاصة الإسلامية منها وتنفيذ عمليات تكون بدايتها بالالتزام الديني وخاصة نواتها في المساجد .

وتحاول قوات الاحتلال باستمرار بث الإشاعات والترهيب في صفوف المواطنين من خلال اعتقال الأئمة والخطباء والوعاظ المميزين في المساجد بالضفة، لمنعهم من نقل صورة وموقف الإسلام من مختلف القضايا، وتعتبر ذلك "تحريض على أمنها" .

ويقول فارس عبد الحميد وهو شاب يبلغ من العمر (26 عاما) أن قوات الاحتلال قامت باحتجازه في اليوم الثاني من شهر رمضان بعد نصب حاجز مفاجئ قرب المسجد الرئيس في بلدته وسط الضفة، وقام ضابط من مخابرات الاحتلال بالتحقيق الميداني معه حول مواظبته على صلاة الفجر والمسجد، وعن الأشخاص الذين يصلون ويأمون ويلقون المواعظ في شهر رمضان، وقام بتسليمه ورقة لمقابلة مخابرات الاحتلال في اليوم التالي، حيث دار التحقيق حول نفس الموضوع .

ويضيف الشاب عبد الحميد أن ضابط مخابرات الاحتلال "نصحه" بأداء صلاة الفجر في منزله، وأن يقلل من تردده على المسجد في الصلوات حفاظا على حياته، وهدده بالاعتقال إن استمر للذهاب للمسجد .

عيون أجهزة فتح تنتشر

وفي الدور التكاملي فالمساجد بالنسبة لحكومة فياض اللاشرعية وأجهزة فتح هدف هام لمنع الحركة الإسلامية أو أي شيء من تنظيم أي محاضرة أو تجمع دعوي، حيث تزيد حركة "المناديب" وهم جواسيس لصالح أجهزة فتح، ويقومون بمراقبة المصلين المترددين على المساجد وكتابة "التقارير" بتحركاتهم وخاصة من المنتمين للحركة الإسلامية، وكذلك ما يقال في المواعظ بصلاة التراويح والفجر .

وتختطف أجهزة فتح في سجون العشرات من أئمة المساجد والوعاظ بهدف منعهم من التواصل مع المجتمع المحلي، ونشر الثقافة الدينية الإسلامية بوجهها الحقيقي، وكان أخر ممارساتها منع إمام احد المساجد في بلدة دير بلوط قرب سلفيت بطريقة غير لائقة وبعيدة عن الأدب النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني د. ناصر عبد الجواد من إلقاء موعظة بعد صلاة فجر .

ويزعم الإمام أن مديرية أقاف وزارة "الهباش" أعطت أوامر مشددة إلى أئمة المساجد بمنع د. عبد الجواد من إلقاء أية موعظة في مساجد البلدة.

ومن المعروف أن د. عبد الجواد اعتاد ودون اعتراض من أحد إلقاء المواعظ والدروس في المساجد بمناسبات عديدة ونزولا عند أمل المصلين فيه بإلقاء هذه المواعظ كونه ممتلكا للمهارة اللازمة والأسلوب الممتع ويحمل درجة الدكتوراه في أصول الدين.

قرارات وأوامر ديكتاتورية

وأكدت مصادر من "أئمة مساجد" لـ"فلسطين الآن" أن حكومة فياض اللاشرعية تزيد من قبضتها على المساجد والعاملين فيها من خلال تنقلات واسعة أجرتها خلال شهر رمضان للأئمة المنتمين للحركة الإسلامية من الأسرى المحررين إلى مناطق بعيدة بغية قطع تواصلهم مع المصلين في المساجد التي يعرفون بتأثيرهم الشديد فيها .

كما أكدت المصادر أن عددا من الأئمة تم إبلاغه من قبل وزارة أوقاف "الهباش" بمنعه من إلقاء خطب ومواعظ خلال شهر رمضان، فيما يتم استدعاء بعض الأئمة بشكل يومي لساعات ما بعد صلاة التروايح من قبل مختلف أجهزة فتح .

ولفتت المصادر إلى أن تعميما بمنع إبقاء المساجد مفتوحة لإقامة أكثر من ثماني ركعات من صلاة التراويح الجماعية بداخلها، وأجبرت العاملين فيها على إغلاقها تحت "طائلة المسؤولية" .

وسبق ذلك الكشف عن سلسلة قرارات مستغربة شعبيا ودينيا من قبل سلطة فتح أبرزها منع قراءة القرآن قبل الأذان، وإجبار بعض المساجد في القرى المجاورة للمستوطنات بالضفة على خفض صوت السماعات خلال صلاة التروايح .
وتعتبر حالة التوافق في التنسيق الخياني بين الاحتلال وأجهزة فتح من خلال الانسجام الفكري في المشروع المناهض للفكر الإسلامي المقاوم، دليلا جديدا على أن الاحتلال وأذياله يسعون لهدف واحد يهدف للحد من انتشار الفكر والالتزام الديني حتى لو كان فردياً بهدف ترويض الشعب الفلسطيني لأهداف واضحة المعالم .

"شباب المساجد" حظر وملاحقة

أما "شباب المساجد" وهي تجمعات شبابية ذات توجه دعوية إسلامي فباتت من المحظورات من قبل الاحتلال وأجهزة فتح، ويتم ملاحقة أنشطتها ومنعها بشكل شرس، واعتقال كل متطوع فيها .

و"أبو أويس" شاب كان متطوعا في شباب مسجد قريته جنوب الضفة الغربية، واعتقل لدى الاحتلال لأشهر ولدى أجهزة فتح مدة شهرين على خلفية ذلك، قال لـ "فلسطين الآن" أن شباب المساجد كانت حالة نشاط دعوي بهمم شبابية قوية وشكلت أساسا لعمل المساجد وتنظيمها في رمضان خاصة .

ويضيف بأن الشباب كانت تركيزهم على العمل الدعوي الهادف لتوعية الناس وخاصة جيل الشباب، ويتم ذلك من خلال نشرات ومجلات دعوية يتم توزيعها بالإضافة على هدايا رمزية مثل التمور وبطاقات التهاني برمضان والأعياد وتقويم الشهر الفضيل، وتنظيم الإفطارات الجماعية .

ويستطرد القول أن حالها الأن هو منع تام من العمل وحظر لأنشطتها من قبل أجهزة فتح والاحتلال، وملاحقة متواصلة لكل من يتوقع أنه ناشط فيها، لكنه يرى أن هذه الحالة هي مؤقتة وأن الوعي داخل المجتمع لن يتوقف والوسائل البديلة كثيرة .