الترابط في سورة القيامة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 4641 )           »          الإمام الدارقطني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الإمام الترمذي (صاحب السنن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الإمام النووي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تصحيح شيخ الإسلام لبعض أخطاء الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تحقيق التوحيد في باب التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الكفاية في تلخيص أحكام صلاة المسافرين والجمع بين الصلاتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ما الفقر أخشى عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-05-2010, 01:34 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي الترابط في سورة القيامة

بعد الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، وعلى آلِه وصحْبِه.

تتحدَّث سورة القيامة عن أهوال يوم القِيامة من أوَّلها إلى آخِرها، وقدرة الله تعالى على إعادة خلْق النَّاس، وبعض البراهين على هذه القُدرة، وحسابهم على أعمالهم، وهذا من تمام عدله - سبحانه وتعالى - وعدم عبثيَّة خلْق النَّاس.

ففي أوَّل السورة بعد القسَم قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ [القيامة: 3]، وفي آخر السورة قوله تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36]، ثمَّ الحجج الَّتي تثبت قدرة الله على إعادة خلْقِه، ثمَّ قوله تعالى في آخر آية: ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أن يُحْيِيَ المَوْتَى ﴾ [القيامة: 40].

وذكرت علامات يوم القيامة، منها أنَّه تعالى سيجْمع الشَّمس والقمَر، وهذا ثابت علميًّا، فالشَّمس والقمر - علميًّا - سيجتمِعان في يومٍ ما؛ لأنَّه ثبت بقياسات دقيقة للغاية أنَّ القمر يتباعد عنَّا بطريقة مستمرَّة بمعدَّل ثلاثة سنتيمترات في السَّنة، هذا التَّباعد سيدخل القمر في وقت من الأوقات في نطاق جاذبيَّة الشَّمس فتبتلعه الشَّمس.

وذكر تعالى أنَّ الإنسان سيُنَبَّأ بكلِّ ما فعله، وسيُحاسِبه الله عليه، ولن تنفعَه معاذيره، ﴿ بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14، 15].

بعد هذه الآية الكريمة جاءتِ الآيات الَّتي تكلَّم فيها المفسرون القُدماء والمحْدثون محاولين معرفة مناسبتها للسورة، وهي خِطاب للنَّبي - عليْه الصَّلاة والسَّلام -: ﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 16، 17].

ففي "تيسير العزيز المنَّان في بيان إعجاز القرآن": "قالوا: إنَّه - تعالى - لمَّا ذكر القيامة، وكان من شأْن من يقصِّر عن العمل لها حبّ العاجلة، فنبَّه على أنَّه قد يعترض على فعل الخير ويترك ما هو أجلّ منه، وهو الإصْغاء إلى الوحْي وتفهّم ما يراد منه، والتَّشاغُل بالحفظ قد يصدّ عن ذلك فأمر ألاَّ يبادر إلى الحفظ؛ لأنَّ تحفيظه مضمون على ربّه، وليصغي إلى ما يُراد منه ويقضي ويتبع ما اشتمل عليه، ثمَّ لمَّا انقضت الجملة المعْترضة رجع الكلام إلى ما يتعلَّق بالإنسان المبتَدَأ بذكره وهو من جنسه، فقال: (كلا) وهي كلِمة ردْعٍ، كأنَّه قال: بل أنتم يا بني آدم لكوْنِكم خُلِقْتم من عجلٍ تعجلون في كلِّ شيء، ومن ثمَّ تحبّون العاجلة".

وقال الدكتور فاضل السامرائي: "والسورة مطبوعة أيضًا بهذين الطَّابعَين من صفات النفس اللوَّامة، طابع العجلة التي تدعو إلى النَّدم واللَّوم، وطابع التباطُؤ وتفويت الفُرَص الَّذي يؤدّي إلى النَّدم واللَّوم أيضًا، فالسورة مبنيَّة إذًا على ما ابتدأت به يوم القيامة، والنَّفس اللوامة في حيالها: العجلة والتباطؤ، وهذا فيما يتعلَّق بقوله تعالى في أوَّل السورة: ﴿ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 1، 2].

وفي علم النَّصّ الحديث من شروط النَّصّ أن تتوافر فيه صفات ستَّة، ومنها السَّبك والحبك، والسَّبك هو التماسُك في الشكل.

ولو بحثْنا في هذه الآيات شكليًّا لنرى ما الجامع بينها وبين بقيَّة السورة الكريمة، سنجد لفظتي "لتعجل" و"جمع"؛ ﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾[القيامة: 16، 17].

ففي أوَّل السورة الكلام على عدم تصْديق الكفَّار لجمع عظام الإنسان مرَّة أخرى: ﴿ أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ [القيامة: 3]، وأيضًا: ﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ [القيامة: 9]، وبعد خطاب النبي أتت الآية: ﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلَةَ ﴾ [القيامة: 20]؛ فهذه الآيات الأربع بها من الألفاظ ما في أوَّل السورة وما بعدها شكليًّا.

أمَّا من ناحية المعنى أو الحبْك فبعد الآية مباشرة: ﴿ بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14، 15]، جاءت الآيات التي تُخاطب النَّبيَّ بما يجب فِعله حين ينزل القرآن، فبعد أن يعتذر النَّاس يوم القيامة بِمعاذيرِهم الواهية يُبيّن الله تعالى أن ليس لهم عُذر إلاَّ أنَّهم كانوا يحبّون العاجلة: ﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلَةَ ﴾ [القيامة: 20]، والدَّليل على ذلك إرْساله النَّبيَّ وعنايته به كلَّ هذه العناية، فأيّ عناية بعدها، فليس عليه إلاَّ الاستِماع لجبريل وهو يقرأ القُرآن، والله عليه جَمْعه في صدره بقُدْرته الَّتي بها سيجمع العظام مرَّة أخرى.

فجمع القرآن في الصدور هو آيةٌ من عند الله تعالى، مثل جَمعه للعِظام، ﴿ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ المُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 48، 49].

وعلى الله أيضًا بيانه بما فيه من حلال وحرام، كما قال المفسرون، وعلى النَّبيّ الاتباع هو وأمَّته، ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 18، 19]، فما العذر؟
والجواب هو: كلاَّ بل تحبّون العاجلة، والقرآن يفسّر بعضه بعضًا، وقد جاء في أكثرَ من موضعٍ سؤال أهل النَّار عن تبليغ الرُّسل لهم، قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 71].


الألوكة

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]