حقيقة تكريم المرأة في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130200 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370078 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-08-2023, 11:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,819
الدولة : Egypt
افتراضي حقيقة تكريم المرأة في الإسلام

حقيقة تكريم المرأة في الإسلام

محمد جميل زينو

لقد أكَّد الإسلام على تكريم الإنسان، وآياتُ القرآن الكريم مليئةٌ بهذا التكريم تصريحًا أو مفهومًا، وأحاديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم - تفيض بهذه المعاني، ومن القرآن والسنة استنبط علماءُ الإسلام أحكامًا كثيرةً، تُقَنِّنُ وتنظم وتطبِّق تكريمَ الإنسان سلوكًا عمليًّا واقعيًّا، وليس مُجرَّد تقعيد نظري.

إلى ذلك تَلفتُ نَظَرَ قارئ القرآن إشاراتُه المتكررة إلى كون البشرية مخلوقةً من صنفين وجنسين، هما: الذكر والأنثى.

وهذه المعلومة بَدَهيَّة، ولكن القرآن لا يُقدِّمها مجرَّد معلومة؛ بل يذكرها في سياقاتٍ تُفيد - وبكلِّ وضوحٍ - مساواةَ الله - تعالى - بين الجنسين في الكرامة.

من ذلك الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

وقوله - تعالى - واصفًا نفسه الكريمة: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [النجم: 45].

فهذا التذكير بالخلق من الجنسين دون ذكرٍ لمفاضلةٍ بينهما يُفيد أنهما على درجةٍ واحدةٍ من القَدْرِ عند الله - تعالى.

بل إن القرآن الكريم يذكر أن الله خلق آدمَ - عليه السلام - ومن جَسَدِ آدم - وبالتحديد من ضِلَعٍ في صدره - خُلِقت الأمُّ الأولى حوَّاء، فيقول مخاطبًا الناسَ بعظمةٍ وحنان: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: 1].

وهذه الزوجية مما امتنَّ الله - عز وجل - به على البَشَر، وذكَّرهم بها كثيرًا، من ذلك ما قال لهم: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [النحل: 72].

وقال في خطاب ملؤه العاطفة: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

نعم، إن علاقة الزوجية من آيات الله، فكِلا الزوجين سَكَنٌ يأوي إليه قلبُ الآخَر، والعلاقة الحقيقية قائمةٌ على الحب والرحمة، لا على مجرد قضاء الشهوة، وليست قائمةً أبدًا على البطش والقهر.

وإن عظمة وروعة هذه العلاقة الزوجية دليلٌ جليٌّ على عظمة هذا الخالق، وبديع صنعه، وعجائب خلقه.

ولذلك اعتبر القرآن رباطَ الزواج وعقدَ القِران من أعظم العهود والمواثيق؛ فقال بحق الزوجات: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21].

ولأجل هذا التساوي في الإنسانية، وما يتعلق بها من تكريم؛ يُعلن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قانونًا خالدًا بقوله: «إن النساءَ شقائقُ الرجال»؛ "جامع الترمذي".

ولقد جاء الإسلام بعقيدته وشريعته إلى الرجال والنساء جميعًا، وليس فيه إلا القليل جدًّا من الأحكام التي تخصُّ الرجال، والقليل جدًّا من الأحكام التي تخص النساء.

ولقد وُجِدَ هذا المقدارُ الضئيل من الأحكام الخاصة؛ مراعاةً لتكامل وجود الجنسَين، فكما أنه لا يمكن إلغاءُ كون البشر جنسَين، فكذلك لا يمكن إلغاء وجود دَورَين متكاملَيْن لهما.

تمامًا كما أن هنالك تكامُلاً بين دور الوالدين والأبناء، والغني والفقير، والحاكم والمحكوم، ذلك التكامل الذي اقتضى وجودَ أحكام مخصوصةٍ محدودةٍ لكل من الأصناف.

إنَّ إلزام الرجل بالإنفاق على المرأة، وارتداء المرأة المسلمةِ للحجاب - مثالان حيَّانِ عن خصوصياتٍ تشريعية قليلةٍ خُص بها الرجال والنساء، بحكم تكامُلِ دورِ الجنسين في الحياة.

أما الأصل الأصيلُ في الإسلام، فالبشر جميعًا سواسيةٌ أمام الله - تعالى -: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} [الواقعة: 49، 50].

ولقد صرَّح القرآن بأن الجزاء في الآخرة يتساوى فيه الذَّكر والأنثى؛ فقال الله – تعالى -: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195].

وقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء: 124].

وقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

وقال: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر: 40].

وفي آية جليلة من آيات كتاب الله يقول الله الرحيم الحكيم: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].

وكما قصَّ القرآن الكريم على المؤمنين قصصَ الأنبياء الكرام، والرجال الصالحين، فلقد ذَكَر شيئًا من أخبار فُضلَياتِ النساء ومؤمناتهنَّ، تأتي على رأسهنَّ السيدةُ مريم العذراء والدة نبيِّ الله الكريم السيد المسيح - عليه السلام - التي سُمِّيت سورةٌ من سور القرآن الكريم باسمها، وفيها حكى الله قصة حملِها المعجز العجيب بنبي الله عيسى.

وذَكَر القرآنُ كذلك قصة أمِّها (حنة زوجة عمران)، وكيف نذرَتْها لعبادة الله منذ حملت بها.

وذكر أيضًا قصة والدة النبي موسى - عليه السلام - وقصة المرأة الصالحة آسية زوجة فرعون.

كلُّ ذلك تأكيدٌ من القرآن على أن الإيمان والصلاح لا علاقة له بذكورة أو أنوثة، وتصحيحٌ منه لظنِّ من قد يَظُنُّ مُخطئًا أن الأنوثة حائلٌ دون بلوغ مراتب التقوى العالية، وأن النساء لا يصلنَ إلى ما يَصِلُهُ الرجالُ من رضوان الله – تعالى.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.99 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]