لم أعد أفهم شيئًا ولا أتبع من - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1178 - عددالزوار : 133207 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-06-2021, 02:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,881
الدولة : Egypt
افتراضي لم أعد أفهم شيئًا ولا أتبع من

لم أعد أفهم شيئًا ولا أتبع من
الشيخ د. علي ونيس





السؤال

السلام على الجميع:

تختلف الأحزانُ والمشاكل من بيت لبيت، فمثلاً: أنا تزوجت وعمري 18، كان زوجي يحبني، وبرغم أنه كان يعتدي عليَّ، إلا أنني كنت أسامح؛ عسى الله أن يهديَه، ويغيِّر طريقته معي في التفاهم، قلت: أنجب طفلة أو طفلاً؛ عسى أن يحس بالأبوة ويتغير؛ لكنه أصرَّ على عُنفه، لا مال، لا حب، لا أبوة، لا حنان، معاشرة أصحاب سوء.


كافحت معه حتى صار عنده بيت، وسيارة، ومال في ملكه، أما أنا فلا شيء سوى دموع دموع دموع! أطلب من الله وأطلب وأطلب أن يهديه، فلا شيء يتغير، يُصِرُّ على تعذيبي وإذلالي وضربي، فكَّرتُ في الطلاق؛ لكنه قال لي: لن أطلقك حتى تَرَيْ الشيب أحمر في شعرك، تريدين الطلاق لتهنئي، لن أطلق.



غيَّرتُ من حالي كثيرًا؛ لكن دون جدوى، ليس معي مال، وليس لديه أهل ألجأ إليهم، ولن يستقبلني أحد أنا وابني، أرجوكم ساعدوني، ولو بدعاء، أختكم في الله.



الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فنسأل الله أن يُيَسِّر أمركِ، ويهدي لك زوجكِ، ويلهمك الصبر، واحتساب الأجر.


أختنا السائلة، إن الحياة لا تَطيب من جميع جوانبِها لأحدٍ؛ بل لا بُد من حصول شيء من المنغصات، التي تَصحب العافيةَ والسلامة في الغالب، وهذه هي طبيعة الحياة الدنيا؛ إن كرهتِ منها أمرًا، رضيتِ منها آخرَ، وهذا ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للرجل إذا رأى مِن زوجته ما يَكرَهه؛ فقد روى مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِه منها خُلقًا، رضي منها آخرَ)).



ولا مانع من أن يقال للمرأة هنا، ما قيل للرجل؛ فالنساء شقائق الرجال، قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في "شرح الأربعين"، بعد ذِكر الحديث السابق: "وهكذا قاعدة عامة: أن المؤمن لا يسوغ له أن يبغض مؤمنًا؛ يعني: بعامة؛ بل ينظر إليه إن حصل في قلبه بغضاء، فينظر إلى أخيه المؤمن، وينظر ما معه من الخير، والإيمان، والطاعة، فيعظِّم جانبَ طاعته لله على نصيب نفسه، وحظِّ نفسه، فتنقلب البغضاءُ عنده هونًا ما، ولا يكون بغيضًا له بغضًا تامًّا، أو ما يوجب المقاطعة، أو المدابرة". اهـ.



ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى": "وإذا اجتمع في الرجل الواحد خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعة ومعصية، وسُنة وبِدعة - استحقَّ مِن الموالاة والثواب بقَدْر ما فيه من الخير، واستحق من المُعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر؛ فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا؛ كاللص الفقير: تُقطع يدُه؛ لسرقته، ويُعطى من بيت المال ما يكفيه؛ لحاجته". اهـ.



أختنا الكريمة، لا يوجد - فيما نعلم من خلال الواقع والتجرِبة منا ومن السابقين - أحدٌ دون عيوب، وإلا لكان خارجًا عن طور البشرية العادية، إلى طور الملائكة، أو الأنبياء والرسل؛ ولذا فإن أول خطوة ينبغي عليكِ اتخاذُها هو أن تنظري في مزايا هذا الزوج، كما أنكِ نظرتِ في عيوبه حتى تشبَّعتِ بها، وضاقتْ بها نفسُك ذرعًا، ولا شك أنْ ستجدين في هذا الزوج من المزايا، ما يكون كافيًا لتحمل هناته وزلاَّته، وإلا لما استطعتِ أن تعيشي معه المدة التي ذكرتِها.



نعم، قد يكون فيه من سوء الخُلق والعشرة، ما ينفر منه الناس؛ بل قد يكون هينًا لينًا لطيفًا مع الناس؛ لكنه معكِ بخلاف ذلك، وذلك لأن بعض الأزواج أحيانًا ينظرون لزوجاتهم نظرةً ضيقةَ الأفق، بحيث لا يرى فيها إلا الأسيرَ الذليلَ المنكسرَ، الذي يجب عليه أن يتحمَّل كل شيء يصدر ممَّن أسَرَه، ولا يحق له الاعتراضُ عليه، أو حتى مجردُ اللوم والعتاب.



وأنا لا أقول مثلَ هذا لأبرِّرَ له سوءَ فعله؛ بل الصواب صواب، والخطأ خطأ، وإنما هو تحليل؛ للاستفادة والوصول إلى حل ناجع سريع.



فعليكِ - أيتها الأخت الكريمة - أن تعرفي حقَّ زوجك عليك، وأن تُعلِميه بحقِّك عليه بكل سبيل تستطيعين به الوصول إليه، وسنذكر لك طرفًا من ذلك، وأول ما نبدأ به بيانُ عِظَم حقِّ الزوج على زوجته، وكذلك الزوجة على زوجها:


قال الله - تعالى -: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228]، قال الجصاص: "أخبر الله - تعالى - في هذه الآية أن لكل واحدٍ من الزوجين على صاحبه حقًّا، وأن الزوج مختصٌّ بحق له عليها، ليس لها عليه". اهـ.


أما الزوج، فقد أوجب الله عليه الرفقَ بزوجته، وأمَرَه بمعاشرتها بالمعروف، حتى ولو كرهها؛ قال - تعالى -: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].



وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوصي في خطبة الوداع بالنساء خيرًا، فيقول: ((اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجَهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تَكرَهونه، فإن فعلنَ ذلك، فاضربوهن ضربًا غير مبرِّح، ولهن عليكم رزقُهن وكسوتهن بالمعروف))؛ الحديث رواه مسلم، من حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما.



وقال - صلى الله عليه وسلم-: ((إني أحرِّج عليكم حقَّ الضعيفين: اليتيم والمرأة))؛ أخرجه أحمد، وابن ماجه، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في "الصحيحة".



وقال - صلى الله عليه وسلم-: ((خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي))؛ رواه الترمذي وأبو داود، من حديث عائشة - رضي الله عنها.



وكان يغضب مِن ضرب بعض الأزواج لزوجاتهم، فوعظهم في النساء، وقال: ((عَلاَمَ يَضرب أحدُكم امرأتَه ضربَ العبدِ، ثم يضاجعها من آخر الليل؟!)).



وروى البخاري ومسلم وغيرهما، عن عبدالله بن زمعة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يَعمِد أحدُكم فيجلد امرأتَه جلدَ العبدِ، ولعله يضاجعها في آخر يومه!".



أما الزوج، فطاعتُه من القُربات التي يُتقرَّب بها إلى الله - تعالى - فقد أمر الشرعُ المرأةَ بذلك، وحثَّها عليه، ومما ورد في ذلك، ما رواه الحاكم عن أبي سعيد - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((حق الزوج على زوجته، أنْ لو كانت به قرحةٌ، فلحستْها ما أدَّت حقَّه))؛ وصححه الألباني.



وما رواه الترمذي عن أبي أمامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة لا تجاوز صلاتُهم آذانَهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتتْ وزوجُها عليها ساخط، وإمام قومٍ وهم له كارهون))؛ وصححه الألباني.



وما رواه الطبراني في "معجمه الكبير"، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو تَعلَم المرأةُ حقَّ الزوج، لم تَقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه، حتى يفرغ))؛ وصححه الألباني.



وغير ذلك مما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم.



أما عن الحقوق المتعلقة بذمة كلٍّ من الزوجين للآخر، فهي كثيرة، لكننا سنذكر أمثلة منها، أما حقوق الزوج على زوجته:


- الاستمتاع: فعلى الزوجة تسليمُها نفسَها له، وتمكينُه من الاستمتاع بها؛ لأن الزوج يستحقُّ بالعقد تسليمَ العوض عمَّا أصدقها، وهو الاستمتاع بها، كما تستحق المرأة العوضَ، وهو الصداق، ومتى ما طلب الرجل زوجتَه، وجب عليها طاعتُه في ذلك؛ ما لم يمنعها منه مانعٌ شرعي، أو مانع في نفسها؛ كمرضٍ ونحوه، وقد رتَّب الشارعُ الثوابَ الجزيل على طاعة الزوج في المعروف، كما رتَّب الإثمَ العظيم على مخالفة أمر الزوج، ما دام يأمر بالمعروف؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجل امرأتَه إلى فراشه، فلم تأتِ، فبات غضبانَ عليها - لعنتْها الملائكةُ حتى تصبح)).


ووجوب طاعتِه مقيَّدٌ بألاَّ يكون في معصية؛ فلا يجوز للمرأة أن تُطيعه فيما لا يَحِلُّ؛ مثل أن يَطلب منها الوطءَ في زمان الحيض، أو غير محل الحرث.



- من حق الزوج التأديبُ عند النشوز والخروج على طاعته؛ لقول الله - تعالى -: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} [النساء: 34].



وبيَّن أن التي يُخاف عصيانُها، يُسلك معها ثلاثُ مراتب: الأولى: الموعظة والتذكير بما يجب عليها، الثانية: الهجر في المضجع، الثالثة: الضرب غير المبرح، وقد أوجب العلماء أن يكون الضرب في غير الوجه، وألاَّ يُحدِث أثرًا، ولا يكسر عضوًا، وبيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مَن يضرب النساء، فليس من خيار الناس، فقال: ((ليس أولئك بخياركم))؛ رواه أبو داود.



وفي الصحيح: "ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا؛ إلا أن يجاهد في سبيل الله"؛ قال النووي - رحمه الله -: "فيه أن ضرب الزوجة والخادم والدابة، وإن كان مباحًا للأدب، فتركُه أفضلُ".



وأورد ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير الآية السابقة: "وقوله: {واضربوهن}؛ أي: إذا لم يرتدِعنَ بالموعظة ولا بالهجران، فلكم أن تضربوهن ضربًا غير مبرح؛ كما ثبت في "صحيح مسلم" عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال في حجة الوداع: ((واتقوا الله في النساء؛ فإنهن عندكم عَوانٍ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلنَ، فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن رزقُهن وكسوتهن بالمعروف))، وكذا قال ابن عباس وغير واحد، ضربًا غير مبرح: قال الحسن البصري: يعني غير مؤثر، قال الفقهاء: هو ألاَّ يكسر فيها عضوًا، ولا يؤثِّر فيها شيئًا، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: يهجرها في المضجع، فإن أقبلت، وإلاَّ فقد أَذِن الله لك أن تضربها ضربًا غير مبرح، ولا تكسر لها عظمًا، فإن أقبلت، وإلا فقد أحل الله لك منها الفدية". اهـ، من "تفسير ابن كثير".



وختم الله الآية بقوله: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]؛ فبيَّن أن مَن وعظ، أو هجر، أو ضرب بعد الطاعة، فقد بغى، واعتدى، وظلم.



- عدم الإذن بالدخول لمن يَكرَه الزوجُ دخولَه؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجُها شاهدٌ؛ إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته؛ إلا بإذنه))؛ رواه البخاري وغيره.



والحديث محمول على إذا ما كانت لا تعلم رضا الزوج به، أما لو علمتْ رضا الزوج بذلك، فلا حرج عليها إذا كان مِن محارمها.



- عدم الخروج من البيت؛ إلا بإذن الزوج.



- أن تحفظه في نفسها وماله.



- أن تخدمه إذا كانت قادرة على ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قسم الأعمال بين عليٍّ وفاطمة، فجعل أعمال الخارج على عليٍّ - رضي الله عنه - والداخل على فاطمة - رضي الله عنها - مع أنها سيدة نساء العالمين، فإن كان لها خادم، فعلى الزوج نفقتُه.



- ومن حق الزوج على زوجته: السفر بها والانتقال من بلد إلى بلد؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا يسافرون بنسائهم.



وأما حقوق الزوجة على زوجها؛ فمنها
:


- المهر: لقول الله - تعالى -: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4].

ولا يحل للزوج أن يأخذ شيئًا من مهرها، إلا برضاها وطيب نفسها؛ لقول الله - تعالى -: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا} [البقرة: 229].


- النفقة: لقول الله - تعالى -: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: 7].


قال ابن هبيرة: اتَّفقوا على وجوب نفقة الرجل على مَن تلزمه نفقتُه؛ كالزوجة، والولد الصغير، والأب.


- أن يقوم بإعفافها: وذلك بأن يطأها، وقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة، إلى أنه يجب على الزوج أن يطأ زوجتَه، وذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز للزوج أن يَعزِل عن زوجته الحرة، بلا إذن منها.



- المبيت عندها، وصرح الشافعية بأن أدنى درجات السُّنة في البيات ليلة كل أربع ليالٍ؛ اعتبارًا بمن له أربع زوجات.



- القسم بالعدل إذا كان له أكثر من زوجة: فعن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم فيعدل، ويقول: ((اللهم هذا قَسْمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك))؛ رواه أبو داود وقال: يعني: القلب.



ومما سبق نعلم أن لكلٍّ من الزوجين حقًّا على الآخر، فإذا فرَّط أحدهما في حق صاحبه، فلا يفرط الآخر في حقه؛ لأنه مِن مقابلة السيئة بالسيئة، فلا يكون لأحدهما فضل على الآخر؛ لأن كلاًّ منهما أساء، ولكن ينبغي أن تُقابل السيئة بالحسنة؛ كما قال - تعالى -: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 96].



وقال في صفات أولي الألباب: {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [الرعد: 22].



ولتعلمي - أيتها الأخت الكريمة - أن صبرك على أذاه لا يعلم ثوابَه إلا اللهُ؛ لقوله - تعالى -: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].



ولذلك فإننا نوصيك بالصبر والاحتساب، والإكثار من دعاء الله - تعالى - فإن الدعاء يكشف البلاءَ، ويرفع الضراء، ونسأل الله أن يفرِّج عنا وعنك، وعن جميع المسلمين.



وقد شرع الله لك - أيتها الزوجة - إذا حصل لك نفور من الزوج، ولم تستطيعي الصبر عليه - أن تطلبي الصلح، أو التحكيم بينك وبينه؛ قال - تعالى -: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 128].



وقال: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]. وراجعي في موقعنا: "زوجتي لا تعرف معنى القوامة".



واللهَ نسأل أن يهدي زوجك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك لما فيه خيرك وصلاحك.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.45 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.04%)]