تأملات في مسألة الربا بالنظر إلى مسألتي البيع والصدقات أو التصدق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الكهان الجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سُرُجُ الهداية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الجيش الصهيوني قتل 238 صحفياً فلسطينياً منذ 7 اكتوبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          عظمة التدبير بين موعد الفرج وروعة اللطف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أبناؤنا مع الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قواطع وآفات الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شيخ السبعين عاماً الذي كسر غرور نابليون على أسوار عكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أسد الأزهر الشريف…الشيخ جاد الحق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من ذاكرة الأمة… بطل تركستان الذي نذر دمه لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          العمل والعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-08-2020, 03:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,196
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في مسألة الربا بالنظر إلى مسألتي البيع والصدقات أو التصدق

تأملات في مسألة الربا بالنظر إلى مسألتي البيع والصدقات أو التصدق


محمد هادفي






كان تحريم الربا والنهي عنه، وتحذير المؤمنين من إتيانه أو ممارسته، في عديد من الآيات البينات كالآيات: (275 - 276 - 278 سورة البقرة)، والآية: (130 سورة آل عمران).

إذًا، كان على المؤمن الحق أن يسمع ويُطيع، ويتجنب ممارسة ذلك الفعل، خاصة وأن مُمارس الرِّبا وآكله مبشَّر بالنار، قد نُفي عنه فعل التقوى والإيمان؛ كما بينت الآيات الكريمة ذلك.

من ذلك كان على المؤمن أن يعي جيدًا مدلول ومعنى فعل الربا، ويحصره ويُجليه في ذهنه، فلا يقع في الخلط مثلًا بين فعل البيع وفعل الربا، رغم أن الفرق جليٌّ لكل إنسان ذي فطرة سليمة؛ ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275].

في هذا الإطار أخلص إلى الآتي؛ أن يُحلَّ الله عز وجل البيع ويحرم الربا، وأن يقول مُمارسو الربا: إنما البيع مثل الربا، يستدعي منا وقفةً وتأمُّلًا ونظرًا وتدقيقًا.

فالبيع هو عرض شيء للغير، يَحصل عليه - أي الغير - إذا أعطى أو قدم شيئًا كمُقابل أو ثمن، ويقوم البيع على أساس العرض والطلب، والربح والزيادة في رأس المال، إذًا ذلك البيع، فما هو الربا إذًا؟ هل هو البيع، أو مثله؟

لو كان ذلك، لما حرَّمه الحق سبحانه وأحل البيع، من ذلك نستنتج أن الإنسان قادر على الوعي بفطرته السليمة أنه واقع في فعل الربا؛ إذ إن الربا ليس بيعًا، والبيع حلال والربا حرام.

من ذلك يَبرز مدلول الربا كفعل وممارسة؛ وهو: الاستثمار والاتجار والسعي إلى تحقيق ربح وفائدة، من خلال فرض شروط وطلبات على ذي حاجة عندك يَطلبها ولكن لا يملك ثمنها.

إذًا، هو استغلال ذي الحاجة والعُسرة، والاستثمار فيه لتحقيق فائدة وربح، وذلك ليس بيعًا أو تجارة؛ إنما هو ربا.
إذًا، دافع ذلك حب المال، والاستغناء، والعلو، والسعي إلى كسبه وجمعه وتكديسه بكل الطرق والوسائل.

جانب آخر يستدعي التأمُّل والنظر في هذه المسألة؛ وهو: ارتباط الربا بالصدقات (كما تَجلى ذلك في الآيتين 276 - 280 من سورة البقرة).

فالنظر إلى مدلولات فعل الصدقات يُجلي ويبيِّن ويوضح فعل الربا؛ ففعل الصدقات يتمثل في تقديم وإعطاء شيءٍ ما دون مقابل، كان من المفروض أن يَحصل عليه المقدَّم له - أي: الحاصل على ذلك الشيء - بثمن أو مقابل، ويكون مُعطي أو مقدم ذلك الشيء عند التقديم والعطاء في منزلة ومستوى المُعطى أو المقدم له، وفي رأي ونظر المُعطَى أو الحاصل على ذلك الشيء، فكلاهما يعلمان أنهما فقيران إلى الله عز وجل، تلاقيًا وانسجامًا طبيعيًّا محسوسًا ومفهومًا، وأصلًا تلقائيًّا دون استعلاء أو أذى.

بالنظر إلى ذلك، فإن صاحب رأس المال أو البائع إذا لاقاه أو قصده ذو الحاجة والعسرة له أن يبيعه الشيء المطلوب بطلب المقابل أو الثمن، فإن لم يستطع فله أن يرفض إعطاءه أو بيعه، وله أيضًا أن يعطيه المطلوب صدقةً.

أما أن يستغل حالة العسرة والحاجة تلك ليَفرض عليه شروطًا وأحكامًا بُغية الاتجار في ذلك وتحقيق الفائدة والربح، فذلك هو الربا.

وعلى الإنسان أن يسعى إلى فعل الخيرات، ورجاء وجه الله فيما آتاه من مال ورزق وكسب، فأحل الله البيع وحرم الربا، وحذر من سوء عاقبة ونتيجة إتيانه.

والأجدر بالإنسان أن يميل في تجارته وبيعه وماله إلى التصدُّق وفعل الخير وطلب الآخرة، فيتجنَّب بذلك الربا، ويحقِّق التقوى والإيمان الحق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.45 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]