|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عظمة التدبير بين موعد الفرج وروعة اللطف قد يتأخر عنك الفرجُ يا صاحبي، فلا يأتيك حين تشتد قبضتك في الطّلب، ولا حين تُلحّ على الأبواب بدمعك وندائك، بل يأتيك إذا شاء الله أن يأتي، في ساعةٍ لا تنبئ عنها الساعات، ولا يسبقها نذير، ولا تتقدّمها علامة، حين يأذن الله، وفي وقتٍ يختاره بحكمته، لا بهواك ولا بانتظارك، فالله سبحانه لا يعجل لعجلة عباده. فهو الذي رتّب شؤونك من قبل أن تُخلَق، وأدار دقائق قدرك وأنت لا تشعر، فإذا آن أوان الفرج، أقبل عليك من كل صوبٍ بالعون والتسخير، وجاءتك الأسباب تمشي إليك كما لم تحتسب، بعضها تعرفه، وبعضها ينهمر عليك كالوحي، لا تدري من أين أتى ولا كيف ساقه الله إليك. فهو سبحانه، إن أذن للرحمة أن تمشي إليك، مشت، وإن أذن للكرب أن يُجلى عنك، انجلى، ولو كانت الجبال عليه مطبقة، والأبواب دونه مؤصدة، حتى لكأنها لم تُخلق بمفتاح. وإذا شاء الله أن يُفرّج عنك، ساق إليك من الأسباب ما لا يخطر ببالك، وسخّر لك من جنوده من لم ترَهم، وجعل من عسرك يسراً، ومن دمعك ضياء، ومن ظنّك القاطع أملًا نابضًا، فإذا بملامح المشقّة تنقلب نعيمًا، وتُبصر أن ما كنت تراه بالأمس حاجزًا؛ أصبح اليوم أعظم ما يُعينك، وربّ أمرٍ كنت تراه سدًّا من حديد، فإذا هو بوابة الفرج، وربّ شيءٍ كنت تُبغضه بالأمس، فإذا هو اليوم عصاك التي تتكئ عليها، وتهش بها على ألمك، فلا تملك حينها إلا أن تخرّ ساجدًا لعظمة التدبير، وتشهَد في قلبك روعة اللطف وعجائب الرحمة التي سبقت كل شيء. هنالك تعلم – لا باللسان بل بالوجدان – أنّ لله ساعةً إذا جاءت، انحلّت بها عُقد الدهر، وتفتّحت بها مغاليق الأرض والسماء، وأنّ رحمته لا تُدرك بالعقل، بل تُلمَح بالبصيرة، وتُرتَشف بالرضا، وبوابتها التضرع والدعاء، ومفتاحها الصبر واليقين. {وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ}. ____________________________________________ الكاتب: طلال الحسان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |