لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1086 - عددالزوار : 127451 )           »          أدركتني دعوة أمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حقيقة الإسلام ومحاسنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          المرأة .. والتنمية الاقتصادية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أسباب الثبات على الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4776 )           »          مفاسد الغفلة وصفات أصحابها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-07-2019, 06:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,726
الدولة : Egypt
افتراضي لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله
د. محمود بن أحمد الدوسري



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
بلغ من شأن القرآن وعظمته وشدَّة تأثيره أنه لو أُنزل على جبل من الجبال وجُعل له عقل كما جعل للبشر، لرأيت الجبلَ - مع كونه في غاية القسوة والصَّلابة - خاشعاً متصدِّعاً من خشية الله؛ كما قال تعالى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 21]؛ أي: لاتَّعَظَ الجبلُ وتصدَّع صخرُه من شدَّة تأثُّره من خشية الله.

ففي هذا «بيان حقيقة تأثير القرآن وفعاليته في المخلوقات، ولو كانت جبلاً أشم، أو حجراً أصم» [1].
وضُرِبَ التَّصَدُّع مثلاً لشدَّة الانفعال والتَّأثر؛ لأن منتهى تأثُّر الأجسام الصلبة أن تَنْشَقَّ وتتصدَّع ولا يحصل ذلك بسهولة.

والخشوع: هو التَّطأطؤ والرُّكوع؛ أي: لرأيته ينزل أعلاه إلى الأرض.
والتَّصدع: التَّشقُّق؛ أي: لَتَزلزل وتَشَقَّق من خوفه اللهَ تعالى [2].

ولا شَكَّ أنَّ هذا تعظيمٌ لشأن القرآن، وتمثيلٌ لعلوِّ قدره وشدَّة تأثيره في النفوس، لما فيه من بالغ المواعظ والزَّواجر، ولما اشتمل عليه من الوعد الحقِّ والوعيد الأكيد، فإذا كان الجبل في غلظته وقساوته، لو فهم هذا القرآن - كما فهمتموه - لخشع وتصدَّع من خوف الله تعالى، فكيف يليق بكم أيُّها البشر ألاَّ تلين قلوبُكم وتخشع وتتصدَّع من خشية الله، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبَّرتم كتابَه [3].

والمقصود من إيراد الآية: إبرازُ عظمة القرآن الكريم، والحثُّ على تأمُّل مواعظه الجليلة، إذ لا عذر لأحد في ذلك، وأداءُ حقِّ الله تعالى في تعظيم كتابه، وتوبيخُ مَنْ لا يحترم هذا القرآن العظيم، وفيه كذلك تمثيل وتخييل لعلوِّ شأن القرآن وقوَّة تأثير ما فيه من المواعظ[4].

يقول الله تعالى مبيناً ومنبِّهاً على عظمة القرآن وتأثيره: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ﴾ [الرعد: 31].

فهذا شرطٌ جوابه محذوف، والمراد منه: تعظيم شأن القرآن العظيم.
«كما تقول لغلام: لو أني قمت إليك، وتترك الجواب. والمعنى: ولو أن قرآناً سُيِّرت به الجبال عن مقارِّها وزُعزعت عن مضاجعها، أو قُطِّعت به الأرض حتى تتصدَّع وتتزايل قطعاً، أو كُلِّم الموتى فتسمع وتجيب، لكان هذا القرآن لكون غاية في التَّذكير ونهاية في الإنذار والتَّخويف»[5].

وفي بيان المقصود هنا يقول أبو السُّعود - رحمه الله: «والمقصود: بيان عِظم شأن القرآن العظيم، وفساد رأي الكفرة، حيث لم يقدِّروا قدره العلي، ولم يعدُّوه من قبيل الآيات فاقترحوا غيره، مما أُوتي موسى وعيسى عليهما السلام... فالمعنى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ﴾؛ أي: بإنزاله أو بتلاوته عليها، وزُعزعت عن مقارها كما فُعِل ذلك بالطُّور لموسى عليه السلام ﴿ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ ﴾؛ أي: شقِّقت وجُعلت أنهاراً وعيوناً، كما فُعِلَ بالحجر حين ضربه عليه السلام بعصاه، أو جُعلت متصدِّعة. أو ﴿ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ﴾؛ أي: بعدما أُحييت بقراءته عليها، كما أُحييت لعيسى عليه السلام، لكان ذلك هذا القرآن، لكونه الغاية القصوى في الانطواء على عجائب آثار قدرة الله تعالى وهيبته» [6].


[1] أضواء البيان (8/ 76).

[2] انظر: التحرير والتنوير (28/ 104).

[3] انظر: تفسير ابن كثير (4/ 343، 344)

[4]انظر: تفسير أبي السعود (8/ 233)؛ زاد المسير، لابن الجوزي (8/ 224).

[5] الكشاف، للزمخشري (2/ 498).

[6] تفسير أبي السعود (5/ 21، 22)، تفسير الشعراوي (14/ 8727).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.01 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]