|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يوم السابع عشر من رمضان هو يوم غزوة بدر الكبرى وهذه الخواطر والتأملات ليست للسرد الأحداث وإنما محاولة لإستخلاص بعض المواقف التربوية من أحداث الغزوة . وقد أعتمدت فيها على بعض المصادر مثل : كتاب المنهج الحركى للسيرة د منير الغضبان كتاب السيرة عبر وأحداث د الصلابي التربية القيادية فى السيرة د منير الغضبان الرحيق المختوم ساضع الموضوع على حلقات إن شاء الله على حسب ما تسمح به الظروف والاوقات
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#2
|
||||
|
||||
![]() عند نزول الرسول صلى الله عليه وسلم بالجيش عند أدنى ماء من مياه بدر قام الحباب بن المنذر وقال يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟؟أم هو الرأى والحرب والمكيدة ؟؟؟.... قال صلى الله عليه وسلم إنما هى الحرب والمكيدة قال يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فأنهض يا رسول الله بالناس حتى تأتى أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الأبار ثم نبنى عليه حوضا من الماء فنشرب ولا يشربون....فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم برأيه هذا الموقف يصور موقف من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه حيث كان أى فرد من أفراد الجماعة يدلى برأيه حتى فى أخطر القضايا ولا يكون فى شعوره أحتمال غضب القائد الأعلى ثم حصول ما يترتب على ذالك الغضب من تدنى سمعه صاحب المشورة وكونة سيكون ليس من أهل الثقة وتأخر فى صعوده أو توليه المناصب القيادية هذه التربية من الرسول صلى الله عليه وسلم مكنت الجماعة المسلمة وقتها من الإستفاده من عقول جميع أهل الرأى السديد القائد فيهم ينجح نجاحا باهرا وإن كان حديث السن لأنه كان يفكر بآراء جميع أفراد جنده وقد يحصل له الرأى السديد من أقلهم سمعة وأقلهم منزلة من ذالك القائد لأنه ليس هناك ما يحول بين أى فرد منهم والوصول برأية إلى القيادة ونلحظ عظمة التربية النبوية التي سرت في شخص الحباب بن المنذر، فجعلته يتأدب أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم دون أن يُطلب رأيه، ليعرض الخطة التي لديه، لكن هذا تم بعد السؤال العظيم الذي قدمه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ إن هذا السؤال ليشي بعظمة هذا الجوهر القيادي الفذ الذي يعرف أين يتكلم ومتى يتكلم بين يدي قائده، فإن كان الوحي هو الذي اختار هذا المنزل، فلأن يقدم فتقطع عنقه أحب إليه من أن يلفظ بكلمة واحدة، وإن كان الرأي البشري فلديه خطة جديدة كاملة باستراتيجية جديدة. إن هذه النفسية الرفيعة عرفت أصول المشورة وأصول إبداء الرأي وأدركت مفهوم السمع والطاعة ومفهوم المناقشة ومفهوم عرض الرأي المعارض لرأي سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام. وتبدو عظمة القيادة النبوية في استماعها للخطة الجديدة وتبني الخطة الجديدة المطروحة من جندي من جنودها أو قائد من قوادها وفى نفس المفهوم الشورى وأهميتها تتجلى فى إستشاره النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه بعد نجاة القافلة عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أشيروا عليَّ أيها الناس»، وكان إنما يقصد الأنصار؛ لأنهم غالبية جنده، ولأن بيعة العقبة الثانية لم تكن في ظاهرها ملزمة لهم بحماية الرسول صلى الله عليه وسلم خارج المدينة، وقد أدرك الصحابي سعد بن معاذ، وهو حامل لواء الأنصار، مقصد النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فنهض قائلاً: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أجل». قال: (لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله إن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على استشارة أصحابه في الغزوات يدل على تأكيد أهمية الشورى بمفهومها الصحيح يتبع ان شاء الله
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#3
|
||||
|
||||
![]() المتأمل للسيرة النبوية فى عهدها المكى والمدنى... سيجد التربية الأمنية..... موجوده فى عهدها المكي والمدني وهذا موقف من غزوة بدر الكبرى
نظم النبي صلى الله عليه وسلم جنده بعد أن رأى طاعة الصحابة وشجاعتهم واجتماعهم على القتال وعقد اللواء الأبيض وسلَّمه إلى مصعب بن عمير وأعطى رايتين سوداوين إلى سعد بن معاذ وعلي بن أبي طالب وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة. وقام صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر يستكشف أحوال جيش المشركين وبينما هما يتجولان في تلك المنطقة لقيا شيخا من العرب فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جيش قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه صلى الله عليه وسلم من أخبارهم: قال الشيخ لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أخبرتنا أخبرناك» فقال: أو ذاك بذاك؟ قال: «نعم»، فقال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي به جيش المسلمين وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي فيه جيش المشركين فعلاً ثم قال الشيخ: لقد أخبرتكما عما أردتما، فأخبراني ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن من ماء»، ثم انصرف النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن الشيخ، وبقي هذا الشيخ يقول: ما من ماء؟ أمن ماء العراق ومن هذا الموقف نلاحظ الآتى : سؤاله صلى الله عليه وسلم الشيخ الذي لقيه في بدر عن محمد وجيشه، وعن قريش وجيشها. تورية الرسول صلى الله عليه وسلم في إجابته عن سؤال الشيخ ممن أنتما؟ بقوله صلى الله عليه وسلم: «نحن من ماء» وهو جواب يقتضيه المقام، فقد أراد به صلى الله عليه وسلم كتمان أخبار جيش المسلمين عن قريش. وفي انصرافه فور استجوابه كتمانٌ أيضًا, وهو دليل على ما يتمتع به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحكمة، فلو أنه أجاب هذا الشيخ ثم وقف عنده لكان هذا سببًا في طلب الشيخ بيان المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم: «من ماء» الموضوع هنا يقتصر على غزوة بدر وإلا ففى السيرة العديد من الأمثلة حول التربية الأمنية والإحتياط الأمنى فى العهد المكي والمدني ....... وهذا يدعونى إلى نداء لكل أبناء الحركة الإسلامية مهما كان درجه العلانية والعمل مع المجتمع إلى الأخذ باسباب الحيطة والتربية الأمنية فالتحديات التى تواجه الحركه كبيره وليس معنى الحرية النسبية والأمن فى بعض الأقطار عدم الأخذ بأسباب هذه التربية الأمنية
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#4
|
||||
|
||||
![]() موقف أخر من غزوة بدرفيه أحد الصفات الواجب توفرها فى القائد:
خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أرسل عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يتسقطون له الأخبار عن جيش قريش فوجدوا غلامين يستقيان لجيش المشركين فأتوا بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما: «أخبراني عن جيش قريش» فقالا: هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كم القوم؟» قالا: كثير، قال: «ما عدتهم؟» قالا: لا ندري، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كم ينحرون كل يوم؟» قالا: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القوم ما بين التسعمائة والألف»، ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ فذكرا عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا جهل وأمية بن خلف في آخرين من صناديد قريش فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه قائلا: «هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها» من صفات القائد الفعال القدرة على إتخاذ القرار ولهذه القدرة مهارتين يجب أن يتصف بهما القائد وهما القدرة على الحصول على المعلومات وقابلية عقلية مع قدرة تحليلة مميزة يستطيع من خلال معلوماته وحسن توقعه أن يصل إلى القرار السليم وهذه الحادثة من غزوة بدر الكبرى بهما المهارتين وخاصة القدرة على الحصول على المعلومات وتحليلها للوصول إلى القرار السليم وهنا لا بد لنا من وقفة : كجماعة وعمل مؤسسى أين نحن من هذه المهارة الحصول على المعلومات والبيانات ثم وما يستتبع ذلك من تحليل وتقويم ثم تخطيط وعمل مبنى على قواعد وأسس صحيحة نحتاج كجماعة وعلى مستوى الأفراد والقواعد تربيتهم على الإدراك الواعي لأهمية المعلومة وأثر هذا على القرار الذي تأخذه الجماعة وقيادتها علي كل الأصعدة والمستويات يجب أن تشمل تربيتنا للإخوة والقائد والإدارى فى الجماعة على أولا إقتناع بأهميه هذا الامر ثم تنمية هذه المهارة وقدره على التحليل والتوظيف الصحيح للمعلومة وكيف نستغل هذا الأمر فى رؤيتنا المستقبلية فى فقرة الأسره فقرة سياسية يجب أن نتهم بهذا الامر ونربى فى الإخوة القدرة والمهارة الصحيحة على التحليل والرؤيه المستقبليه وقد يقول قائل لماذا على مستوى الاسر والقواعد وليس على مستوى الجماعة فأقول الامر أسهل عندما نؤكد ونؤصل هذه المهاره مع الإخوة ومع هذا فهى دعوة للجماعة على مستوياتها العليا لإيجاد تلك المراكز التى تقوم على جمع المعلومة وتحليلها وتوظيفها
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#5
|
||||
|
||||
![]() ما زلنا مع بعض الدروس التربوية من أحداث غزوة بدر الكبرى .......ولو تدبرنا قول الله تعالى :
قال تعالى: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) لما نظم صلى الله عليه وسلم صفوف جيشه وأصدر أوامره لهم وحرضهم على القتال رجع إلى العريش الذي بُني له ومعه صاحبه أبو بكر , وسعد بن معاذ على باب العريش لحراسته وهو شاهر سيفه واتجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه يدعوه ويناشده النصر الذي وعده ويقول في دعائه: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تُعبد في الأرض أبدًا» وما زال صلى الله عليه وسلم يدعو ويستغيث حتى سقط رداؤه، فأخذه أبو بكر ورده على منكبيه وهو يقول: يا رسول الله كفاك مناشدتك ربك فإنه منجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ) وفي رواية ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد» فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك الله فخرج صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ). وروى ابن إسحاق: أنه صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني». وهذا درس رباني مهم لكل قائد أو حاكم أو زعيم أو فرد في التجرد من النفس وحظها، والخلوص واللجوء لله وحده والسجود والجثي بين يدي الله سبحانهلكي ينزل نصره ويبقى مشهد نبيه، وقد سقط رداؤه عن كتفه وهو مادٌّ يديه يستغيث بالله, يبقى هذا المشهد محفورًا بقلبه ووجدانه يحاول تنفيذه في مثل هذه الساعات وفي مثل هذه المواطن حيث تناط به المسئولية وتلقى عليه أعباء القيادة لا يجب أن يغفل أبناء الحركة الإسلامية عن الدعاء والإستغاثه والإلحاح عليه سبحانه وتعالى ........والدعاء الذى نريده هو ما جاء بالوصف القرآنى الإستغاثه وهو ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم من مناجاه وإلحاح عليه سبحانه وتعالى الدعاء المراد هو دعاء المضطر دعاء من فقد الأسباب ......لو أشرف إنسان على الغرق بسفينه لدعى الله عز وجل بحراره ولكن قلبه ما زال معلقا بالسفينة كسبب قد ينقذه من الغرق فإذا شارفت السفينة على الغرق ولم تبقى إلا خشبه يتعلق بها الغريق لزاددت حرارة الدعاء وزادت الإستغاثة ولكنه ما زال قلبيا معلقا بالخشبة والتى قد تنقذه من الغرق فإذا فقد الخشبه كيف سيكون دعائه هذا هو الدعاء والإستغاثه الذى نريد دعاء من فقد الأسباب دعاء الغريق الذى فقد الخشبه ......مع هذا فالحركة الإسلامية مطالبة بإتخاذ كافة الأسباب مع الدعاء والإستعانة بالله عز وجل بعد أن دعا صلى الله عليه وسلم ربه في العريش واستغاث به خرج من العريش فأخذ قبضة من التراب وحصَبَ بها وجوه المشركين وقال: «شاهت الوجوه» ثم أمر صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يصدقوا الحملة إثرها ففعلوا فأوصل الله تعالى تلك الحصباء إلى أعين المشركين فلم يبقَ أحد منهم إلا ناله منها ما شغله عن حاله ولهذا قال الله تعالى: ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى ) [الأنفال: 17] ومعنى الآية: أن الله سبحانه أثبت لرسوله ابتداء الرمي، ونفى عنه الإيصال الذي لم يحصل برميته, فالرمي يراد به الحذف والإيصال فأثبت لنبيه الحذف، ونفى عنه الإيصال ونلحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ بالأسباب المادية والمعنوية وتوكل على الله، فكان النصر والتأييد من الله تعالى، فقد اجتمع في بدر الأخذ بالأسباب بالقدر الممكن مع التوفيق الرباني في تهيئة جميع أسباب النصر متعاونة متكافئة مع التأييدات الربانية الخارقة والغيبية ففي عالم الأسباب تشكل دراسة الأرض والطقس ووجود القيادة والثقة بها والروح المعنوية لبنات أساسية في صحة القرار العسكري ولقد كانت الأرض لصالح المسلمين وكان الطقس مناسبًا للمعركة، والقيادة الرفيعة موجودة والثقة بها كبيرة والروح المعنوية مرتفعة وبعض هذه المعاني كان من الله بشكل مباشر وتوفيقه وبعضها كان من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذًا بالأسباب المطلوبة فتضافر الأخذ بالأسباب مع توفيق الله وزيد على ذلك التأييدات الغيبية والخارقة فكان ما كان وذلك نموذج على ما يعطاه المسلمون بفضل الله إذا ما صلحت النيات عند الجند والقادة ووجدت الاستقامة على أمر الله وأخذ المسلمون بالأسباب
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#6
|
||||
|
||||
![]() معنا موقفين لنسرد الأول أولا ثم نتعرض لبعض التأملات التربوية منه
سواد بن غَزِيّة في الصفوف: كان صلى الله عليه وسلم في بدر يعدل الصفوف ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف، فرأى رجلاً اسمه سواد بن غزية، وقد خرج من الصف فطعنه صلى الله عليه وسلم في بطنه، وقال له: «استوِ يا سواد» فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال: «استقد» فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: «ما حملك على هذا يا سواد» قال: يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير ويستفاد من قصة سواد أمور, منها: 1- حرص الإسلام على النظام والنظام كما أنه وقت الحروب وتسويه الصف أثناء الصلاه ولكنه هيئة يجب أن يتربى عليها الأفراد سواء على المستوى الشخصى والجماعة على المستوى المؤسسي 2- العدل المطلق: فقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم القود من نفسه. 3- حب الجندي لقائده ما أجمل أن تكون هذه العلاقة بين الإخوة ومسئوليهم وهذا لن يأتى إلا بالمعايشة والإحساس بمشاكلهم هذه العلاقة وهذه العلاقة تثير حماس الإخوة للعمل 4- تذكر الموت والشهادة وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا دائما بتذكر هادم اللذات وهذا فيه دافع وحافز للهمم كما أن تذكر الشهادة فيه دائما تخيل للهدف الأسمى وخاصة فى أوقات الإبتلاءات مما يحفز النفس وهذا يتضح فى قول سواد (حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك) الموقف الثاني كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على أن يكونوا أصحاب إرادات قوية راسخة ثابتة ثبات الشُّمِّ الرواسي، فيملأ قلوبهم شجاعة وجرأة وأملاً في النصر على الأعداء، وكان يسلك في سبيل تكوين هذه الإرادة القوية أسلوب الترغيب والترهيب الترغيب في أجر المجاهدين الثابتين والترهيب من التولي يوم الزحف والفرار من ساحات الوغى كما كان يحدثهم عن عوامل النصر وأسبابه ليأخذوا بها ويلتزموها ويحذرهم من أسباب الهزيمة ليقلعوا عنها، وينأوا بأنفسهم عن الاقتراب منها. وكان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على القتال ويحرضهم عليه امتثالاً لقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَّكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ) [الأنفال: 65]. وفي غزوة بدر الكبرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض». فقال عمير بن الحمام الأنصاري t: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: «نعم». قال: بخٍ بخٍ (كلمة تعجب). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قول: بخٍ بخٍ؟». قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها قال: «فإنك من أهلها».
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |