|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم . عندما نقرأ سورة الرحمــــن مثلا , أو سورة المرسلات أو القمر , نجد أن بعض الآيات تكررت فيها كثيرا , كـ " فبأي آلاء ربكما تكذبان " التي تكررت 31 مرة في سورة واحدة,مما جعل البعض يتساءل عن سر هذا التكرار , وهل له علاقة باللغة العربية ؟ وهل هو من البلاغة ؟ وما هي فوائده ؟؟....الخ .. فأقول نعم , التكرار من أساليب اللغة العربية , كما سنثبته بالشواهد والأدلة , وهو أسلوب بلاغي معروف عند العرب حتى قبل مجيئ الإسلام ونزول القرآن , وله فوائد كثيرة منها التأكيد على ألأمر المهم . وفي القرآن خاصة فيه وجه إعجازي , لأن عدد التكرارات لم يأت عبثا أو عشوائيا , بل أتى لمعنى , وبحساب دقيق . فمثلا في سورة الرحمن كان التكرار مقسما إلى : 7ـ 8ـ 8ـ 8 فالمجموعات أربعة . السبع الأولى أتت عقب آيات تشير إلى قدرة الله عز وجل وتفرده بتدبير أمر كل ما في السموات والأرض . الثمانية الأولى أتت عقب آيات تتحدث عن صفات وأحوال المجرمين يوم القيامة . الثمانية الثانية أتت عقب آيات تتحدث عن صفات المؤمنين وما أعد الله لهم من النعيم يوم القيامة . الثمانية الأخيرة تتحدث عن صفات الجنتين وما أعد فيهما لأوليائه . فمن آمن بما دلت عليه المجموعة الأولى أمّـنه الله من مآل المجموعة الثانية وأعطاه ما دلت عليه المجموعتين الأخيرتين تكرما منه وتفضلا , وفي هذا المجال حديث طويل .... وأثنا ء البحث عن قصائد ورد فيها التكرار وجدت الكثير من القصائد , منها قصيدة المهلهل التي مطلعها : أليلتنا بذي حسمٍ أنيري. وهو قصيدة طويلة , أورد لكم بعضا من أبياتها . أليلتنا بذي حســــمٍ أنيري * إذا أنتِ انقضيتِ فلاَ تحوري[1] فإنْ يكُ بالذنائبِ طالَ ليلي * فقدْ أبكي منَ الليلِ القصيرِ وَأَنْقَذَنِي بَيَاضُ الصُّبْحِ مِنْهَا * لقدْ أُنقِــذتُ منْ شـــرًّ كبيرِ إلى أن يقول: عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ*إِذَا خَافَ المُغَارُ مِنَ الْمُغِيرِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ* إِذَا طُرِدَ اليَتِيمُ عَنِ الْجَزُورِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ* إذا ما ضِيمَ جارُ المستجيرِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ* إذا ضاقتْ رحيباتُ الصدورِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ* إِذَا خَافَ المَخُوفُ مِنَ الثُّغُورِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ * إِذا طَالَتْ مُقَاسَاة الأُمُورِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ *إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُ الزَّمْهَرِيرِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ *إِذَا وَثَبَ المُثَارُ عَلَى المُثِيرِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ * إِذَا عَجَزَ الغَنِيُّ عَنِ الْفَقِيرِ عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ *إِذَا هَتَفَ المُثَوبُ بِالْعَشِيرِ. تســائلني أميمــة عنْ أبيــها *وَمَا تَدْرِي أُمَيْمَة عَنْ ضَمِيرِ فلاَ وَ أبي أميمة ما أبـــوها *مَنَ النَّعَمِ المُؤَثَّلِ وَالْجَزُورِ وَ لكنا طعنا القومَ طعناً * على الأثباجِ منهمْ وَ النحورِ نَكُبُّ الْقَومَ لِلأذْقَانِ صَرْعَى * وَنَأْخُذُ بِالتَّرَائِبِ وَالصُّدُورِ وَكَانُوا قَوْمَنَا فَبَغَوْا عَلَيْنَا * فَقَدْ لاَقَاهُمُ لَفَحٌ السَّعِيرِ تظلُّ الطيرُ عاكفة ً عليهمْ * كأنَّ الخيلَ تنضحُ بالعبيرِ. ومن ذلك قصيدة الحارث بن عباد , بمناسبة حرب البسوس التي مطلعها: كل شيء مصيره للزوال ... غير ربي وصالح الأعمال ثم يقول في قصيدته: قربا مربط النعامة[2] مني ... لقحت حرب وائل عن حيال[3] قربا مربط النعامة مني ... ليس قولي يراد لكن فعالي قربا مربط النعامة مني ... جد نــــوْح النساء بالإعوال قربا مربط النعامة مني ... شاب رأسي وأنكرتني العوالي قربا مربط النعامة مني ... للسرى والغدو والآصال قربا مربط النعامة مني ... طال ليلي على الليالي الطوال قربا مربط النعامة مني ... لاعتناق الأبطال بالأبطال قربا مربط النعامة مني ... واعدلا من مقالة الجهال قربا مربط النعامة مني ... ليس قلبي عن القتال بسال قربا مربط النعامة مني ... كلما هب ريح ذيل الشمال قربا مربط النعامة مني ... لبجير مفكك الأغلال قربا مربط النعامة مني ... لكريم متوج بالجمال قربا مربط النعامة مني ... لا نبيع الرجال بيع النعال قربا مربط النعامة مني ... لبجير فداه عمي وخالي. ومنه : ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أَنّنا ... آفَةُ الجُزْر[4] مَسَاميحٌ يُسُرْ وَلَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أَنّنا ... واضِحُو الأَوجُهِ في الأَزمَةِ غُرّ وَلَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أَنّنا ... فَاضِلُو الرأَي وفي الرّوع وُقُر وَلَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أَنّنا ... صَادقو البأَسِ وفي المَحفِلِ غُرّ ومنه قول الخنساء في أخيها صخرا : وَإِنَّ صَخْرَاً لَوالينَا وَسَيدُنَا * وإِنَّ صَخْرَاً إِذا نِشْتوا لَنَحّْارُ[5] وإنَّ صَخْرَا لمقدامٌ إِذا رَكِبوا * وإِنَّ صَخْرَا إذا جَاعوا لَعَقَّارُ[6] وإِنَّ صَخْرَا لَتَأَتمُ الهُداةُ بِهِ * كأَنَّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ. ولها أيضا تخاطب نفسها في رثاء أخيها : وَابكي أَخاَكِ ولا تَنْسَي شَمائلَهُ وابكي أَخاكِ شجَاعَاً غَيْر خَوَّارِ وابكي أَخاكِ لأَيتامٍ وأَرمَلَةٍ وابكي أَخاكِ لِحقِّ الضَّيفِ والجَارِ. الخلاصة التكرار أسلوب مشهور جدا في لغة العرب , والقرآن نزل بلغة العرب . قال تعالى " وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ "[7] وقال :" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ "[8] هذا ما تيسر لي , وإني في انتظار إضافاتكم وتصويباتكم , فلا شك أن فيما كتبت قصور كبير وخلل كثير, كما هي طبيعة الانسان , خاصة وأنني كتبته على عجل . لكن شجعني على الكتابة أن هناك من يهتم ويناقش ويبحث , مثل الأخوات الكريمات : ناديا , بيارق , أخت الاسلام ...الخ ... فهؤلاء لديهن حوار مؤدب وهادف ...فشكرا لهن وللجميع ... [1] أي لا تعودي . ومنه قوله تعالى "إنه ظن أن لن يحور" وقول النبي صلى الله عليه وسلم " ...إلا حار عليه " [2] ـ النعامة :أسم فرسه وليست الطائر المعروف [3] ـ حيال : عكس حامل (الناقة لم تحمل فهي حائل ) [4] ـ يعني ينحرون الأبل للأضياف , فهي كناية عن الكرم . [5] ـ نحار هي كناية عن الكرم في الشتاء وقت الحاجة . [6] ـ عقار أي يعقر الإبل للأضياف (كناية عن الكرم والجود) [7] ـ سورة الشعراء [8] ـ سورة ابراهيم
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |