عفوا ، هل أنت رجل ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 653 - عددالزوار : 115240 )           »          شرح أحاديث الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          حقوق اليتيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          الإسلام كفل لأهل الكتاب حرية الاعتقاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الأدلة الشرعية في تحقيق مقصد حفظ الدين (دليل الإجماع أنموذجا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          فضل ذكر الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          قواعد قرآنية في تربية الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          من مائدة التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1454 )           »          وقفات ودروس من سورة آل عمران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 4546 )           »          ما انتقد على «الصحيحين» ورجالهما، لا يقدح فيهما، ولا يقلل من شأنهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2006, 06:45 PM
الصورة الرمزية onies design
onies design onies design غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: الدنيا
الجنس :
المشاركات: 2,261
01 عفوا ، هل أنت رجل ؟

عفوا ، هل أنت رجل ؟


الواقع أني لم أقصد بكلمة 'رجل' المعنى العام المتعارف عليه في الأذهان للرجال الذي هو ضد 'الإناث', ولكن ما قصدته هو معنى آخر للرجولة, معنى يسمح للفتى الصغير الذي لم يبلغ الحلم بعدُ بالانتساب إليه, وقد تعجب إذا علمت أن للفتيات أيضًا الحق الكامل في الانتساب لمفهوم تلك الكلمة, فهل أصابك العجب حقًا الآن؟

ربما, على كل حال قبل أن نعرج على المفهوم الرباني لمعنى الرجولة تعالَ معي لنتعرف على ما تعنيه هذه الكلمة في معجم أغلب شباب أمتنا إلا من رحم الله وهم قليل:

فأكثر الشباب اليوم يعتقدون أن:

1- الرجل هو المدخن:
وهذا المفهوم للأسف الشديد انتشر كثيرًا وترسخ في أذهان العديد من شباب الأمة, بل وأطفالها إذا أردنا أن نكون أكثر تحديدًا, وتتعدد العوامل والوسائل التي تنشر مفهوم أن الطريق إلى الرجولة بالتدخين, ومن هذه العوامل أن التدخين يعتبر في غالب المجتمعات الإسلامية:
وسيلة لتصريف الضيق والكآبة والتخفيف عن النفس.
وسيلة للإحساس بالذات والنضج وتقليد الكبار.
وسيلة للامتناع عن الغضب الشديد بارتكاب ما يظنه المدخن جريمة فينفس عنها بالتدخين.

كل هذه التصورات المسبقة تتم زراعتها في المجتمع عبر وسائل الإعلام حيث ينطلق البطل الذي تنجذب إليه الأبصار للتنفيس عن غضبه إلى التدخين, ثم يظهر أنه يهدأ بذلك أو يهديه تفكيره وهو يدخن - أي في لحظة تركيزه بفضل التدخين بالطبع - إلى الحل الذي لا مثيل له, ومن وسائل الاستزراع في العقليات لشباب الأمة وشاباتها ما يتناقله الكبار من هذه المفاهيم فيما بينهم, وما يظهر منهم من سلوكيات تؤكدها وتدعمها.

2- الرجل هو الذكر صاحب الصوت المرتفع:
وهكذا في كل الأمور لا ترى منه إلا صوتًا مرتفعًا, فبه تحل المشاكل ويعرف الناس مكانته بعلو صوته, ويخشاه كل من حوله, فتراه لا يتفاهم في أمر إلا ويحسمه بحنجرته لا بعقله, وهو قادر على أن يتغلب على الجميع.

3- الرجولة انحراف:
لكي تكون رجلاً لا بد أن تكون منحرفًا, فلسانك مثلاً لا يترك مخلوقًا في حاله, وهو كذلك مبدع في ناحية اختراع القذارات والإهانات لبني البشر, ويداك لا تسكن مكانها, بل هي أداة بطش مستمرة لا تتوقف عن العمل والإيذاء, وعينك لا تترك امرأة تعبر إلا وتمر تحت أجهزة استشعارك الدقيقة, وكذا كل جارحة من جوارحه تقوم بدورها في رسم صورة الانحراف للحصول على لقب الرجولة المستحق عن جدارة.

4- الرجل هو صاحب العلاقات العاطفية [الدون جوان] صائد الفتيات:
الرجل هو صاحب القدرة العالية على الإيقاع بالفتيات في حبائله, الذي لا يباريه أحد في سرعة هذا الإيقاع, وسرعة الحصول على ما يريد من الفتاة بدافع وهم الحب والهيام, أو هو الباحث عن الحب العفيف الرومانسي الحالم هو الباحث عن عبارات الحب والذوبان التي تؤكد رجولته من أمثال: 'لا يمكنني العيش بدونك' , 'أنت الرجل الذي كنت أبحث عنه طول حياتي', 'أنت تملأ خيالي طول الوقت ولا أتوقف عن التفكير فيك', وغير ذلك من العبارات المعسولة 'أي المنقوعة في العسل, وهي ليست كذلك على الحقيقة, فمن الواضح أن هذا العسل مستخرج من زهرة الحنظل على ما يبدو, إن كان للحنظل زهرة, هذه العبارات المعسولة يهرع إليها الشاب كلما أراد تغذية شعوره الداخلي بالرجولة, وقد تكون الرجولة عند البعض فيما يتعلق بالفتيات في القدرة على الزنا بهن ومواقعتهن والتنافس بين الشباب على ذلك, وهذه لا تختلف كثيرًا عن أيام الجاهلية الأولى وعن صور معيشة المجتمع الغربي في أيامنا هذه في التسابق والمنافسة على التدني إلى الصورة الحيوانية أي الشباب الأسرع.

5- الرجل هو صاحب المواقف الرجولية وتحمل المسؤولية 'الجدع':
وهو مفهوم للرجولة رفيع ومحترم, فالرجل الذي تجده وقت الحاجة وتطلبه في المهمات هو المتحقق لمعاني الرجولة, وهو وإن كان مفهومًا يحمل قدرًا من الصحة والصواب ويلتقي مع المفهوم الرباني للرجولة في جزئية تحمل المسؤولية وخلافها, إلا أنه يختلف عنه في كيفية التعبير عن هذا المفهوم وتطبيقه, بالإضافة إلى أننا نواجه مشكلتين تجاهه في الواقع هما:

أنه ليس منتشرًا بين شباب الأمة بهذه الدرجة بحيث نتوقع أن المسافة بين مفاهيم الرجولة المنتشرة والمفاهيم السليمة مسافة قريبة يمكن اجتيازها بسهولة, بل المفاهيم الأخرى السابقة هي السائدة حقًا في أغلب مجتمعاتنا الإسلامية.

أن هذا المفهوم لا ضابط له يضبطه, فهو يتغير من مجتمع لآخر ومن وسط لآخر, فلا بد من ضبطه بالمفهوم الرباني للرجولة.

أما الرجال كما عرفهم رب البرية جل وعلا فلهم علامات أخرى أبلغنا إياها ربنا في كتابه:
قال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } [النور:36-37]

في هذه الآية يأتي الخبر من الله تعالى أن الرجل هو الذي لا تلهيه تجارته ولا بيعه عن أداء حقوق الله تعالى من ذكر وصلاة وزكاة, ولاحظ معي أن التجارة والبيع من المباحات وليست مما حرمه الله تعالى على عباده, ولكن هذا لم يكن سببًا لمنع وصف من ألهته المباحات عن أداء واجب الله بأنه انتقص من معنى الرجولة بقدر ما انتقص من الواجب عليه, فما بالنا بمن تلهيه المحرمات؟ ما بالنا بمن تلهيه المسلسلات والأفلام؟ ما بالنا بمن تلهيه مطاردة الفتيات وملاحقتهم؟ بل ما بالنا بمن تلهيه المباريات؟ هل هذا رجل بالمقياس الرباني؟

وقال تعالى في ملمح آخر من ملامح الرجولة القرآنية: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } [الأحزاب:23]

وهنا يظهر النص القرآني الرجل على أنه الذي يصدق الله تعالى فيما عاهد الله تعالى عليه, ولكي يتضح مفهوم الآية لا بد من ذكر سبب النزول, فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ثابت قال: 'عمي أنس بن النضر لم يشهد مع النبي صلي الله عليه وسلم يوم بدر, فشق عليه [كان صعبًا عليه] وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه!! والله لئن أراني الله تعالى مشهدًا آخر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع! قال: فهاب أن يقول غيرها, فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد, فاستقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال له أنس: يا أبا عمرو واهًا لريح الجنة, إني لأجده دون أحد!! قال: فقاتلهم حتى قتل رضي الله عنه, قال: فوجد في جسده بضع وثمانون ضربة, بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم, فقالت أخته الربيع بنت النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه, قال: فنزلت هذه الآية: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.. }.

تُرى هل أدركنا الآن معنى الرجولة الحقيقية؟ ومن هم الرجال عند الله تعالى؟ ترى أين تقف مفاهيم الرجولة السابقة أمام هذه المفاهيم الربانية, فالرجولة التزام بأمر الله تعالى والعهد الذي يقطعه العبد على نفسه, وبذا يستحق من دفع ثمن هذه الرجولة هذا الجزاء المبارك الذي عقب الله تعالى به على الآية الثانية فقال تعالى: { ... لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }.

وعدهم الله تعالى أن يجازيهم عما يفعلون من الخيرات بل ويزيدهم من فضله, فهنيئًا لمن كان هذا مقامه, وبادر أخي الحبيب بالحركة لتحصيل هذا المقام العالي من الشرف وأنت له أهل بإذن الله تعالى.

مشهد الختام:
وختامًا, هذا مشهد لفتيان حدثان لم يتجاوزا الخامسة عشر من عمرهما, إنهما فتيان خلد الإسلام ذكرهما لأنهما قتلا رأس الكفر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل لعنة الله عليه, أسوقها لأؤكد لك أخي الشاب العزيز أن الرجولة فعل أكثر منها سن تبلغه فنهنئك بالوصول إليه, وها هي:

قال عبد الرحمن بن عوف: '... إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت, فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن, فلم آمن بمكانهما, إذ قال لي أحدهما سرًا: يا عم أرني أبا جهل, فقلت: ولم يا ابن أخي ما تصنع به؟ قال: سمعت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم, والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده [ظلي ظله] حتى يموت الأعجل منا. فتعجبت لذلك!! وغمزني الآخر فقال لي مثلها, فلم أنشب أن رأيت أبا جهل يجول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه, قال: فابتدراه فضرباه حتى قتلاه, ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما: أيكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا يا رسول الله, فقال: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا, فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال: « كلاكما قتله. » [والفتيان هما معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء].
لا بد في الختام من العود على بدء أخي الحبيب فعفوًا ... هل أنت رجل؟

أنا على يقين من أنك في الطريق لاستكمال معاني رجولتك بحياتك لأمتك وصلاح نفسك.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-03-2006, 08:06 PM
الصورة الرمزية عبد الرّحمان
عبد الرّحمان عبد الرّحمان غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: italia
الجنس :
المشاركات: 139
افتراضي

اللهمّ إجعلنا رجالا
شكرا أخي مع إنّك جرحت رجولتنا، أمزااااااااح
__________________



يوزن المرء بمن صاحب و اختار وليّا




و أنا إخترتكم فازدتّ رقيّا و رقيّا
<******>drawFrame()</******>
<******>drawFrame()</******>
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-03-2006, 10:25 AM
الصورة الرمزية ام نور
ام نور ام نور غير متصل
.............
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 2,560
الدولة : Egypt
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
مشكور اخى الكريم على الموضوع القيم
__________________
وما من شدة إلا سيأتى لها من بعدشدتها رخاء
لقد جربت هذا الدهر حتى أفادتنى التجارب والعناء



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-03-2006, 03:14 PM
الصورة الرمزية onies design
onies design onies design غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: الدنيا
الجنس :
المشاركات: 2,261
افتراضي

مشكورين على مروركم الطيب
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-06-2007, 03:19 PM
الصورة الرمزية أمة الحق
أمة الحق أمة الحق غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
مكان الإقامة: فلسطين الصامدة وافتخر
الجنس :
المشاركات: 980
الدولة : Palestine
043 هل أنت رجل ؟؟؟






يا ...............................عــــفــــــواً..هـ ـل أنـــت رجــل؟!..


هل استفزك العنوان فأردت معرفة المقصود؟ الواقع أني لم أقصد بكلمة 'رجل' المعنى العام المتعارف عليه في الأذهان للرجال الذي هو ضد 'الإناث', ولكن ما قصدته هو معنى آخر للرجولة, معنى يسمح للفتى الصغير الذي لم يبلغ الحلم بعدُ بالانتساب إليه, وقد تعجب إذا علمت أن للفتيات أيضًا الحق الكامل في الانتساب لمفهوم تلك الكلمة, فهل أصابك العجب حقًا الآن؟ ربما, على كل حال قبل أن نعرج على المفهوم الرباني لمعنى الرجولة تعالَ معي لنتعرف على ما تعنيه هذه الكلمة في معجم أغلب شباب أمتنا إلا من رحم الله وهم قليل:
فأكثر الشباب اليوم يعتقدون أن:


1- الرجل هو المدخن:



وهذا المفهوم للأسف الشديد انتشر كثيرًا وترسخ في أذهان العديد من شباب الأمة, بل وأطفالها إذا أردنا أن نكون أكثر تحديدًا, وتتعدد العوامل والوسائل التي تنشر مفهوم أن الطريق إلى الرجولة بالتدخين, ومن هذه العوامل أن التدخين يعتبر في


غالب المجتمعات الإسلامية:


وسيلة لتصريف الضيق والكآبة والتخفيف عن النفس.


وسيلة للإحساس بالذات والنضج وتقليد الكبار.


وسيلة للامتناع عن الغضب الشديد بارتكاب ما يظنه المدخن جريمة فينفس عنها بالتدخين.


كل هذه التصورات المسبقة تتم زراعتها في المجتمع عبر وسائل الإعلام حيث ينطلق البطل الذي تنجذب إليه الأبصار للتنفيس عن غضبه إلى التدخين, ثم يظهر أنه يهدأ بذلك أو يهديه تفكيره وهو يدخن - أي في لحظة تركيزه بفضل التدخين بالطبع - إلى الحل الذي لا مثيل له, ومن وسائل الاستزراع في العقليات لشباب الأمة وشاباتها ما يتناقله الكبار من هذه المفاهيم فيما بينهم, وما يظهر منهم من سلوكيات تؤكدها وتدعمها.



2- الرجل هو الذكر صاحب الصوت المرتفع:



وهكذا في كل الأمور لا ترى منه إلا صوتًا مرتفعًا, فبه تحل المشاكل ويعرف الناس مكانته بعلو صوته, ويخشاه كل من حوله, فتراه لا يتفاهم في أمر إلا ويحسمه بحنجرته لا بعقله, وهو قادر على أن يتغلب على الجميع.


3- الرجولة انحراف:


لكي تكون رجلاً لا بد أن تكون منحرفًا, فلسانك مثلاً لا يترك مخلوقًا في حاله, وهو كذلك مبدع في ناحية اختراع القذارات والإهانات لبني البشر, ويداك لا تسكن مكانها, بل هي أداة بطش مستمرة لا تتوقف عن العمل والإيذاء, وعينك لا تترك امرأة تعبر إلا وتمر تحت أجهزة استشعارك الدقيقة, وكذا كل جارحة من جوارحه تقوم بدورها في رسم صورة الانحراف للحصول على لقب الرجولة المستحق عن جدارة.



4- الرجل هو صاحب العلاقات العاطفية [الدون جوان] صائد الفتيات:



الرجل هو صاحب القدرة العالية على الإيقاع بالفتيات في حبائله, الذي لا يباريه أحد في سرعة هذا الإيقاع, وسرعة الحصول على ما يريد من الفتاة بدافع وهم الحب والهيام, أو هو الباحث عن الحب العفيف الرومانسي الحالم هو الباحث عن عبارات الحب والذوبان التي تؤكد رجولته من أمثال: 'لا يمكنني العيش بدونك', 'أنت الرجل الذي كنت أبحث عنه طول حياتي', 'أنت تملأ خيالي طول الوقت ولا أتوقف عن التفكير فيك', وغير ذلك من العبارات المعسولة 'أي المنقوعة في العسل, وهي ليست كذلك على الحقيقة, فمن الواضح أن هذا العسل مستخرج من زهرة الحنظل على ما يبدو, إن كان للحنظل زهرة, هذه العبارات المعسولة يهرع إليها الشاب كلما أراد تغذية شعوره الداخلي بالرجولة, وقد تكون الرجولة عند البعض فيما يتعلق بالفتيات في القدرة على الزنا بهن ومواقعتهن والتنافس بين الشباب على ذلك, وهذه لا تختلف كثيرًا عن أيام الجاهلية الأولى وعن صور معيشة المجتمع الغربي في أيامنا هذه في التسابق والمنافسة على التدني إلى الصورة الحيوانية أي الشباب الأسرع.


5- الرجل هو صاحب المواقف الرجولية وتحمل المسؤولية 'الجدع':



وهو مفهوم للرجولة رفيع ومحترم, فالرجل الذي تجده وقت الحاجة وتطلبه في المهمات هو المتحقق لمعاني الرجولة, وهو وإن كان مفهومًا يحمل قدرًا من الصحة والصواب ويلتقي مع المفهوم الرباني للرجولة في جزئية تحمل المسؤولية وخلافها, إلا أنه يختلف عنه في كيفية التعبير عن هذا المفهوم وتطبيقه, بالإضافة إلى أننا نواجه مشكلتين تجاهه في الواقع هما:
أنه ليس منتشرًا بين شباب الأمة بهذه الدرجة بحيث نتوقع أن المسافة بين مفاهيم الرجولة المنتشرة والمفاهيم السليمة مسافة قريبة يمكن اجتيازها بسهولة, بل المفاهيم الأخرى السابقة هي السائدة حقًا في أغلب مجتمعاتنا الإسلامية.


أن هذا المفهوم لا ضابط له يضبطه, فهو يتغير من مجتمع لآخر ومن وسط لآخر, فلا بد من ضبطه بالمفهوم الرباني للرجولة.



أما الرجال كما عرفهم رب البرية جل وعلا



فلهم علامات أخرى أبلغنا إياها ربنا في كتابه:



قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُــــوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور:36, 37].


في هذه الآية يأتي الخبر من الله تعالى أن الرجل هو الذي لا تلهيه تجارته ولا بيعه عن أداء حقوق الله تعالى من ذكر وصلاة وزكاة, ولاحظ معي أن التجارة والبيع من المباحات وليست مما حرمه الله تعالى على عباده, ولكن هذا لم يكن سببًا لمنع وصف من ألهته المباحات عن أداء واجب الله بأنه انتقص من معنى الرجولة بقدر ما انتقص من الواجب عليه, فما بالنا بمن تلهيه المحرمات؟ ما بالنا بمن تلهيه المسلسلات والأفلام؟ ما بالنا بمن تلهيه مطاردة الفتيات وملاحقتهم؟ بل ما بالنا بمن تلهيه المباريات؟ هل هذا رجل بالمقياس الرباني؟


وقال تعالى في ملمح آخر من ملامح الرجولة القرآنية: {مِـــنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23].




وهنا يظهر النص القرآني الرجل على أنه الذي يصدق الله تعالى فيما عاهد الله تعالى عليه, ولكي يتضح مفهوم الآية لا بد من ذكر سبب النزول, فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ثابت قال: 'عمي أنس بن النضر لم يشهد مع النبي صلي الله عليه وسلم يوم بدر, فشق عليه [كان صعبًا عليه] وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه!! والله لئن أراني الله تعالى مشهدًا آخر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع! قال: فهاب أن يقول غيرها, فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد, فاستقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال له أنس: يا أبا عمرو واهًا لريح الجنة, إني لأجده دون أحد!! قال: فقاتلهم حتى قتل رضي الله عنه, قال: فوجد في جسده بضع وثمانون ضربة, بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم, فقالت أخته الربيع بنت النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه, قال: فنزلت هذه الآية



{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...}.


تُرى هل أدركنا الآن معنى الرجولة الحقيقية؟ ومن هم الرجال عند الله تعالى؟ ترى أين تقف مفاهيم الرجولة السابقة أمام هذه المفاهيم الربانية, فالرجولة التزام بأمر الله تعالى والعهد الذي يقطعه العبد على نفسه, وبذا يستحق من دفع ثمن هذه الرجولة هذا الجزاء المبارك الذي عقب الله تعالى به على الآية الثانية فقال تعالى: {... لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. وعدهم الله تعالى أن يجازيهم عما يفعلون من الخيرات بل ويزيدهم من فضله, فهنيئًا لمن كان هذا مقامه, وبادر أخي الحبيب بالحركة لتحصيل هذا المقام العالي من الشرف وأنت له أهل بإذن الله تعالى.



مشهد الختام:



وختامًا, هذا مشهد لفتيان حدثان لم يتجاوزا الخامسة عشر من عمرهما, إنهما فتيان خلد الإسلام ذكرهما لأنهما قتلا رأس الكفر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل لعنة الله عليه, أسوقها لأؤكد لك أخي الشاب العزيز أن الرجولة فعل أكثر منها سن تبلغه فنهنئك بالوصول إليه, وها هي:


قال عبد الرحمن بن عوف: '... إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت, فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن, فلم آمن بمكانهما, إذ قال لي أحدهما سرًا: يا عم أرني أبا جهل, فقلت: ولم يا ابن أخي ما تصنع به؟ قال: سمعت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم, والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده [ظلي ظله] حتى يموت الأعجل منا. فتعجبت لذلك!! وغمزني الآخر فقال لي مثلها, فلم أنشب أن رأيت أبا جهل يجول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه, قال: فابتدراه فضرباه حتى قتلاه, ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما: أيكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا يا رسول الله, فقال: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا, فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال: كلاكما قتله. [والفتيان هما معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء].



فهل أنتم رجال ؟؟!




منقول لتعم علينا الفائدة
__________________
--أختكم وسام الفلسطينية مرت من هنا--

التعديل الأخير تم بواسطة أمة الحق ; 08-06-2007 الساعة 04:25 PM.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-06-2007, 03:45 PM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي

هل انتم رجال؟؟؟؟؟

والله سؤال نقف امامه كثيرا فقط للتأمل

هل نحن حقا في هذا العصر طبقنا معنى الرجولة

نعم طبقناه

فأصبح منا المدخنون والتدخين من شيم الرجال
اصبح منا المتسكعون وهذه ايضا من شيم الرجال

هجرنا المساجد فهي تدعو الى الرجعية
لم نكتف بالهرب من ساحات الجهاد وانما شتمنا المجاهدين ووقفنا ضدهم فهم ارهابيون

نعم نعم الرجولة رجولتنا

رجولة الشهوات والملذات

اما رجولة الصدق مع الله فهذه لا تعنينا ...

اختي الكريمة فعلا ربما القليل سيجيبك عن تساؤلك هذه الايام
او بالاحرى لن نلتفت الى سؤالك فنحن في حلم مستمر هو حلم الرجولة الزائفة ولا نريد لاحد ان يذهب هذا الحلم الجميل

بارك الله فيكي
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-06-2007, 04:06 PM
الصورة الرمزية راجية الشهادة
راجية الشهادة راجية الشهادة غير متصل
مراقبة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 3,018
افتراضي

السلام عليكم:جزاك الله خيرا اختى الحبيبة
امة الحق
على موضوعك الرائع الذى يوضح لنا صفات الرجولة الحقيقية والتى كما قلتى ممكن ان يتصف بها الاطفال والنساء ايضا
وليس المفهوم الشائع للرجولة الذى يجعل الرجل مجرد نوع مش اكثر
فالرجل هو من يكظم غيظه عند الغضب وليس بالصوت المرتفع
والرجل هو من يتغير وجهه عندما يشاهد معاصى الله ترتكب وليس هو من يرتكبها
والرجل هو من يغار على اعراض المسلمات وليس هو من ينتهكها
والرجل هو من يكون همه اعلاء راية الاسلام وليس الاساءة الى اسلامه
والرجل له صفات كثيرة لا تنتهى فالرجل كلمة حق تقال وفعل متزن
دمتى بكل خير وسلمت اناملك المبدعة
__________________
والله لو يمحو الزمان فضائلا


"
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-06-2007, 04:35 PM
الصورة الرمزية فتاة القرآن
فتاة القرآن فتاة القرآن غير متصل
مشرفة ملتقى الإخاء والترحيب
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,230
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
جزاك الله كل خير أختي في الله ( أمة الحق )
طرح في مكانه
الرجل الحلم هو الرجل الحقيقي ، هو الرجل الذي يستحق أن نطلق عليه لفظ رجل
وأود هنا أن أضع أكثر من خط تحت كلمة رجل ، فالرجولة موقف وسلوك وليست مجرد مظهر أو كلمات جوفاء الرجولة مسؤولية حقيقية ، والرجل حقاً هو القادر على استيعاب جوانب هذه المسؤولية وتحملها والقيام بها خير مقام ...
الرجل الحقيقي هو القادر على العطاء وليس الأخذ فقط .
كلمات كثيرة يمكن أن أعبر بها عن معنى الرجل
ولكن ليت لهذه الكلمات تصلح لرجال هذه الأمة ...
اللهم اصلح شباب ورجال أمتنا ...

__________________
إن مواعظ القرآن تذيب الحديد
وللفهوم كل لحظة زجر جديد

وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد

غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عفوا هل تسمح لي بكلمة المقبل على الله الملتقى الاسلامي العام 5 19-04-2006 05:19 PM
عفوا .. هذا .. ليس .. جسدي.. بل.. جسد .. امة .. المليار .. مسلم (صورة) منيع البوح الملتقى العام 13 11-03-2006 02:19 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 98.45 كيلو بايت... تم توفير 5.02 كيلو بايت...بمعدل (4.85%)]